لا يختلف اثنان على الروح القتالية التى يتمتع بها أحمد فتحى داخل الملعب، سواء فى الأهلى أو المنتخب المصرى، ولا يختلف اثنان أيضاً على أن "الجوكر" ليس اسما ولكنه صفة، نظراً لمهاراته المتميزة سواء الهجومية أو الدفاعية، وهو ما أجمعت عليه الجماهير بمختلف انتماءاتها، أما الخلاف فبدأ فى ملف تجديد عقد اللاعب مع القلعة الحمراء ومماطلته مع ناديه والذى انتهى بإعلانه الرحيل نهاية الموسم وهو ما قابله النادى ببيان رسمي يتمنى خلاله التوفيق للاعب.
البعض أيد تعامل لجنة الكرة مع ملف تجديد عقد فتحى، إعلاءً لمبادئ الأهلى والتى أرساها صالح سليم وسار على نهجها رؤساء القلعة الحمراء وآخرهم الخطيب، خاصة أن الأهلى لا يقف على أحد مهما كان اسمه، واستشهد هؤلاء بالعديد من الوقائع السابقة أمثال حسام حسن وإبراهيم سعيد وغيرهم من اللاعبين الذين رحلوا فى أوج تألقهم ولم يتأثر الفريق برحيلهم.
بينما تخوف آخرون من تأثير رحيل فتحى، قلب الفريق النابض، ومعه اثنان من قادة الأهلى هما شريف إكرامى والذى أكدت تقارير صحفية انتقاله إلى بيراميدز الموسم المقبل، وحسام عاشور الذى مازال يفاضل بين الاعتزال أو مواصلة المسيرة مع أحد الأندية الأخرى.
ملف رحيل أحمد فتحى إلى بيراميدز فى الانتقالات الصيفية لم يسر على هوى "الجوكر" الذى وجد نفسه أمام مفاجأة تتناولها الصحف والمواقع الإخبارية بإعلان تراجع بيراميدز عن ضم اللاعب صاحب الـ35 عاما، وبعدها بدقائق نشر فتحى صورة على حسابه بالسوشيال ميديا يقرأ فيها رسالة لأحد متابعيه يطالبه بالبقاء في الأهلى، الأمر الذى اعتبرته الجماهير تمهيداً من اللاعب بالعودة لمفاوضات التجديد للأهلى بعد فشل انتقاله لبيراميدز.
بعيداً عن هؤلاء وهؤلاء، أثبتت الأيام أن تعامل إدارة الأهلى ولجنة الكرة باحترافية شديدة مع أحمد فى ملف التجديد، وهو ما قابله اللاعب بطريقة براجماتية تهدف لإعلاء مصلحته الشخصية، بداية من إعلان وكيله الانفصال عنه بعد تأكيده اتفاق اللاعب مع نادى بيراميدز دون علمه وعدم وضوحه فى التفاوض مع مسئولى الأهلى، حسب بيانه الرسمى، وخسر على إثره كثيراً من شعبيته الجماهيرية التى بنى عليها تاريخه طوال أحد عشر عاماً بالفانلة الحمراء.
أما إدارة الأهلى فأحرزت هدفين فى مرمى فتحى، الذى خرج خاسراً من تلك المباراة، واستفادت الإدارة الحمراء شعبية بين الجماهير، خاصة بعد تمسكها بإعلاء المبادئ عقب مماطلة اللاعب فى ملف التجديد، وإصدارها بياناً تتمنى له التوفيق، وهو ما أيدته الجماهير الحمراء وصبت غضبها على اللاعب الذى فضل أموال بيراميدز على فانلة الأهلى.
وفى المرة الثانية عقب فشل انتقاله لبيراميدز ـ إن صحت التقارير ـ عادت الكرة إلى ملعب الأهلى من جديد، فأصبح بإمكانه تسجيل هدفين فى مرمى فتحى، إما برفض عودته للقلعة الحمراء، وهو مبدأ تؤيده الجماهير الحمراء على السوشيال ميديا، وحال تحقيقه تضيف إدارة الخطيب رصيداً جديداً إلى شعبيتها بين الجماهير العاشقة للكيان، أما الهدف الآخر فهو التعامل باحترافية جديدة والحفاظ على اللاعب، بل وإملاء شروط جديدة على بنود التعاقد بطريقة تحفظ حقوق النادى وهيبته حتى لا تتكرر واقعة فتحى مع لاعبين آخرين، وبذلك تمنحه فرصة لمحاولة مصالحة الجماهير والحفاظ على ما تبقى من شعبية لديها.
ولكن فى كلتا الحالتين فقد خسر الجوكر الكرة وخسر معها الكثير، فلم يحقق الأموال التى كان يحلم بها ولم يحافظ على الشعبية التى اكتسبها طوال تاريخه مع القلعة الحمراء، لم ينظر فتحى إلى ميسى أو رونالدو وغيرهم من أساطير الكرة فى العالم وكيف نالوا احترام الجميع عندما قرروا تخفيض راوتبهم فى أزمة كورونا، ولم يقف أى منهم يملى شروطه على النادى لتحقيق أموال أكثر، فاختاروا حب الجماهير وكان الرهان الرابح، وفى النهاية هارد لك ياجوكر.