لا تتوقف جدعنة المصريين في مواجهة وباء كورونا، الذي أطل برأسه على العديد من الدول وأصاب رذاذ منه بلادنا، حيث تتباين مواقف المصريين في التلاحم للتصدي لهذا الفيروس، إلى جانب الإلتزام بالإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمجابهة هذا الفيروس.
وحباً في الخير، لجأ بعض المواطنين الذين كانون يضعون "كولديرات المياه" أمام منازلهم لسقي الظمأ، لاستبدال هذا السلوك الخيري بوضع "كحول" و"مطهرات" أمام المنازل للمارة كـ"سبيل" للتعقيم والتطهير المستمر، و"كله بثوابه"، وفقاً لما رصده زميلي النشيط "محمد قاسم" في منطقة حلوان.
الأمر لم يتوقف على كبار السن، الطامحين في التسابق للخيرات، وإنما تخطاهم وصولاً للشباب، الذين ظهروا في المحافظات، وداخل القرى والنجوع في الأرياف، يحملون كميات ضخمة من الكحول ومواد التطهير، لتعقيم الشوارع والمنازل وأماكن العبادة.
هذه المشاهد الحضارية الراقية تنم على وعي حقيقي لدى الجميع، وشعور الشباب بالمسئولية المجتمعية، نحو أقاربهم وجيرانهم وبلدهم، والتكاتف والتلاحم للانتصار على هذا الفيروس، أملاً في عبور الغمة دون خسائر.
وفي الوقت الذي يتبارى فيه معظم شبابنا في حواضر مصر وقراها، لمد يد العون لذويهم، والوقوف صفاً واحداً بجوار التحركات الحكومية لمجابهة هذا الفيروس، تبقى قلة من الشباب مازالوا يجنحون نحو منصات مواقع التواصل الاجتماعي، يتعاملون مع الأمر بـ"استهتار" و"استخفاف"، يحاولون تحويل كل شيء إلى "تهريج"، بحثاً عن "لايك" أو "شير" في سرايتهم الزرقاء "الفيس بوك".
جدعنة المصريين في التعامل مع الأزمة، لا تتوقف على الدور الشعبي والتزام كثيرون بالإجراءات الاحترازية والاستجابة لتوصيات المختصين والاهتمام بالنظافة الشخصية والسلوكيات السليمة، وإنما يتخطى ذلك وصولاً لمؤسسات وهيئات حكومية تسطر ملاحم بطولية يوماً تلو الآخر، يقدمون الأنفس في سبيل إنقاذ حياة الآخرين، يأتي على رأسهم الأطقم الطبية "أطباء وصيادلة وتمريض وعاملون في المستشفيات"، وقواتنا المسلحة الباسلة التي تواصل عمليات التطهير والتعقيم لحماية المواطنين، وشرطتنا المدنية عيون مصر الساهرة التي تنفذ حظر التجوال باحترافية، وصاحبة الدور الإنساني في توفير الأغذية للمواطنين بأسعار مخفضة، ومساعدة أصحاب الحالات الحرجة أثناء تطبيق الحظر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة