دبلوماسى وشاعر كبير، كتب العديد من القصائد التى تغنى بها أشهر المطربين العرب، هو نزار قبانى، الذى تمر اليوم ذكرى رحيله، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 30 أبريل من عام 1998م، وكتب الراحل للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظأغنيتين من أشهر الأغانى المتميزة وهما "رسالة من تحت الماء، قارئة الفنجان" تلحين محمد الموجى، وكان لقارئة الفنجان أسلوب خاص، وفور كتابتها أرسلها فى خطاب للعندليب، فما الذى حدث؟.
قال الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، إن الشاعر نزار قبانى أرسل لى قصيدة "قارئة الفنجان" فى خطاب، قبل أن ينشرها فى ديوان، وقال، إنه يرى أن كلمات القصيدة تصلح عملا فنيا فهى من الناحية الشعرية جديدة، وإذا تم تنفيذها كأغنية ستكون فكرتها جديدة، ولكنى لا أرى أحدا لديه الجرأة والبجاحة أن يأخذ هذه القصيدة ويغنيها، ولكنى رأيت أن كلماتها بالفعل متميزة وبالفعل تصلح لأن تكون عملا فنيا.
وأوضح الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، خلال لقاء تليفزيونى نادر يجمع بين الفنان عبد الحليم حافظ والشاعر الراحل نزار قبانى، أن "قبانى" أضاف إلى القصيدة بعض الأشياء حتى تخرج كأغنية، ولكن هذه التعديلات أو الإضافات لم يتم وضعها فى الديون.
عبد الحليم حافظ ونزار قبانى
يذكر أن عبد الحليم حافظ بعدما انتهى من قراءة قصيدة قارئة الفنجان لنزار قباني، وأعجب بها، قرر غنائها، لكنه كان معترضاً على بعض الكلمات في القصيدة، فحاول الاتصال بنزار قباني الذي كان يتنقل ما بين أكثر من دولة عربية وأوروبية، وبعد محادثات طويلة، اقتنع الشاعر بوجهة نظر عبد الحليم. من الكلمات التي طلب عبد الحليم تغييرها، وحققت القصيدة نجاحاً كبيراً، فحتى عام 1993 كان قد بيع منها حوالي مليونين نسخة.
كلمات القصيدة:
جلسَت والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب
قالت يا ولدي لا تحزن فالحب عليك هو المكتوب
يا ولدي قد مات شهيداً من مات فداءاً للمحبوب
بصّرت ونجّمت كثيراً
لكني لم أقرأ أبداً فنجاناً يشبه فنجانك
بصّرت ونجّمت كثيراً
لكني لم أعرف أبداً أحزاناً تشبه أحزانك
مقدورك أن تمضي أبداً في بحر الحب بغير قلوع
وتكون حياتك طول العمر كتاب دموع
مقدورك أن تبقى مسجوناً بين الماء وبين النار
فبرغم جميع حرائقه، وبرغم جميع سوابقه
وبرغم الحزن الساكن فينا ليل نهار
وبرغم الريح وبرغم الجو الماطر و الإعصار
الحب سيبقى يا ولدي أحلى الأقدار
بحياتك يا ولدي امرأةٌ عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود، ضحكتها أنغام وورود
والشعر الغجري المجنون يسافر في كل الدنيا
قد تغدو امرأة يا ولدي يهواها القلب هي الدنيا
لكن سماءك ممطرة وطريقك مسدودٌ مسدود
فحبيبة قلبك يا ولدي نائمة في قصرٍ مرصود
من يدخل حجرتها، من يطلب يدها
من يدنو من سور حديقتها، من حاول فكّ ضفائرها
يا ولدي مفقودٌ مفقود
ستفتِّش عنها يا ولدي في كل مكان
وستَسأل عنها موج البحر وتسأل فيروز الشطآن
وتجوب بحاراً وبحاراً، وتفيض دموعك أنهاراً
وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجاراً أشجارا
وسترجع يوماً يا ولدي مهزوماً مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان
فحبيبةُ قلبك ليس لها أرض أو وطن أو عنوان
ما أصعب أن تهوى امرأةً يا ولدي ليس لها عنوان