البلاد هادئة في ذلك الوقت، خاصة في الصعيد، حتى استيقظ الجميع على جريمة قتل بشعة في رمضان سنة 2009 بمحافظة سوهاج لبشاعة الجريمة، بعد قتل مواطن وتمزيق جسده وتقطيعه وتعبئته في أكياس بلاستك والتخلص منها بسبب سيدة.
بلاغ عن مواطن مفقود تلقاه رجال المباحث بسوهاج، وكانت الأمور تسير في طريقها إلى أنه بلاغ عادي ضمن عشرات البلاغات لأشخاص مفقودين، يتم استعادتهم بعد ذلك، إلا أن اللواء خالد الشاذلي "داهية البحث الجنائي" كما كانوا يطلقوا عليه في مديرية أمن سوهاج، والذي كان يشغل وقتها منصب مفتش المباحث الجنائية بسوهاج، أكد لضباطه أن هذا البلاغ يشم فيه رائحة الموت.
كلمات "الشاذلي" لضباطه الصغار، كانت محل عناية، فبدأت رحلة البحث عن المواطن المفقود، حيث استمع رجال المباحث لأقوال أقاربه وجيرانه، إلا أن الأمر لم يحمل أي جديد.
محضر "غياب المواطن" في طريقه للقيد ضد مجهول، فلا توجد أية معلومات عنه، ومازال سر اختفائه غامضاً، لكن كيف ذلك في وجود ضابط شرطة بحجم "الشاذلي" يترأس فريق العمل، والذي استطاع بدهائه أن يشك في جيران الشخص المفقود، وعقب تقنين الإجراءات وضبطتهم، وبتضيق الخناق عليهم انهارت سيدة واعترفت بالجريمة كاملة.
فجرت السيدة مفاجآت مدوية عن سر غياب جارها، قائلة:" كان جاري يتردد على منزلنا لمعاشرتي جنسياً، بعلم زوجي من أجل المال، وكانت الأمور تسير بطريقة طبيعية، حتى قرر زوجي التخلص منه فجأة".
وعن يوم الحادث، تقول المتهمة:" حضر الضحية للمنزل وقد اشترى لنا كمية من السمك لتجهيزها للغداء بها، وعندما تسلل لغرفة النوم وعاشرني ونحن في رمضان، عاجلته بمقص في رقبته، وأجهز عليه زوجي، ثم استدعينا حداداً فقطع جسده، وأحضرنا أكياس، واشتركنا جميعاً "أنا وزوجي والحداد والأبناء في تعبئة الأكياس من جثة القتيل"، ثم القيناها في القمامة واختفت بعد ذلك، وتخلصنا من الرأس في الترعة وجرفتها المياه".
رغم اعترافات القاتلة، إلا أن هناك أزمة واجهت رجال المباحث، فلم يجدوا أي شيء من الجثة، وباتت القضية خالية من الجثة، لكن "الشاذلى" أبى إلا أن تكتمل القضية، وبتفتيش دقيق للمنزل عثر على بقعة دم على "غطاء السرير" تكاد لا ترى من صغر حجمها، وعندها ظهرت الفرحة على وجه "الشاذلي" وفريق، بحسب حديثه لـ"اليوم السابع".
سارع "الشاذلي"بالسفر للقاهرة بنقطة الدم بعدما حصل على عينة من دماء أقارب القتيل، وبمطابقة العينتين في المعامل المختصة تبين أنهما متطابقتين، وأن نقطة الدم تخص القتيل، ليسدل الستار على واحدة من أهم القضايا التي شغلت الرأي العام، لا سيما بعدما تم إحالة المتهمين للمفتي وصدر حكم باعدامهم.