أكرم القصاص

مفارقات كورونا.. التعليم عن بعد انتصار لمشروع طارق شوقى

الثلاثاء، 07 أبريل 2020 07:39 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المفارقات التى كشفها فيروس كورونا المستجد، أن تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات بعد التوقف الاجبارى، أصبحوا مستعدين وقادرين ومتعاونين مع التكنولوجيا، ومثلما خففت مؤسسات كثيرة الحضور لموظفيها ونجحت فى تنفيذ العمل من المنزل، نجحت خطوات التعليم عن بعد، وظهرت حلول كثيرة للدروس والمحاضرات «أون لاين» وأصبحت تطبيقات «فيس بوك» ويوتيوب قادرة على نقل العملية التعليمية وليس فقط للدردشة والنميمة والكوميكس الذى يسخر من تطوير التعليم. وبدا أن ما كان الكثيرون يقاوموه ويهاجموه ممكنا وقابلا للتطبيق. وفى ظل تهديد كورونا تقبل المجتمع ما كان يقاومه مختارا. 
 
قبل شهور كتبت مندهشا من ظاهرة لافتة، حيث الشباب والمراهقون والكبار يجيدون التعامل مع تطبيقات التكنولوجيا فى الشارع أو المترو أو الباص أو المقهى، يتبادلون الدردشة والنميمة والفيديوهات ويتشاركون فى جروبات على واتس آب، وفيس بوك، وتويتر وإنستجرام، وبعضهم يقدم دروسا أو لايفات، قراصنة ولاعبو بلاى ستيشن محترفون، فى المدينة والقرية، لكن عندما بدأ الحديث عن «التابلت» وتغيير المناهج من الورقى للإلكترونى، ظهرت آراء حاسمة لأنصاف خبراء وأرباع عارفين يعلنون أنه « ليس وقته»، ويرون أن تطوير التعليم بالتكنولوجيا يضيعه ويدمره، انهم نفس من كانوا يطالبون بنقل التعليم من الحفظ للفهم، ومواجهة الدروس الخصوصية، بل إن بعض مراكز الدروس الخصوصية تحصل على مبالغ نظير بث تليفزيونى مسجل للدروس، بما يعنى انهم «تكنولوجيون» خارج الفصول.
 
ظل وزير التعليم الدكتور طارق شوقى يحاول إقناع المجتمع بمشروع إدماج أدوات الاتصال فى العملية التعليمية، وكان مشروع التابلت أحد الخطوات التى واجهت مقاومة من قبل كثيرين، كان هناك ارتباك فى بداية الأمر، استغلته تنظيمات المستفيدين من الجهل ومليونيرات الدروس الخصوصية والكتب الخارجية فى إشاعة أنه فاشل وأن التعليم عن بعد لا يصلح فى دعم التعليم وإخراجه من كهوف التكلس. 
 
كان مشروع التعليم الجديد يحاول مواجهة تراكمات خمسين عاما من التكلس. والغريب أن بعض دعاة التكنولوجيا والرقمنة انضموا إلى جوقات المعارضة لمشروع تطوير التعليم، كانت الفكرة ببساطة هى أننا بحاجة لاستيعاب الأمر والتعامل بتدرج لحين تقبل هذا. 
 
بجانب العمل من المنزل كانت العزلة الإجبارية التى خلقها الفيروس، دافعا للاندماج أكثر فى التعليم عن بعد، وفصول الدراسة بالفيديو من المدارس والجامعات، وحدث ما كان يبدو من المستحيلات.
 
طوال شهور بذل وزير التعليم الدكتور طارق شوقى، جهدا كبيرا لإقناع المجتمع بمشروع يتضمن بجانب الحضور الفيزيائى للتلاميذ استخدام التابلت والإنترنت فى التواصل واستكمال الدروس والواجبات. لكن المشروع واجه مقاومة من بعض الاتجاهات التى تخاف الجديد، فضلا عن مستفيدين من فوضى النظام القديم من الدروس الخصوصية وغيرها.
 
فجأة وتحت خطر الفيروس وتوقف الدراسة بالمدارس والجامعات ظهرت الكثير من الحلول التى بدت مستحيلة، وعلى رأسها القنوات التعليمية فى التليفزيون ويوتيوب، والمحاضرات التفاعلية بين المعلمين والتلاميذ، طلاب الجامعات فى الكليات النظرية والعملية استكملوا تعليمهم من خلال المحاضرات «اللايف» والتفاعل باستخدام الموبايل التى كانت حتى وقت قريب للسوشيال ميديا فقط. وكسب المجتمع تحت الضغط ما كان يحتاج إلى سنوات للاقتناع به.
 
وبدا أن توحد المجتمع فى مواجهة خطر فيروس غامض، ساهم فى إدماج التكنولوجيا بالمجتمع، وهى فرصة تتطلب المزيد من التدعيم، من خلال تقوية شبكات الاتصالات، ومنح باقات مجانية للمدارس والجامعات والطلاب، من خلال قاعدة بيانات، ومهما كان ما تقدمه الدولة فسوف يكون عائده مضاعفا. 
نجحت الدولة فى إدارة أزمة كبرى مع فيروس كورونا، وعليها أن تبنى على هذا فى تقوية فكرة التعليم والعمل عن بعد من خلال مضاعفة قدرات شبكات الإنترنت، وبنيته الأساسية ودعم حاجات التلاميذ بالإنترنت، حتى يمكن استكمال مشروع تطوير التعليم استفادة من أزمة كشفت قدرات كانت غائبة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة