توصلت دراسة حديثة، إلى أن مستويات ثاني أكسيد الكربون في طريقها للوصول إلى نفس المستوى الكارثي الذي كانت عليه قبل 200 مليون سنة عندما انقرضت نصف الحياة على الأرض، فتتعرض البشرية لخطر تكرار حدث انقراض جماعي مدمر، الذى شهد مستويات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون مدفوعة بالانفجارات البركانية التي أدت إلى انهيار بيئي في النهاية.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، وجد العلماء الذين يدرسون التكوينات الصخرية القديمة، أن هذه المستويات تشبه التوقعات الحديثة لتركيزات ثاني أكسيد الكربون بحلول نهاية القرن.
فيما اكتشف مانفريدو كابريولو، عالم الجيولوجيا وزملاؤه أدلة على الانفجارات البركانية القديمة في الصخور البازلتية الممتدة من الولايات المتحدة إلى شمال إفريقيا.
ويقول الباحثون إن الاحترار العالمي وارتفاع مستوى سطح البحر وتحمض المحيطات أعقب الانفجارات.
وأضاف كابريولو: "من المحتمل أن تندلع مثل هذه الانفجارات بحجم إجمالي من ثاني أكسيد الكربون، يعادل ذلك المتوقع من الأنشطة الصناعية خلال القرن الحادي والعشرين، في سيناريو الاحترار ارتفاع 2 درجة مئوية، وهذا هو الهدف الأدنى فوق مستويات ما قبل الصناعة الذى حددته اتفاقية باريس".
وجاءت العينات الموجودة في الصخور من مقاطعة ماجماتيك الوسطى الأطلسية (CAMP)، أكبر مقاطعة نارية في الأرض تمتد على مساحة سبعة ملايين ميل مربع، حيث تم فحص أكثر من 200 قطعة من الحمم البازلتية CAMP من الولايات المتحدة وكندا والمغرب وأوروبا.
وقال الفريق البحثى في جامعة بادوفا بإيطاليا: "يشير ذوبان المواد التي تم تحليلها والتي تحمل فقاقيع الكربون بقوة إلى أن نظام CAMP magmatic كان غنيًا بثاني أكسيد الكربون، التي تم إنتاجها من خلال سلسلة من الانفجارات الضخمة، والتي عرفت أنها بدأت منذ حوالي 201 مليون سنة عندما كان العالم محيطًا وقارة واحدة كبيرة.
وأكد كابريولو: "إن التغيرات المناخية والبيئية في نهاية العصر الترياسي، مدفوعة بالانبعاثات البركانية كبيرة الحجم من ثاني أكسيد الكربون، ربما كانت مشابهة لتلك المتوقعة في المستقبل القريب في ظل الاحترار الصناعي".
كانت هناك خمس حالات انقراض جماعي وكان هذا الانقراض واحدًا من أكبرها، وتضيف أحدث النتائج المنشورة في Nature Communications إلى الأدلة المتزايدة أن السادس قد بدأ بالفعل، وهو الانقراض من صنع الإنسان، حيث يؤدي النمو السكاني المتفجر والنشاط الصناعي واستغلال الموارد الطبيعية إلى دفع العديد من الأنواع إلى الانقراض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة