حذر الخبراء من أن تغير المناخ يمكن أن يبطئ الأعاصير بمقدار ميلين في الساعة، مما يؤدي إلى تعرض المناطق لفترة أطول للرياح القوية والأمطار الغزيرة، وجاء هذا التنبؤ من بيانات الأرصاد الجوية التي تم جمعها منذ عام 1950، إلى جانب قراءات العواصف الأخيرة والمحاكاة المستقبلية.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، تشير النماذج إلى أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية من شأنه أن يخلق تيارات قوية تهب عبر مناطق خطوط العرض الوسطى وتدفع باتجاه القطبين.
ويمكن أن تتباطأ العواصف على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة وفي المناطق المأهولة بالسكان في آسيا بمقدار ميلين في الساعة.
وقال عالم المناخ جان تشانج من جامعة برينستون: "هذه أول دراسة ندركها تجمع بين التفسير المادي ودليل النمذجة القوي لإظهار أن الاحترار البشري المستقبلي يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ كبير في حركة الإعصار".
جمع الفريق اتجاهات المناخ التي تم رصدها منذ عام 1950 واختار ستة أنماط احترار محتملة للمناخ العالمي، ثم عملوا على 15 حالة مبدئية مختلفة محتملة على كل من الأنماط الستة وخرجوا بـ 90 سيناريو محتمل.
عندما أجرى تشانج وفريقه 90 عملية محاكاة، أدخلوا إلى أجهزة الكمبيوتر افتراض أن مستويات ثاني أكسيد الكربون العالمية تضاعفت أربع مرات وارتفع متوسط درجة حرارة الكوكب بنحو 39 درجة فهرنهايت.
فيما تم اختيار مستوى الاحترار هذا لأن الخبراء توقعوا أنه سيصل إلى هذه النقطة في مطلع القرن إذا لم يتخذ البشر إجراءات للحد من استخدام الوقود الأحفوري.
وقال تشانج: "إن محاكاتنا تشير إلى أن الاحترار البشري المستقبلي يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ كبير في حركة الأعاصير، خاصة في بعض مناطق خطوط العرض المتوسطة المأهولة".
وكشفت البيانات أن حركة العواصف الأمامية ستتباطأ بحوالي 2 ميلا في الساعة، أي حوالي 10 إلى 20 % من السرعات النموذجية الحالية، وذلك عند خطوط العرض بالقرب من اليابان ومدينة نيويورك.
وسلط تشانج الضوء على العاصفة القوية التي ضربت الإعصار هارفي عبر المحيط الأطلسي وصولاً إلى تكساس ولويزيانا في عام 2017، وتسببت في فيضانات كارثية، وقتل 68 وتسبب في خسائر في المنطقة 125 مليار دولار.
ولعل أحد أسباب العاصفة المدمرة هو أنها تحركت بشكل أبطأ وبقيت على الأرض لفترة أطول، وهي نقطة اكتشفتها نماذج الدراسة وتحذر من نتائجها.