حينما تجبرك الظروف اختيارية كانت أو اضطرارية، وتبتعد عن الزخم والإيقاع اللاهث فى عملك وسعيك لرزقك الحلال، وتركن فى مقعدك فى بيتك وتفكر وتتأمل فى هدوء ومن ثم تترك كلماتك ومشاعرك تنساب بصدق.. هنا تستطيع أن تنظر ومن ثم تشكر ربك ومن حولك وأعانك على الحياة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.. نعم هنا تجد قلمك يطاوع ضميرك وعقلك وتجد نفسك تكتب..
أولًا: يا ربى أين كنا وكيف استطعنا وكيف أصبحنا على ما نحن فيه من عام 2011 ومرورًا بعام 2013، و2015، و2020 من دولة تكاد تسقط.. غموض.. فوضى.. يأس.. رغبة فى الهروب.. فقدان الأمل.. ضياع بكل معانى الكلمة.. إلى دولة تتعافى.. تتماسك.. تترابط.. جيش وطنى يمد يده الطاهرة بعد الله سبحانه وتعالى وشرطة تستعيد وتؤكد تفانيها.. فإذا بشعب ينتفض ويؤكد قيمه ويفجر طاقات الحب والعطاء والتقدير ويأتى بقيادة تعرف ربها.. مخلصة لشعبها .. لم يكن لها رغبة وهذا أمر مؤكد وموثق فى أن يتولى رئاسة مصر وعندى شهود أحياء، فإذا وأمام الإخلاص والصدق يمد الله يده ويأخذ بيد مصر وينقذها من الغرق من محيط الظلام والإرهاب والانهيار.. وهى محيطات منتشرة حولنا.. نعم أين كنا وماذا أصبحنا عليه الآن ..وتأتى أزمة لم يشهد لها التاريخ مثيلًا تركع أمامها دول وشعوب ونحن بحمد الله وحكمة الإدارة على كل المستويات لا نزال صامدين ومواصلين رغم عوائق الوعى والإهمال والاستهتار من جانب بعض الفئات التى هى بين مطرقة الاحتياج وسندال عدم التقدير ولكن أمام جدية الدولة وصدقها فى عرض الحقائق سنقوى على المواجهة والحد من خسائر هذا الوباء قدر المستطاع..
ثانيًا: مؤسسات وطنية أدركت حجم مسؤولياتها الوطنية وأعطت ظهرها لدعاوى الفتنة والتشكيك وانطلقت تبنى وتشيد بنية أساسية، قال السطحيون عنها إنها رفاهية واستعراض ولا فكر وراءها وها هى الأيام تثبت بعد النظر.. الأمر أكبر من الأسفلت والأسمنت.. إنها شرايين حياة للإنسان.. للاستثمار.. للتأسيس إنه بعد النظر.. هذا الأمر قام به رجال صدقو الله ما عاهدوا وتحملوا المسؤولية بصدق وإخلاص..
ثالثًا: مؤسسات قادها رجال حللوا ودرسوا وخططوا.. وصارحوا وكانوا صادقين ولا يزالون مما أكسبهم ثقة قيادتهم وشعبهم.. فقد شهد الجميع أننا كنا أمام مؤسسة بمعنى كلمة مؤسسة لديها رؤية.. هدف.. سياسات مدروسة.. قيادة مهنية صادقة.. فريق عمل على قلب رجل واحد.. اقسم بربى حتى الفجر يعملون.. يتواصلون.. تنسيق مع كل الجهات.. استفادة من كل الخبرات.. فنجحوا بفضل الله ودعم القيادة السياسية فى أخطر وأصعب قرارات.. إنها مؤسسة البنك المركزى ..ولا يزال يواصل.. بقانون جديد سيمثل نقطة فارقة فى مسار السياسات النقدية والقطاع المصرفى ليجعل حقوق المواطن والعملاء والممولين واضحة شفافة.. نعم أين كنا وكيف أصبحنا..
رابعًا: وزارة أسقطت حواجز التقليدية.. وتفاعلت بشكل حضارى وطورت من أفكارها وأنشطتها، ومن ثم رسالتها.. وزارة الأوقاف التى كانت صورتها التقليدية أنها بواب الجوامع والزوايا.. اليوم أصبحت بوابة فكر مستنير متفتح.. بوابة مبادرات مجتمعية بحق.. تهاجم من البعض فتزداد إصرارًا على التطوير.. وزير لم يجعل العمة مظهرًا أو غلافًا شكليًا.. وإنما مصدر لفكر يفتح حوارًا ولا يشعل نارًا.. نعم أين كنا وكيف أصبحنا.. وأين نحن الآن..
وطوال هذا الشهر الكريم وطوال جلستنا وابتعادنا عن الزحام والضوضاء والتلوث أسأل الله أن يعينى على مواصلة هذه الأفكار الصادقة التى لا أبغى بها سوى وجه الله ورضاه.. لأن من حمى وطنى.. وخدم شعبه.. فمن لا يشكر المخلصين لا يشكر الله..