حين عم الفساد من قبل خورشيد باشا الوالى العثمانى، قام الأهالى فى وجهه، وطلبوا من محمد على أن يحميهم ويكون الوالى عليهم، وهذا حدث فى مثل هذا اليوم 13 مايو من عام 1805م، بعد ثورة الشعب المصرى وإقصائه عن الحكم واختيار محمد على باشا واليًا على مصر، فماذا حدث،وماذا فعل محمد على بعد ذلك؟
كانت بداية الثورة فى 2 مايو سنة 1805 م، حيث عمت الثورة أنحاء القاهرة واجتمع العلماء بالأزهـر وأضربوا عن إلقاء الدروس وأقفلت دكاكين المدينة وأسواقها، واحتشدت الجماهير فى الشوارع والميادين يضجون ويصخبون، وبدأت المفاوضات مع الوالى للرجوع عن تصرفاته الظالمة فيما يخص الضرائب ومعاملة الأهالى، لكن هذه المفاوضات فشلت.
فطالبت الجماهير بخلع الوالى، وقام عمر مكرم وعدد من زعماء الشعب برفع الأمر إلى المحكمة الكبرى وسلم الزعماء صورة من مظالمهم على المحكمة وهى ألا تفرض ضريبة على المدينة إلا إذا أقرها العلماء والأعيان، وأن يجلو الجند عن القاهرة وألا يسمح بدخول أي جندى إلى المدينة حامـلا سلاحه.
وفي يوم 13 مايو قرر الزعماء فى دار الحكمة عزل خورشيد باشا وتعيين محمد على بدلا منه بعد أن أخذوا عليه شرطًا: "بأن يسير بالعدل ويقيم الأحكام والشرائع، ويقلع عن المظالم وألا يفعل أمرًا إلا بمشورة العلماء وأنه متى خالف الشروط عزلوه".
فى كتاب "تاريخ مصر من الفتح العثمانى إلى قبيل الوقت الحاضر"، أن محمد على وافق على طلب الشعب المصرى، وشن الغارة على الوالى، فاعتصم هذا بالقلعة، ولما لم يجد له وسيلة يتخلص بها من محمد على اجتهد فى الحصول على عهد من الباب العالى بتنصيب محمد على واليًا على جدة، فلم يلتفت محمد على لهذا التنصيب، وحاصر خورشيد باشا فى القلعة، وأطلق عليها المدافع إطلاقًا ذريعًا.
وأشار كتاب ""تاريخ مصر من الفتح العثمانى"، إلى أنه قام العلماء فى البلد ووجهاؤها وأقاموا محمد على واليًا على مصر، فقام إليه الشيخ الشرقاوى و"السيد عمر مكرم" نقيب الأشراف وألبساه "الكرك" إيذانًا بالولاية، وكان فى يد عمر مكرم أمر العامة فى جميع أنحاء مصر، لا يعصون له أمرًا، فأيد أمر محمد على بنفوذه وجاهه أكثر من 4 سنين تأييدًا لم يقم به أحد مثله، وأرسل العلماء رسولاً إلى الباب العالى ليلتمس العفو عما فرط منهم فى حق الوالى ويرجو اعتماد تنصيب محمد على خلفًا له.
وأضاف الكتاب، أن السلطان علم من ذلك مقدار ميل الأهلين لمحمد على، وأيقن أنه أصبح صاحب الكلمة العليا فى مصر، فوافق على تنصيله واليًا عليها وذلك فى يوليو 1805م، ولما علم خورشيد باشا بهذا النبأ سلم له القلعة وتخلى عنها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة