لايكف الإخوان عن حربهم القذرة ضد مصر والمصريين عبر حسابات وهمية ومزيفة في أكثر من دولة بالخارج، هذا سلاحهم الحالي فى الهجوم على الدولة المصرية ومؤسساتها عبر مواقع التواصل الاجتماعى.. إنهم يسعون في ظل الأزمة العالمية "كورونا" في استخدام تلك الحسابات لنشر أكاذيبهم المفضوحة، وكأن فيروس "كوفيد 19" يجتاح مصر وحدها دون سائر بلدان العالم، ولعلهم قد نشطوا منذ بداية الأزمة العالمية بعد فشل مؤامراتهم باستخدام عناصر إجرامية وتمويلها لتخريب مصر، وأيضا فشلهم الزريع في محاولات ضرب مصداقية المشروعات القومية الكبرى.
لقد ثبت عمليا خسارة شعبيتهم في الشارع ولم يجدوا أي مساندة لأفكارهم، فكان قرارهم بتصدير الإحباط لأبناء الشعب وإفقاده الثقة في المستقبل لخلق الفوضى، وكأن الأمر يعني بالنسبة لهم "نحن أو الفوضى"، لذا استغلوا الظرف الحالي في اختلاق أحداث وهمية لإثارة البلبلة على جناح الأزمة، رغم أن العالم ومنه مصر بالطبع يتمتع بشفافية معلوماتية ربما لأول مرة في التاريخ وذلك بنشر البيانات الحقيقية أولا بأول.
الجماعة الإرهابية حاولت بث الإيحاءات الكاذبة المغرضة باختلاق أحداث وهمية مشابهة لما جرى فى يناير 2011، وذلك من خلال تركيز بؤرة الضوء على أماكن أخرى في الفضاء التخيلي عبر كتائبها الإلكترونية بعدما أصبح مسرح الأحداث مختلفا عن ميدان التحرير ومدينة السويس وغيرها من الساحات، قاصدين استصحاب الحالة العاطفية والمزاجية التى تلبست الشعب المصرى فى أثناء أزمة "كورونا" بغية استفزازه وتحريضه على الانضمام إليهم فى أعمال العنف والشغب التى ينوون تكريسها للسطو على مقاليد السلطة فى البلاد لصالح القوى الدولية المعادية التى تدعمهم.
إنهم يستخدمون تقنية ترتكز على علم البرمجة اللغوية العصبية والتى تتلخص فى أن اصطناع مؤثرات مادية وظروف وملابسات تتشابه مع تلك التى اكتنفت حدثا وقع فى الماضى يستصحب - بالضرورة - ذات الحالة الشعورية التى لابست ذلك الحدث، وهذا يعنى أن هناك عقولا تمتلك المعرفة يستعين بها الإخوان فى حراكاتهم الآنية، وهناك بالطبع تدفقات مالية يتم إغداقها على بعض العناصر الإجرامية التى تمت الاستعانة بها فى الماضى القريب من أجل خلق وهم المشاركة الشعبية في المطالبة بالإفراج عن السجناء بعد الادعاء بأن الوباء انتشر بينهم، ولاشك أن هؤلاء المتآمرين يمتلكون خارطة إحصائية للعناصر البشرية الإجرامية القابلة للشراء فى كامل أنحاء مصرلمساعدتهم في تحقيق أهدافهم.
تلك الحرب التى تخوضها الإخوان ضد مصر مستغلة حتى الكوارث الطبيعية التي تلحق بالبشرية هى مؤامرة كبرى لا تقف فقط عند حدود مصر، لكنها تعتبر السيطرة على مصر وإضعاف مؤسساتها ضروريا ولازما لإنجاح مشروع السيطرة على المنطقة العربية بكاملها، وطالما ظلت مصر متماسكة وعصية على السقوط والتفكك وقوية فلن يكتمل مشروعهم ولن يتمكنوا من اتمام مخططاتهم، هذه المخططات تتمثل فى محاولة الاستيلاء على الثروات العربية والهيمنة على مقدرات السلطة والحكم فى البلاد العربية، ولذلك فهم يعتبرون إسقاط مصر ضروريا لأنهم سيفشلون فى تحقيق الحد الأدنى من مخططاتهم فى المنطقة العربية ما دامت مصر حاضرة بقوتها وجيشها وتماسك مؤسساتها وشعبها.
ولاتعمل الإخوان وحدها في تلك الساحة الرائجة بالشائعات، بل إن هنالك دوما من تساندها من وسائل الإعلام الغربية، ففي الوقت الذي تبذل فيه الدولة قصارى جهدها للحفاظ على صحة المواطنين وحمايتهم من فيروس كورونا، فقد لاحظنا أن جريدة "الجارديان" البريطانية قامت بنشر تقرير "مفبرك" عن أعداد المصابين فى مصر بالمرض، حيث زعمت قبل أيام أن الاعداد تجاوزت 19 ألف حالة، وأنها أعلى من الأرقام الصادرة عن الجهات الرسمية، واعتمدت فى ذلك على بحث غير دقيق لطبيبة كندية نشرته على صفحتها لتتناقله عنها أيضا جريدة "النيويورك تايمز" الأمريكية فى محاولة للنيل من أمن واستقرار مصر، لكن رد مصر كان واضحا وصريحا لتكون رسالتها لباقى وسائل الإعلام العالمية قوية وأنها لن تقبل بأى نوع من هذه الأخبار الكاذبة أو الشائعات.
