أمتع الجميع بفنه، ألهم الشعب بحماسه المتزايد في ألحانه، أحبه كل من سمعه، إنه "سيد درويش" علامة التلحين المصرية، الذى مازال حتى الآن لغزاً يصعب حله، ففي إبداع فنه كان ساحراً، وفى مماته كان حديث الجميع.
لا أحد يعلم من الجانى، وهل قتل أيقونة الفن المصرية "سيد درويش"، الإنجليز أم خيانة صديق، أقاويل وروايات لم يثبت صحتها ولم نصل حتى الان لحقيقتها.. لتبدأ قضية جديدة "ضد مجهول".
الزمان : سبتمبر 1923
المكان الإسكندرية
الواقعة : وفاة الملحن العالمى سيد درويش
ولد السيد درويش البحر بمحافظة الإسكندرية فى 17 مارس 1892، وفى عمر الـ16 عامًا تزوج وأصبح رب أسرة فى ذلك العمر الصغير.
واحترف "سيد درويش" الموسيقى والعزف على العود، وتعلم كتابة النوتة الموسيقية، وسافر إلى القاهرة سنة 1917، وهناك اشتهر شهرة كبيرة، ولحن لجميع فرق المسرح في شارع "عماد الدين".
ومن أشهر الفرق الذي تعامل معها فرقة جورج أبيض، ونجيب الريحاني، وعلي الكسار، حتى قامت ثورة 1919 فغنى أغنية "قوم يا مصري"، وألف الكثير من الأغانى الوطنية والشعبية التى ألهبت حماس المصريين آنذاك.
وفى أوائل شهر سبتمبر سنة 1923 ذهب سيد درويش إلى مسقط رأسه بالإسكندرية لترتيب استقبال عودة الزعيم سعد باشا زغلول من المنفى، إلا أنه بحلول يوم 9 سبتمبر رحل سيد درويش عن عمر يناهز الـ32 عاما بشكل غامض ومفاجئ.
-صورة-نادرة-لسيد-درويش
بعد مرور يومين نشرت جريدة السياسة يوم 17 سبتمبر عام 1923 خبر الوفاة، بعدما حمل جثمانه بسرعة إلى مثواه الأخير قبل أن يشعر أحد بموته.
دفن سيد درويش فى مقابر المنارة بالإسكندرية، وكتب على شاهد قبره: "يا زائرى لا تنسنى من دعوة صالحة.. وارفع يدك إلى السماء واقرأ لروحى الفاتحة".
اختلفت الرويات وراء تلك الوفاة أولها أن الإنجليز آنذاك هم من قاموا بتسميمه ليتخلصوا منه بسبب أغانيه الوطنية المحرضة ضدهم، خاصة أنهم رفضوا تشريح جثته ودفنه دون أى تحقيق بالواقعة.
-صورة-نادرة-من-جنازة-سيد-درويش
و الرواية الثانية هى تناول جرعة زائدة من "الكوكايين" أدت لوفاته على الفور.
أما الرواية الثالثة وهى على عهدة عائشة عبد العال، ملهمة سيد درويش، إن صديقًا لسيد، كان يحب مطربة مغمورة، وطلب من سيد أن يمرنها، ولكن بعد فترة اقتنع سيد درويش أن صوتها سيئ ولا يمكن أن تصبح مطربة مشهورة فتركها، ما أثار حفيظتها، فقالت لحبيبها، إن سيد درويش حاول مغازلتها، فقام هذا الصديق بتقديم كأس خمر به مورفين لسيد درويش ليفارق الحياة على أثر هذا الكأس.
مر قرن من الزمان وما زالت حادثة موت "سيد درويش" لغزًا لم يتم اكتشافه حتى وقتنا هذا، لتقيد قضية جديدة "ضد مجهول".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة