طوال الفترات الماضية، وتحديدا منذ اندلاع 25 يناير 2011 وحتى كتابة هذه السطور، تبنت جماعة الإخوان الإرهابية، وحلفاؤها والمتعاطفون معها من حركات وشخصيات فى عدد من المجالات، حملة تشويه كبرى قوامها التشكيك والتسفيه والتسخيف من الجيش المصرى، ومحاولة رسم صورة ذهنية وقحة لتضليل البسطاء الأبرياء، بأن الجيش المصرى انحرف عن دوره الرئيسى فى القتال وحماية الحدود، وتصنيع المعدات العسكرية، إلى جيش منشغل بالسياسة والمشروعات الاقتصادية، وتصنيع المكرونة.
لكن الأحداث الجسيمة، التى مرت بها مصر قرابة السنوات العشر الأخيرة، والتى هددت بقائها على الخريطة الجغرافية، أثبتت أن الجيش المصرى، حامى حمى هذا الوطن، وعموده الفقرى، وسواء رسمت جماعة الإخوان الإرهابية، صورا ذهنية مزيفة ووقحة ضده، أو ناصبته العداء، فإنه لن يقلل من قدر وقيمة خير أجناد الأرض، وانتصاراته التى سطرها عبر العصور المختلفة على كل الأعداء، وتتحدث عنه، بكل إعزاز وتقدير، ويمكن الجزم أيضا، أن الجيش المصرى خلال الفترة القليلة الماضية، استطاع أن يصنع فارقا استراتيجيا، فى محور التنمية وإقامة المشروعات الكبرى، أو محور القدرة العسكرية فى وقت، وزمن قياسى. ونرصد 3 أزمات خطيرة، هددت أمن واستقرار البلاد، ودفعها للهاوية ومستنقع الفوضى والتقسيم، واستطاع مجابهتها والتصدى لها بكل قوة، أولها، أزمة ما بعد 25 يناير، وحالة الفوضى العارمة وتوقف الإنتاج، والتفرغ فقط للمظاهرات والمليونيات وقطع الطرق، وانهيار الاحتياطى النقدى، ووصل إلى حد الإفلاس، لولا تدخل الجيش بكل إمكانياته، لتوفير السلع ودعم الموازنة العامة، وتحمل ما تنوء عن حمله الجبال من وقاحة وسفالة وقلة أدب من أعضاء اتحاد ملاك الثورة، ونهم الإخوان لابتلاع كل السلطات فى مصر، بجانب المؤامرات التى تحاك من الخارج، وكان نتيجتها البدء فى بناء سد النهضة.
وتمكن الجيش من عبور البلاد، إلى بر الأمان، فى أحلك الظروف، وأحبط السيناريو الأسوأ لإسقاط مصر، ونزع اسمها من الخريطة الجغرافية، فيما يشبه المعجزة، وسيقف التاريخ أمامها طويلا، بالرصد والتحليل والتدقيق، باعتباره العبور الثانى للبلاد إلى بر الأمان.
الأزمة الثانية، مواجهة إرهاب الإخوان، وخيانتهم الوقحة بتأليب العالم ضد مصر، عقب ثورة الشعب ضدهم فى 30 يونيو 2013، وكان التحدى القوى للدولة يتمثل فى فض معسكراتهم الإرهابية المسلحة فى رابعة والنهضة، ثم تطهير سيناء من منتخب العالم للإرهاب الذى استعانت به الجماعة، لتأسيس جيش مواز على غرار الحرس الثورى الإيراني، وتمكنت مصر من عبور هذه الأزمة الخطيرة أيضا، وبدأت مرحلة جديدة فى تاريخها، مصر الجديدة، المنطلقة نحو التقدم والازدهار، وتنفيض غبار التراجع والتقهقر والقضاء على الأورام المنتشرة فى الجسد الاقتصادى المصرى، والتى لعب فيها الجيش دور البطولة المطلقة.
الأزمة الثالثة الخطيرة، هى التى نواجهها الآن، بانتشار فيروس كورونا اللعين، وبدأ فى التصدى لأزمة تأمين البلاد من السلع الاستراتيجية، والاتجاه إلى إنتاج الأقنعة الواقية والمطهرات والمستلزمات الطبية، وتطهير المؤسسات، والشوارع، ومواجهة الاحتكار وتلاعب أصحاب الضمائر الخربة، بكل قوة وحسم.
ويستعد الجيش بكل إمكانياته، لمواجهة الآثار المترتبة على انتشار فيروس كورونا، وبذل كل غال ونفيس لعبور هذه الأزمة، ما يؤكد أن جيش مصر، وخلال أقل من 10 سنوات، كان السند والعون والعمود الفقرى الحقيقى للدولة المصرية، وأن أى كيان، جماعة كان، أو أفراد، يحاول التشكيك فى الجيش المصرى، فإنه مغرض، ويحاول ضرب العمود الفقرى للدولة.
ولك الله.. ثم شعب واع.. وجيش قوى يا مصر...!!