ولأن السلطات المصرية تنتبه جيدا إلى أن "فيروس الإخوان" اللعين أخطر وأشد فتكا بالمواطنين من "كوفيد 19"، فقد قامت على الفور بتجفيف منابع معلوماتهم المضللة وذلك باتخاذه قرار فوري تمثل فى إغلاق مكتب "الجارديان" بالقاهرة، وإنذار "النيويورك تايمز" لتصبح الرسالة واضحة وصريحة وقوية : بأن مصر لن تقبل بوجود هذا النوع من الإعلام على أرضها ولا بتلك الدعاية السوداء التي تخدم بالضرورة الأجندة الإخوانية، وهذ كان إنذارا شديد اللهجة لباقى الصحف الدولية والاجنبية الموجودة فى مصر بضرورة توخي الدقة في معلوماتها، وخاصة أن مندوب منظمة الصحة العالمية في القاهرة يصدر البيانات الصحيحة طبقا لمعايير المنظمة التي تراعي أقصى درجات الشفافية في المعلومات.
إن يقظة الاجهزة الأمنية فى مصر في ظل الظروف الحساسة التي نعيشها حاليا تثبت بما لايدع مجالا للشك أنها تقف بشكل حاد وصارم أمام كل من تسول له نفسه النيل من أمن واستقرار مصر، وخاصة أن صحيفة "الجارديان" لها سوابق على مدار السنوات القليلة الماضية مع مصر، وأن ما حدث من جانبها بنشر معلومات مغلوطة ليس بجديد عليها تجاه ما يحدث داخل مصر، وهو ما يزيد العبء على عاتق وسائل الإعلام المصرية وذلك بجعل الثقة فيها تقل بشكل كبير.
وكما هو معلوم لدى الكافة، أن وزارة الصحة المصرية تتعامل بشفافية ووضوح منذ بداية ظهور الفيروس، وأعلنت على لسان متحدثها الإعلامى أننا لا نملك رفاهية إخفاء ظهور حالات مصابة بالفيروس إن وجدت، كما أن مصر تقدم تقريرا يوميا لمنظمة الصحة العالمية عن الحالة المصرية في ظل فيروس كورونا، ورغم ذلك فإن قنوات الإخوان تبث شائعات يوميا عن وجود حالات إصابة أكثر من الأرقام الرسميى بالفيروس، وللأسف هناك من يسير ورائهم ويروح شائعاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعى بدون وعى.
وليس من هدف لدى تلك الجماعة الشريرة سوى أن توصم مصر بأنها دولة لديها حالات إصابة بالفيروس الذى يخشاه العالم كله، ويترتب على ذلك تراجع معدلات تدفق السياحة الى أدنى مستوياتها وكذلك هروب الاستثمارات الأجنبية المباشرة خوفا من الفيروس.
وفي هذا الصدد استغلت جماعة الإخوان أزمة انتشار فيروس كورونا في نشر حالة من الهلع، إلا أن الشعب المصري رد على أكاذيبهم وفضح ألاعيبهم وتضليلهم من خلال الزعم بأرقام غير حقيقية حول عدد الإصابات بالفيروس المستجد في مصر، وإذا تأملنا تلك الحالة من الهلع الإخواني فسنجد أن كلمة السر في ذلك هى "تركيا وقطر"، واللتين تقفان وراء تلك الحملات التحريضية التي تشنها الإخوان عن كورونا ضد مصر، والادعاء بأرقام غير حقيقية لا أساس لها من الصحة، إلا أن الشعب المصرى أصبح الآن لديه خبرة كبيرة بهذه الأكاذيب ويعلم التاريخ الكبير من الفيديوهات والصور والمعلومات المفبركة التي تنشرها الجماعة عبر لجانها الإلكترونية.
نعم الشائعات التي تروجها جماعة الإخوان عن مصر تأتى بتعليمات وأوامر من أجهزة خارجية على رأسها "قطر وتركيا"، وصحيح أن الكثير من أبناء الشعب المصرى أصبح ينتبه لهذا الدور القذر لأهل الشر، بل ويتصدى لتلك الشائعات التى تبثها خاصة فيما يتعلق بفيروس كورونا على شبكات التواصل الاجتماعى، قبل خلق مناخ من الرعب والخوف لدى بعض الناس، لكن يبقى أن الانتباه أكثر لتلك الشبكات التي تلعب دور خطير ومدمر ومقصود ضد الدولة المصرية، وعلينا أن نتبه أكثر إلى كيفية استغلالها بأساليب شيطانية من جانب جماعة الإخوان للسعى نحو خلق آليات عابرة للدولة الوطنية بإطلاق الشائعات والأكاذيب، وذلك كجزء من مخططات الفوضى وخلق آليات تمنح مساحات تأثير للخونة والإرهابيين وأجهزة الاستخبارات الدولية المعادية لمصر.
