تأثر سوق المخدرات بانتشار فيروس كورونا وتتدابير الإغلاق التى تعانى منها دول العالم، حيث أدى الوباء إلى نقص فى المواد المخدرة من الكوكايين فى امريكا اللاتينية، ونقص الهيروين فى أوروبا، وفى الولايات المتحدة الأمريكية أصبح المستهلكين يعرضون حياتهم للخطر بعد نقص المخدرات.
وقالت صحيفة "لا كبيتال" الأرجنتينية أن التدابير التى نفذتها الحكومات للحد من وباء كورونا تسببت فى قطع طرق تهريب المخدرات عن طريق الجو والبر أيضا، وذلك بسبب حظر الطيران وانخفاض كبير فى النقل البرى، مما أدى أيضا إلى ارتفاع أسعار المخدرات، وأصبح تجار المخدرات يبحثون عن طرق بديلة بما فى ذلك الطرق البحرية.
وأشار التقرير الذى نشرته الصحيفة إلى أن المخدرات الاصطناعية مثل الميثامفيتامين، لا يتم تهريبها إلا عن طريق الجو ولذلك فإنها أكثر أنواع المخدرات تأثرا بطوارئ كورونا، إلا أن بعض مهربى المخدرات فى امريكا اللاتينية استطاعوا تهريب الكوكايين عن طريق البحر إلى أوروبا، إلا أنه تم الكشف عن شحنات أيضا فى الموانئ الأوروبية.
وأوضح التقرير أن الاتجار بالهيروين يتم بشكل رئيسى عن طريق البر، ولكن بسبب الوباء أصبح أمر تهريبه صعب للغاية ، مما أدى إلى نقصه فى اوروبا، فى حين لم يتأثر الماريجوانا بنفس الطريقة التى تأثر بها الهيروين أو الكوكايين، حيث أن انتاجه يحدث غالبا بالقرب من المستهلكين، وبالتالى فإن المتاجرين اقل اعتمادا على شحنات طويلة أو عابرة للقارات.
وأوضح التقرير أن عدة دول أبلغت عن نقص فى الادوية التى يكون فيها المواد المخدرة جزءا من تركيبته، ولكن الأزمة الحقيقية وفقا للصحيفة، هو أن الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت أن المستهلكين للمخدرات بدأوا يتحولوا إلى الفنتانيل ومشتقاته.
كما تم الإبلاغ عن زيادة فى استخدام المخدرات مثل البنزوديازيبينات ، التى تتضاعف بالفعل فى السعر فى مناطق معينة. هناك نمط ضار آخر ناتج عن نقص المخدرات هو زيادة استخدام العقاقير عن طريق الحقن والاستخدام المشترك لمعدات الحقن ، والتى تنطوى على خطر انتشار أمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز والتهاب الكبد C و فيروس كورونا ونفسه،وقد يزيد خطر الجرعة الزائدة أيضًا بين أولئك الذين يحقنون ويصابون بالفيروس.
وفى أمريكا اللاتينية ، يبدو أن انتاج الكوكايين يواجه أزمة فى التوزيع ، فهو يمثل عقبة كبيرة فى كولومبيا، حيث يعانى المنتجون من نقص البنزين، وهو ضرورى لتهريبه من فنزويلا، علاوة على ذلك يبدو أن التهريب يتأثر بشدة بضوابط الشرطة مما جعل بعض المنتجين قاموا بتخزين كميات كبيرة من المخدرات داخل البلاد، فى حين دول امريكية لاتينية آخرى تبحث عن الكوكايين"
وفى بوليفيا، رغم الأزمة الصحية بسبب انتشار فيروس كورونا، حدت السلطات التحكم فى الزارعة مما أدى إلى زيادة الانتاج، أما فى بيرو يشير انخفاض سعر الكوكايين إلى انخفاض فى فرص الاتجار، وقد يثبط ذلك زراعة شجيرة الكوكا على المدى القصير، وذلك على الرغم من أن الازمة الاقتصادية التى تلوح فى الأفق قد تؤدى إلى مشاركة المزيد من المزارعين فى زراعة الكوكا فى جميع البلدان المنتجة الرئيسية.
كما تم الإبلاغ عن نقص الكوكايين فى الولايات المتحدة فى الشوارع ، وتم الإبلاغ عن زيادات قوية فى أسعار المخدرات فى البرازيل.
من المتوقع أن تشهد أمريكا اللاتينية أسوأ أزمة اقتصادية فى تاريخها ، مع انكماش بنسبة 5.3٪ ، مقارنة فقط بالكساد العظيم عام 1930 ، عندما كان الانخفاض 5٪. من المتوقع أن ينكمش اقتصاد المكسيك ، ثالث أكبر منتج للحشيش فى العالم ، أكثر من المتوسط الإقليمى والعالمى عند 6.5٪ ، كما سيتقلص اقتصاد الولايات المتحدة ، شريكها التجارى الرئيسي، وفى كولومبيا وبيرو وبوليفيا ، دول الأنديز التى تنتج كل الكوكا تقريبًا فى جميع أنحاء العالم ، من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد بنسبة 2.6 و 4.0 و 3.0٪ على التوالي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة