الجميع اتفق على فوائد الصيام، الأديان الإبراهيمية ومن قبلها الشرقية عددوا فؤائد طقس الامتناع عن الأكل والشرب والجماع، لتهذيب النفس، كما أن العلماء الإغريق وفى أوروبا القديمة صاموا وأجلوا تلك الوسيلة وضرورة اتباعها لفترة معينة لما لها من أداة لصلاح النفوس، وبينما يؤدى المسلمون هذه الأيام فريضة الصوم فى شهر رمضان المبارك، وانتهاء الصيام الكبير عند المسيحيين فى كل بقاع الأرض كل عدة أيام، مع اتفاق العديد من الأديان والثقافات بمثل هذا الطقس، إلا أن هناك أديان أخرى رفضته واعتبرته تحريما لما أحله الله، وأنه لا فائدة روحية منه، لكن بعضهم أقروه فى بعض الحالات الصحية فقط.
السيخية
لا يعتبر الصيام فرضاً في ديانة السيخ، التي بدأت في الهند في القرن السادس عشر ميلادي، ويؤمن السيخ بالتقرب إلى الإله من خلال الصلاة والتأمل دون فرض الصيام على الجسد.
وبحسب كتاب ":الريان في مفهوم الصيام بين الأديان: حقائق علمية - صحية طبية - رؤى نفسية" تأليف حمد بن علي الصفيان" فإن السيخ لا يعدون الصيام فرضا ولا واجبا، بقدر ما هو وسيلة حياة صحيحة، فهو ليس بالصيام المعتاد، ولكن عدم الإفراط فى تناول الطعام وعدم التجويع أيضا، أى الوسطية والاعتدال.
لكن السيخية وبحسب وصف المؤلف بعكس الديانات الأخرى قاطبة لا تشجع أتباعها على الصيام إلا فى حالات طبية، ويعتقد رجال الدين أن هذه العبادة لا تضفى أى فائدة روحانية إلى مؤديها.
الزرادشتية
الزرادشتية هي الأخرى إحدى الديانات التي حرمت الصوم، لاعتقادها أن هذا الشكل من الزهد والتقشف لن يساعد أو يقوى المؤمنين فى كفاحهم ضد الشر، وبحسب كتاب المؤلف حمد بن على الصفيان سالف الذكر، حرمت الديانة الزرادشتية الصيام، وبحسب اعتقادهم يؤثر فى تفكير الإنسان ولا يستطيع إكمال عمله بالشكل المطلوب.
ووفقا لموقع (الموسوعة الايرانية) فإن الزرداشتين يمنعون الصيام لعدة أسباب منها: أن الجسم يجب أن تعمل كوسيلة التي الروح يمكن أن تحارب الشر، أن الجماع مهم لإنجاب الكثير من المؤمنين الزرداشتين ويجب أن لا يمتنعوا عنها، أن اللحوم تعزز الإدراك الروحي، وأن الجوع والعطش يسبب المعاناة لهم.
المندائية
رغم أن الصوم عند الصابئة يعتبر من أفضل الأعمال، ويقسم الصوم عند هؤلاء إلى قسمين: الصوم الكبير أو ما يسمى بـ(صوم النفس) يسعى فيه الصائم للتقرب من الله ويمتنع عن المحرمات، إلا أن بعض صابئة اليوم يحرمون الصوم بحجة انه تحريم لما أحله الله، وفقا للكتاب سالف الذكر أيضا.
ووفقا للباحث أسامة قيس فى دراسة بعنوان "تحريم الصيام فى الديانة المندائية" الطعام والشراب هبة إلهية في معتقد المندائيين منحت لبني آدم لكي يعيشوا وهو في نظرهم جزء من عملية الخلق، فمن يتتبع النصوص المندائية يستخلص أنها تحرم بشدة الصيام عن الاكل والشرب بشتى أنواعه، فحرمان البدن من الاكل والشرب تحت مسمى العبادة خطيئة يعاقب عليها فاعلها.