لقد سعت الجماعة الإرهابية عبر كتائبها الإلكترونية إلى الترويج بأن مصر تصدر فيروس كورونا للعالم وأن السفر إليها كان أحد أسباب الإصابة بالوباء في أمريكا، وترويج شائعات أخري مثل إغلاق البنوك لدفع الناس على التسارع لسحب أموالهم والتأثير على الاقتصاد وزيادة أعداد المصابين بفيروس كورونا وتمديد ساعات حظر التجوال، وعدم نزول رواتب الموظفين وخلو الدولة من الأموال، فضلا عن التشكيك بالكذب والادعاء لتزوير الحقائق الرسمية وشهادات منظمة الصحة العالمية حول الجهد المصرى المبذول في التصدي لفيروس ونشر فيديوهات وأخبار مفبركة عبر عدد كبير من أذرعتهم الإعلامية لإثارة الخوف والفزع، وفي النهاية تقوم بنشر أرقام وبيانات عن إصابات ووفيات فيروس كورونا دون العودة للبيانات الرسمية ومنظمة الصحة العالمية لتصوير الوضع على أنه كارثي.
ربما يكون فيروس الإخوان الذي ينتشر بالشائعات أخطر من "كوفيد 19" كما قلت سابقا، ولكن أثبتت أزمة كورونا الحالية إن الشعب المصرى لديه مخزون كبير من الخبرة بأهداف الإخوان الخبيثة، بالتالي لم تنجح فى نشر الفوضى عبر تلك الشائعات التي استخدمت فيها شتى الوسائل والابتكارات، وفوق ذلك مولت بأموال ضخمة لتنفيذ تلك الحملات الإخوانية على نحو مؤثر وفعال، لكنها لم تعد مصدرا موثوقا لدى غالبية الشعب، فقط هي تقنع قلة قليلة من مغيبى الوعي والمنتمين فعليا للتنظيم، وهذا راجع لتراكم خداع الجماعة وكذبها وتزييفها لإحصاءات وأخبار على مدى السنوات الماضية.
الحكومة من جانبها كسبت معركتها وتعاملت بخطوات استباقية وقطعت فرص استغلال الأزمة من خلال إجراءات حماية العمالة المتضررة ورفع بدل المهن الطبية وهزمت محاولات استثمار تضرر شرائح منها في ظل مساعى القوى الكارهة لمصر بنشر الشائعات المغلوطة عن مصر وبث سمومها الحاقدة وتوجيه كل طاقة أبواقها لاستهداف أمن القاهرة واستقرارها، ورغم أن هذه الأزمة وقعت فى كل دول العالم إلا أنها أصرت على التركيز وخلق فزاعات للشارع المصرى تاركة أى أخطاء تقع فى أى دولة بالعالم .
الحقيقة أن الجهود المبذولة من قبل الدولة قيادة وحكومة للسيطرة على فيروس كورونا المستجد "كوفيد -19" سواء من خلال الإجراءات الاحترازية والوقائية المعلنة، أو دعم الفئات المتضررة ومحدودى الدخل، انتصرت على محاولات الكتائب الإخوانية والتى نشرت أكاذيبها عبر وسائل التواصل الاجتماعى "السوشيال ميديا" وحاولت تضليل الرأى العام، وقد تخطت خلال شهر 16 ألف شائعة بعضها يتعلق بفيروس كورونا والبعض الآخر فى شأن نقص السلع التموينية، لكن القيادة السياسية والحكومة انتصرت علي شائعات الإخوان بالاستباق في الأحداث وتعاملت باحترافية مع كافة التيارات المعادية التى حاولت أن تستثمر الأزمة للهجوم على مصر.
بقي القول بأن ما يثير الغضب من مثل تلك الشائعات والتقارير مدفوعة الأجر، ليس ما تقوله بحد ذاتها، فسرعان ما ستنقشع الغمة بإذن الله، ويكتشف الجميع الحقيقة، ولكن ما يثير الغضب حقًّا هو ما سببته مثل هذه التقارير الكاذبة شكلا وموضوعا من بلبلة فى الشارع المصرى ربما دفعت الناس في البداية لقرارات طائشة، مثل التكالب على شراء السلع من المحال وإثارة الفزع والرعب بين المواطنين جراء تلك الشائعات من تشكيك فى مصداقية التقارير الحكومية بالرغم مما تشهد به المنظمات الدولية بدقة إلاحصاءات والمعلومات، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، من شفافية تتعامل بها الدولة المصرية فى قضية فيروس كورونا، وهو ما قلل من انتشار فيروس الإخوان اللعين الذي يعد أخطر من فيروس "كوفيد19".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة