رغم الخسائر الاقتصادية الفادحة التي تسبب بها فيروس كورونا بالعالم، فإن هناك بعض القطاعات انتعشت فى ظل هذه الأزمة الطاحنة، خاصة فى المرحلة الحالية التي يستعد فيها عدد من الدول لاستئناف أنشطتها بعد إجراءات رفع الإغلاق.
وفي الوقت الذي تطال فيه تداعيات ومخاطر انتشار فيروس كورونا كافة القطاعات والشركات، يبقى قطاع الشركات الـ"أونلاين" بين القطاعات الأكثر استفادة وتربحاً من الأزمة القائمة.
المكاسب جاءت بعد اتجاه عالمي إلى غلق الحدود وفرض حظر التجول بشكل جزئي في غالبية البلدان المصابة بالفيروس، ما دفع شريحة كبيرة من المستخدمين والمستهلكين إلى الاستعانة بشركات التجارة التي تعمل "أونلاين"، دون الحاجة إلى النزول أو التحرك في أوقات الحظر.
فيما كشفت شركة "أمازون" في بيانات حديثة، أنها قامت بزيادة سعة الطلب بأكثر من 60 في المئة بسبب فيروس كورونا، وتوقعت أن يكون الجمع بين طلب العملاء والقدرة المحدودة بسبب التباعد الاجتماعي سيستمر في جعل العثور على نوافذ التسليم المتاحة أمراً صعباً للعملاء.
وللمساعدة في تلبية الطلب، وظفت أمازون أكثر من 100 ألف شخص منذ 16 مارس الماضي، كما أعلنت توفير 75 ألف وظيفة إضافية. وتوقعت الشركة إنفاق أكثر من 500 مليون دولار لزيادة أجور العمال خلال فترة الوباء، ارتفاعاً من تقديرات سابقة بلغت 350 مليون دولار، وفقا لموقع "أندبندنت عربية".
ومن بين هذه القطاعات أيضا قطاع سينما السيارات، حيث عادت مرة أخرى إلى الواجهة بعد اختفائها السنوات الماضية، وفى مقدمة الدول كانت ايطاليا، وظهر بها مشروع تحت مسمى "سينما-درايف" هو عبارة عن مشروع يقوم على تحويل العديد من الأماكن والمواقع إلى أماكن مجهزة بشاشات ضخمة، لمشاهدة الأفلام السينمائية من داخل السيارات، وسيتم إطلاقه في شهر يونيو المقبل في العديد من البلديات بالعاصمة روما، حسب موقع " greenme" الإيطالي.
وفي الوقت الحالي يتم تحديد درجة استيعاب الساحات أو مواقف السيارات الكبيرة لعدد السيارات التي يمكن استضافتها، وقبل كل شيء، القدرة على ضمان مسافة السلامة أو التباعد الاجتماعي بين السيارة والأخرى.
وبالمثل في أمريكا اتفقت كل من شركة AT&T مع شركة شاشات السينما فائقة الجودة IMAX، والشركة المنظمة لمهرجان Tribeca على عودة قريبة لسينما السيارات الصيفية بعدد من المدن الأمريكية.
ووفقا لما ذكره موقع "زا فيرج" المختص بأخبار التقنيات، فإن التعاون بين الشركات الكبرى، يهدف لمنح المواطنين الأمريكيين متعة مشاهدة السينما من جديد، مع الحفاظ على سلامتهم في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.
وتستعين الشركات الـ3 بسينما السيارات الصيفية التي ستمنح الجميع فرصة مشاهدة الأفلام بحيث يكون كل مشاهد داخل سيارته، دون تقارب أو احتكاك.
أما فى قطاع التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة، كشف تقرير حديث أن Zoom للمحادثات الإلكترونية كان التطبيق الأكثر تحميلا على مستوى العالم في أبريل 2020 مع ما يقرب من 131 مليون عملية تثبيت، وهو نمو بمعدل 60 ضعفًا مقارنة بأبريل 2019، وذلك وفقًا لـ Sensor Tower للأبحاث السوقية.
وبحسب موقع TOI الهندى، فقد كانت البلدان التي شهدت أكبر عدد من عمليات تثبيت التطبيق خلال هذه الفترة هي الهند بنسبة 18٪، تليها الولايات المتحدة بنسبة 14٪، ويأتي هذا التطور في وقت قال فيه مركز التنسيق الإلكتروني بوزارة الداخلية الهندية في 16 أبريل "Zoom ليست منصة آمنة"، ونصحت موظفي الحكومة بعدم استخدامها بسبب مخاوف أمنية وانقطاعات في الخصوصية.
كما قامت شركة Zoom ومقرها الولايات المتحدة، والتي تستخدم أيضًا لإجراء دروس مدرسية إلى جانب اجتماعات الشركات، بتشديد تشفيرها حيث تعرضت لانتقادات عالمية بسبب مشكلات الخصوصية، كما كشفت تقرير حديث أن الشركة قامت يوم الخميس الماضي، بالاستحواذ على Keybase لبدء تشغيل التشفير من البداية إلى النهاية لتعزيز قدراتها.
وقد بدأ منافسين مثل فيس بوك الذى يمتلك WhatsApp أيضًا، إلى جانب Google وMicrosoft في دفع منتجات مكالمات الفيديو الخاصة بهم وزادوا من الحد الأقصى لعدد الأشخاص في المكالمة، والتي كانت واحدة من المزايا الرئيسية لـ Zoom حتى الآن.
وفي نفس السياق كان تطبيق TikTok أيضًا تطبيقًا آخر أبقى الناس مدمنين على التواصل، فبينما شهد عالميًا 107 ملايين عملية تثبيت، بزيادة 2.5 ضعفًا عن أبريل 2019، فقد جاء حوالي 22٪ من عمليات التثبيت من الهند، أكبر سوق لها.
وفى قطاع القنوات الفضائية، زادت نسبة المشاهدة خاصة فى ظل ظروف العزل المنزلى التي فرضها فيروس كورونا على الجميع، فأعلنت قناة ديزني بلس ، التى تقدم خدمة المحتوى مدفوع الأجر من الأفلام والبرامج، ارتفاعا كبيرا فى عدد المشتركين لديها ليتجاوز 50 مليوناً، محققاً زيادة قدرها 22 مليون مشترك جديد منذ المرة الأخيرة التى كشفت فيها عن عدد مشتركيها قبل شهرين، وذلك بفضل الحجر الصحي الذى فرضه فيروس كورونا علي الجميع وأجبرهم علي الإلتزام بالمنازل.
وذكر موقع "The Hollywood Reporter" أن زيادة أعداد المشتركين الجدد جاءت بعد الانتشار في عدة مناطق من العالم مثل المملكة المتحدة والهند وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والنمسا وسويسرا، وأصبحت قناة ديزني بلس منافسا قويا لشبكة نتفليكس التى سجلت ملايين المشتركين خلال الفترة الأخيرة.
ورغم أن ديزني بلس أجلت إطلاق خدمتها فى فرنسا بسبب مخاوف حكومية من التسبب بضغط كبير على الإنترنت، إلا أن التطبيق متوفر الآن هناك أيضاً.
أما خدمة هولو، وهى خدمة البث الأخرى لديزني، فلديها 30 مليون مشترك، علماً بأنها لا تعمل إلا في الولايات المتحدة، وتتطلع ديزني للتوسع دولياً في عام 2021، بحسب ما ذكره الموقع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة