هل كُتب علي قطاع عريض من مواطنينا، العيش كأسري لهؤلاء المنعوتون بالسلفيين ومن يدور في فلكهم متأسلمين ومشعوذين وتجار دين؟ لقد هالهم وأثار فزعهم ما يتحقق على أرض الواقع من دعائم لتكريس دولة مدنية حقيقية، المصريون فيها سواسية مهمها اختلفت دياناتهم ومعتقداتهم، لا تكون فقط مجرد مصطلح منصوص عليه في ديباجة الدستور ، فراحو ينفثون عن حقدهم يتسترون وراء عباءات الورع يروجون بين بسطائنا ما شاءوا من تأويلات يدعون زورا أنها من صحيح الشرع الحنيف.
دُعانا إذن للمولى سبحانه وتعالي لن يقتصر على رد بلاء كورونا فحسب بل سنتوجه له العلي القدير أن يرحمنا منهم ويحمينا من سيول فتاويهم الجارفة التي تسقط علينا من كل صوب وحدب، ومخطئ من يقول عنها أنها مصنوعة تحت بير السلم فلا تلفتوا إليها، ودليلنا على ذلك أن منها وهو ليس بالقليل يحمل صفة رسمية بكل أسف.
ففي الوقت الذي تعمل المختبرات والمراكز العلمية بكل أنحاء المعمورة على مدار الساعة تسابق الزمن من أجل انتاج لقاح يجنب البشرية هلاك الكوفيد التاسع عشر الملعون، كان هناك من يُشغل العباد التواقين للخلاص ، المهمومين بالداء الفتاك ، بتوافه الأمور يخبرونهم أنه يجوز للمرأة وضع مكياج خفيف شريطة ألا يكون ملفتا، ويا لطيف اللطف أن لم يكن هذا هو هدف الأحمر الوردي فلماذا تتزين به الخدود أصلا طالما لن يلتفت إليها أحد ؟
على ذات الشاكلة نقلت الميديا وبعضا من الأدبيات السيارة تصريحات " تحريضية " نَسبت لداعية قال فيها إن الملحدين والراقصات هم من يتألمون خشية أن يصيبهم الفيروس، أما أهل الله "مش فارق معاهم كونهم يتقربون إليه فى أى وقت"!.. هكذا ببساطة منح شيخنا صك غفرانه لما يراهم المؤمنين، واللعنة على من هم دونهم !
وتناسي الرجل، أن مواثيق حقوق الإنسان كانت مصر في مقدمة بلدان العالم التي صدقت عليها احتراما وإجلالا لحرية العقيدة والمعتقد، ولماذا نذهب بعيدا أليس رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي هو القائل وفي أكثر من مناسبة: أنك لست وصيا على لا على المؤمن أو غير المؤمن فهذا شأن خالقه وليس شانك أنت.
أما الراقصات فعلام ذلك الإصرار الممجوج بجعلهن مرادف لكل أنواع الرذيلة والموبقات، "يكرهوننا ولا يقدرون على بعدنا" على حد تعبير الراقصة الفنانة دينا . صحيح أن الرقص الشرقي لم تدشنه الكنانة، لكنها هي من أعطته الجمال وقيم التشكيل نافضة عنه الابتذال وهز البطن ، لتجعل منه فنا وابداعا خالصا.
فعلى إيقاعه ولدت نجمات هن في الحقيقة درر، فرغم رحيلهن إلا أنهن ، وبفضل سينما الأبيض والأسود ، لازلن يمتعن بفنهن أجيال وراء أجيال : بدءا من تحية كاريوكا وسامية جمال ونعيمة عاكف مرورا بزينات علوي ونجوي فؤاد وانتهاءا بسهير زكي وزيري مصطفي والقائمة تطول . ثم كيف لنا أن ننسي الرقص الجماعي وفي القلب منه فرقة رضا وأيقونتها فريدة فهمي ؟ .
والآن يا تري من هم أهل الشر ؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة