بعد حالة التفاؤل الحذر بشأن إمكانية عودة أجزاء من الحياة الطبيعية للمواطنين عقب أسابيع طويلة من البقاء فى المنزل، إلا أن المؤشرات فى بعض الدول توضح أن خطر كورونا لا يزال قائما، ويهدد حتى الدول التى اتخذت إجراءات مشددة لمواجهته. حيث قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إنه فى الوقت الذى بدأت فيه بعض دول العالم، ومنها الولايات المتحدة تستكشف طرق تخفيف القيود التى تهدف إلى احتواء وباء كورونا، فإن الدول التى كانت قد رفعت القيود بالفعل وفتحت أعمالها تغلق مجددا بعد ارتفاع معدل الإصابات فيها مرة أخرى.
وأوضحت الصحيفة، أن هذه الزيادة فى الحالات مرة أخرى كانت متوقعة بشدة من الخبراء، إلا أن هذه الأرقام المتزايدة تمثل تذكيرا كبيرا بالتحديات القادمة، وفى الوقت الذى تواجه فيه الدول أعباء اقتصادية واجتماعية بإبقاء مواطنيها فى منازلهم، وتبحث إيجابيات وسلبيات السماح لهم بالتحرك مجددا.
وأوضحت الصحيفة أن لبنان أصبحت أمس، الثلاثاء، أحدث دولة تعيد فرض قيود بعدما شهدت زيادة فى معدلات الإصابات، بعد نحو أسبوعين من ظهورها كدولة بدا أنها احتوت الفيروس، وبدأت فى تخفيف القيود. وأمرت السلطات بإغلاق شبه كامل لمدة أربعة أيام للسماح للمسئولين بالوقت اللازم لتقييم الارتفاع فى أعداد الإصابات.
كما أن عودة زيادة حالات الإصابة بكورونا فى أجزاء عديدة من آسيا يعزز العودة إلى الإغلاق فى الأماكن التى زعمت تحقيق نجاح فى المعركة ضد المرض أو بدا أنها قضت عليه، مثل كوريا الجنوبية، والتى كانت تعتبر واحدة من أكبر قصص النجاح فى مكافحة كورونا فى القارة الآسيوية.
ففى الأسبوع الماضى، ألغت كوريا الجنوبية الضوء الأخضر لإعادة فتح النوادى والحانات، بعدما سجلت ارتفاعا كبيرا فى عدد الحالات، وذلك بعد ساعات من إعلان المسئولين رفع قيود التباعد الاجتماعى السابقة وبدء حياة يومية جديدة مع كورونا.
وحذر الرئيس الكورى الجنوبى مون جاى إن بلاده، يوم الأحد، من الاستعداد لمواجهة الموجة الثانية من الوباء، واصفا المعركة ضد كوفيد 19 بأنها معركة طويلة الأمد.
وفى مدينة ووهان الصينية، التى كانت مصدر لظهور كورونا، أمرت السلطات أمس الثلاثاء باختبار كل سكانها البالغ عددهم 11 مليون نسمة، بعد ظهور ست إصابات جديدة، بعد خمسة أسايع بدا خلالهم ان المدينة قد خلصت نفسها من المرض.
أما ألمانيا، التى اعتبرت بشكل كبير نموذجا فى أوروبا فى الاستجابة المتوازنة لكورونا، فإنها تحذر من ان بعض المناطق ستعيد فرض القيود بعدما تسببت حالات التفشى المحلية فى ارتفاع فى حالات الإصابة. وحذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأسبوع الماضى بضرورة معرفة أنهم لا يزالوا فى بداية الوباء، وذلك مع ظهور حالات جديدة فى مصنع تعبئة لحوم، مما أثار المخاوف من تفشى كبير للمرض. وقالت ميركل إن الطريق لا يزال طويلا فى التعامل مع هذا الفيروس الموجود أمامنا.
وعلى الرغم من زيادة حالات الإصابات وعدم احتواء المرض فى بعض الدول، إلا أن السلطات فيها تمضى فى خطط لرفع القيود.حيث قامت الهند وروسيا بتخفيف القيود بالفعل أمس الثلاثاء، حتى على الرغم من استمرار ارتفاع أعداد كل من الإصابات والوفيات.
أما إيران، التى تعد أحد مراكز تفشى الوباء فى الشرق الأوسط بأكثر من 110 إصابات مسجلة، فقد أمرت منطقة فى محافظة خوزستان فى جنوب غرب البلاد بإعادة فرض الإغلاق بعد زيادة الحالات فيها. لكن الحكومة لا تزال تخطط لإعادة فتح المدارس، على الرغم من أن القفزة الواضحة فى أعداد الإصابات منذ تخفيف القيود التى تم فرضها فى أواخر إبريل.
وتقول واشنطن بوست، إن الارتفاعات الجديدة فى أعداد المصابين تسلط الضوء على سؤال متى، إذا كان من الممكن، سيكون من الآمن تماما للدول التى ضربها فيروس كورونا أن ترفع الإغلاق.
وتوضح الحالات الجديدة فى ووهان مدى صعوبة قياس ما إذا كان أى موقع خال حقا من كورونا. ويقول ويو تسون، كبير خبراء الأوبئة بالمركز الصينى للسيطرة على الأمراض والوقاية منها فى مقابلة مع قناة CCTV الصينية الحكومية إن الحالات الجديدة هناك تشير إلى أن الفيروس يمكن أن ينتشر بين المرض بعد نحو 50 يوما من تعافيهم على ما يبدو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة