هل فكرنا لماذا تنتشر الخرافات كلما حدث اضطراب فى العالم؟ كلما انتشر وباء أو اشتعلت حرب أو معاناة ما وجدنا من يخرج علينا بأضاليل أقل ما توصف به أنها من أساطير الأولين.
وعادة ما تتنوع هذه الخرافات ما بين المبالغة والتسخيف، لكن جميعها تتفق على غياب العقل وانعدام الرؤية العلمية، فنجد من يحدثنا عن نهاية العالم، ومن يشير علينا بانتشار السحر، ومن ينظر إلى السماء طوال الوقت فى انتظار صاعقة تمحى كل شيء.
ولو تأملنا هذه الحالة وفكرنا فى الأسباب التى تعمل على انتشار مثل هذه الأفكار نجد:
انتشار الفكر الدينى
ليس المقصود بالفكر الدينى "التدين" لكن المقصود استخدام الرؤية الغيبية التى هى إحدى سمات الإيمان، وفرض هذه الرؤية على الظروف الراهنة وبالتالى سينتج عن ذلك تفسير خاطئ لهذه الظاهرة وبالتالى سنكون في مواجهة نتائج خاطئة.
غياب التفكير العلمى
هذا السبب مرتبط بالفكرة السابقة، لأنه من المستحيل أن تجمع بين الرؤية الغيبية والرؤية العلمية، فالعلم يعنى المنطق والبحث عن دليل واضح، والخرافات عكس ذلك تماما، لأنها تعنى الشيء غير الطبيعى، فالخرافة تعنى عدم وجود أصل لما نقوله، إنها الشيء المستتر بعيدا، والذى يجعلنا نفتح أفواهنا دهشة وفزعا وقلة حيلة.
حب الغموض
أعتقد أن حب الغموض سمة كامنة فى النفس البشرية التي ترغب دائما في البحث عن الأشياء الغامضة، انطلاقا من كون الغموض أكثر إثارة، مثلا تخيلوا لو أن فيروس كورونا سببه "سحر أسود" سنجد أن مستوى التوتر سيزداد، ومستوى الدراما سوف يعلو.
التخلص من المسئولية
بالطبع فإن التفكير بالخرافات سوف يعنى غياب المسئولية، ومن هنا لن نشعر بالذنب وسنعيش فى دور الاستشهاد، سنقول بأن زمام الأمور ليست فى يدنا، وبأن الحال فى علم الغيب ونحن لا نعلمه، سنجلس فى بيوتنا وندعو الله فقط بأن ينقذنا.
المصالح الشخصية
كثير من الأفكار الخرافية التي تحيط بنا مصدرها المصلحة الشخصية للبعض الذين يعلمون الحقيقية لكنهم لو قالوها فإنهم سوف يدفعون الثمن وهم لا ينون فعل ذلك، لذا يسوقون لنا هذه الخرافات علها تشغلنا عن البحث خلفهم ومحاسبتهم عن خطاياهم العديدة.