أعادت واقعة استيلاء السلطات التركية على طائرة محملة بأجهزة تنفس كانت فى طريقها من الصين إلى إسبانيا، إلى الأذهان التاريخ الأسود لحكام الأناضول من سلب ونهب وسرقة، لعل أبرزها سرقة سليمان القانوني-عاشر السلاطين العثمانيين- الحجر الأسود من مكة، وسرقة فخرى باشا-آخر الأمراء العثمانيين في المدينة المنورة- للحجرة النبوية بالمدينة.
ففي شهر يونيو من العام الماضى، اعترفت تركيا رسميا من خلال تقرير نشرته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية بسرقتها لقطع من الحجر الأسود، الموجود في أحد جوانب الكعبة المشرفة بالمسجد الحرام في مكة المكرمة .
ووفقا لـ "سي إن إن"، أثار التقرير الذي نشرته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عن أحد مساجد تركيا الذي يتزين بقطع من الحجر الأسود ردود أفعال غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاء في إطار تقرير الوكالة التركية الرسمية الذي نشرته على موقعها العام الماضى، إن مسجد جامع صوقوللو محمد باشا في إسطنبول، والمشيد منذ قرابة 5 قرون، يضم 4 قطع من الحجر الأسود.
وأضاف تقرير الأناضول: «كان المعمار سنان، في ذروة مشواره المهني عند اتمامه بناء جامع صوقوللو محمد باشا عام 1571، حيث بناه تزامنا مع جامع السليمية؛ لأنه يعتبر ذروة العمارة العثمانية، وقمة تألق المعمار سنان في مهنته».
وتفيد الروايات بأن «السلطان العثماني سليمان القانوني، جلب القطع المذكورة التي انفصلت عن الحجر الأسود إلى إسطنبول، وأن المعمار سنان قام بتثبيت 4 منها في جامع صوقوللو محمد باشا، وتوجد القطع المذكورة وسط أحجار الرخام في مدخل الجامع وفوق المحراب، وعلى مدخل المنبر وتحت قبة المنبر، في الجامع المذكور، ومحوطة بإطار مطلي".
وفى الأول من فبراير من العام الجارى، كشفت «إندبندت عربية» عن وثائق بريطانية يعود تاريخها لـ 97 عاماً، تكشف نهب الدولة التركية لمقتنيات من حجرة الرسول (ص).
وتكشف الوثائق البريطانية ما قامت به الدولة التركية أبان الحرب العالمية الأولى، عندما أرسلت الدولة العثمانية فخري باشا للمدينة المنورة بحجة حماية المقدسات بها.
ونقلت محتويات من الحجرة النبوية المقدسة، على متن قطار متوجه من الحجاز إلى اسطنبول، عام 1917، وأكدت «إندبندت عربية» في تقرير نشرته الجمعة 31 يناير، أنه بناءً على أوامر فخري باشا لجنوده تم نقل أعلى وأثمن محتويات الحجرة النبوية من ذهب، وقناديل ومصاحف.
وقالت الصحيفة في تقريرها أنها ستنشر بالصور والوثائق في حلقات قادمة ما تم سرقته من الحجرة النبوية.
ونشرت الإندبندت في تقريرها وثيقتين إحداهما بتاريخ 30 يناير 1923، وتحمل رقم 248، من اللورد جورج كورزون، الحاكم البريطاني للهند الذي أصبح وزيراً الخارجية في الفترة من 1919 لـ 1924.
وطالب اللورد كورزون في وثيقته، الوفد التركي بإعادة المسروقات التي أخذتها الجيوش التركية في عهد فخري باشا، عام 1917 من مقتنيات من حجرة الرسول (ص) بالمدينة المنورة، وأكد كورزون في مقدمة الوثيقة أنها ملك للحكومة البريطانية فقط، ويجب إعادتها إلى وزارة الخارجية بعدما رفض الوفد التركي التوقيع عليها.
أما الوثيقة الثانية فكانت في 2 فبراير 1923 للتعليق على خطاب يتعلق بنفس الأمر «نقل مقتنيات من حجرة النبي عام 1917 لتركيا»، وتتضمن الرسالة عن المتحدث باسم الوفد البريطاني رفض بلاده الحجج التي قدمها الوفد التركي في لجان النقاش التي عقدت في 25 و 27 يناير من العام ذاته.
وأمس السبت ، أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية، أن السلطات التركية استولت على طائرة محملة بأجهزة تنفس كانت فى طريقها من الصين إلى إسبانيا، وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية جونزاليس لايا - حسبما نقلت قناة (العربية) الإخبارية، أن الحكومة التركية تحتجز فى أنقرة شحنة من الإمدادات الطبية تم شراؤها من الصين قادمة لإسبانيا منذ السبت الماضي.
وأضافت أن الحكومة التركية فرضت قيودًا على صادرات الأجهزة الطبية على أراضيها بدافع قلقهم بشكل رئيسى من قدرتهم على الحفاظ على نظامهم الصحي.
وتعد هذه الشحنة ثمينة لأنها تحتوى على 162 جهاز تنفس لعلاج مرضى فيروس (كورونا المستجد) الخاصة بوحدات العناية المركزة، وفق وسائل إعلام إسبانية.
وتخطت إسبانيا إيطاليا فى عدد الإصابات بجائحة فيروس كورونا، حيث أعلنت السلطات، الجمعة، عن تسجيل أكثر من 900 وفاة بالوباء لليوم الثانى على التوالى، ليصل إجمالى الوفيات إلى أكثر من 10 الأف و935 حالة بعد تسجيل 935 وفاة خلال 24 ساعة، وتبلغ الإصابات 117 ألفا و710 حالات، لتصبح الثانية عالميا بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة