صراع الشيطان والإنسان.. روشتة التراث الإسلامى للنجاة من إبليس

الجمعة، 15 مايو 2020 04:30 م
صراع الشيطان والإنسان.. روشتة التراث الإسلامى للنجاة من إبليس البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صراع الشيطان وإبليس واحد من الصراعات الأزلية فى الحضارات والأديان المختلفة، ومنها الدين الإسلامى، الذى منح مساحة كبرى لهذه القصة، لذلك نجد كثير من نصوص التراث الإسلامى تتعرض لتربص الشيطان بالإنسان، ومن ذلك ما قدمه كتاب "البداية والنهاية".

 

يقول كتاب البداية والنهاية: 

قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله ﷺ، قال "لا يأكل أحدكم بشماله، ولا يشرب بشماله، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله".

وهذا على شرط (الصحيحين) بهذا الإسناد، وهو في الصحيح من غير هذا الوجه.

وروى الإمام أحمد من حديث إسماعيل بن أبي حكيم، عن عروة، عن عائشة، عن رسول الله ﷺ أنه قال:

"من أكل بشماله أكل معه الشيطان، ومن شرب بشماله شرب معه الشيطان".

وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، أنبأنا شعبة، عن أبي زياد الطحان، سمعت أبا هريرة، يقول عن النبي ﷺ إنه رأى رجلًا يشرب قائمًا، فقال له:

" قه".

قال: لمَ؟.

قال: " أيسرك أن يشرب معك الهر".

قال: لا.

قال: "فإنه قد شرب معك من هو شر منه: الشيطان" تفرد به أحمد من هذا الوجه.

وقال أيضًا: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، عن رجل، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:

"لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاء".

 

قال: وحدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ بمثل حديث الزهري.

وقال الإمام أحمد: حدثنا موسى، حدثنا ابن لهيعة، عن ابن الزبير أنه سأل جابرًا سمعت النبي ﷺ قال:

 

"إذا دخل الرجل بيته، فذكر اسم الله حين يدخل، وحين يطعم، قال الشيطان: لا مبيت لكم، ولا عشاء هاهنا.

وإن دخل ولم يذكر اسم الله عند دخوله، قال: أدركتم المبيت.

وإن لم يذكر اسم الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء. قال: نعم".

 

وقال البخاري: حدثنا محمد، حدثنا عبدة، حدثنا محمد عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ:

"إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى يبرز، وإذا غاب حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى يغيب، ولا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع بين قرني الشيطان - أو الشياطين – " لا أدري أي ذلك، قال هشام.

ورواه مسلم، والنسائي، من حديث هشام به.

 

وقال البخاري: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: رأيت رسول الله ﷺ يشير إلى المشرق، فقال:

" ها إن الفتنة هاهنا، إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان".

هكذا رواه البخاري منفردًا به من هذا الوجه.

وفي السنن أن رسول الله ﷺ:

نهى أن يجلس بين الشمس والظل، وقال: "إنه مجلس الشيطان".

وقد ذكروا في هذا معاني. من أحسنها: أنه لما كان الجلوس في مثل هذا الموضع فيه تشويه بالخلقة، فيما يرى، كان يحبه الشيطان، لأن خلقته في نفسه مشوه، وهذا مستقر في الأذهان، ولهذا قال تعالى: { طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤوسُ الشَّيَاطِينِ" [الصافات: 65] .

الصحيح: أنهم الشياطين، لا ضرب من الحيات، كما زعمه من زعمه من المفسرين، والله أعلم.

فإن النفوس مغروز فيها قبح الشياطين، وحسن خلق الملائكة، وإن لم يشاؤوا. ولهذا قال تعالى: { طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤوسُ الشَّيَاطِينِ }.

وقال النسوة لما شاهدن جمال يوسف: "حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ" [يوسف: 31] .

وقال البخاري: حدثنا يحيى بن جعفر، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا ابن جريج، أخبرني عطاء، عن جابر، عن النبي ﷺ قال: "إذا استجنح - أو كان جنح الليل - فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من العشاء فحلوهم، وأغلق بابك، واذكر اسم الله، وأطفئ مصباحك، واذكر اسم الله، وأوكِ سقاءك، واذكر اسم الله، وخمر إناءك، واذكر اسم الله، ولو تعرض عليه شيئًا ".

ورواه أحمد: عن يحيى، عن ابن جريج، وعنده:

" فإن الشيطان لا يفتح مغلقًا".

وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، عن قط، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ:

"أغلقوا أبوابكم، وخمروا آنيتكم، وأوكئوا أسقيتكم، وأطفئوا سرجكم، فإن الشيطان لا يفتح بابًا مغلقًا، ولا يكشف غطاء، ولا يحل وكاء، وإن الفويسقة تضرم البيت على أهله - يعني الفأرة –".

وقال البخاري: حدثنا آدم، حدثنا شعبة، عن منصور، عن سالم بن أبى الجعد، عن كريب، عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ:

"لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتني، فإن كان بينهما ولد لم يضره الشيطان، ولم يسلط عليه".

وحدثنا الأعمش، عن سالم، عن كريب، عن ابن عباس مثله.

ورواه أيضًا عن موسى بن إسماعيل، عن همام، عن منصور، عن سالم، عن كريب، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ قال:

" أما لو أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فرزقا ولدًا، لم يضره الشيطان".

وقال البخاري: حدثنا إسماعيل، حدثنا أخي، عن سليمان، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال:

"يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة مكانها، عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان".

هكذا رواه منفردًا به من هذا الوجه..

وقال البخاري: حدثنا إبراهيم عن حمزة، حدثني ابن أبي حازم، عن يزيد، يعني ابن الهادي، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال:

"إذا استيقظ أحدكم من منامه، فتوضأ، فاستنثر ثلاثًا، فإن الشيطان يبيت على خيشومه".

ورواه مسلم، عن بشر بن الحكم، عن الدراوردي.

والنسائي، عن محمد بن زنبور، عن عبد العزيز بن أبي حازم، كلاهما عن يزيد بن الهادي به.

 

وقال البخاري: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال:

" ذكر عند النبي ﷺ رجل نام ليله، ثم أصبح، قال: ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه، أو قال: في أذنه".

ورواه مسلم، عن عثمان، وإسحاق، كلاهما عن جرير به.

وأخرجه البخاري أيضًا، والنسائي، وابن ماجه، من حديث منصور بن المعتمر به.

وقال البخاري: حدثنا محمد بن يوسف، أنبأنا الأوزاعي، عن يحيى ابن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ:

"إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان، وله ضراط، فإذا قضى أقبل، فإذا ثوب بها أدبر، فإذا قضى أقبل، حتى يخطر بين الإنسان وقلبه، فيقول: اذكر كذا، وكذا، حتى لا يدري أثلاثًا صلَّى، أم أربعًا، فإذا لم يدرِ أثلاثًا صلى أم أربعًا، سجد سجدتي السهو ".

هكذا رواه منفردًا به، من هذا الوجه.

وقال أحمد: حدثنا أسود بن عامر، حدثنا جعفر يعني الأحمر، عن عطاء بن السائب، عن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ:

"راصُّوا الصفوف، فإن الشيطان يقوم في الخلل".

وقال أحمد: حدثنا أبان، حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، أن النبي ﷺ كان يقول:

"راصُّوا الصفوف، وقاربوا بينها، وحاذوا بين الأعناق، فوالذي نفس محمد بيده، إني لأرى الشيطان، يدخل من خلل الصف، كأنه الحذف".

 

وقال البخاري: حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا يونس، عن حميد بن هلال، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله ﷺ:

" إذا مرَّ بين يدي أحدكم شيء فليمنعه، فإن أبى فليمنعه، فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان".

ورواه أيضًا مسلم، وأبو داود، من حديث سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال به.

 

وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو أحمد، حدثنا بشير بن معبد، حدثنا أبو عبيد، حاجب سليمان، قال: رأيت عطاء بن يزيد الليثي، قائمًا يصلي، فذهبت أمرّ بين يديه، فردني، ثم قال: حدثني أبو سعيد الخدري، أن رسول الله ﷺ، قام يصلي صلاة الصبح، وهو خلفه يقرأ، فالتبست عليه القراءة، فلما فرغ من صلاته، قال:

"لو رأيتموني وإبليس، فأهويت بيدي، فما زلت أخنقه، حتى وجدت برد لعابه بين أصبعي هاتين، الإبهام والتي تليها، ولولا دعوة أخي سليمان، لأصبح مربوطًا بسارية من سواري المسجد، يتلاعب به صبيان المدينة، فمن استطاع منكم، أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد، فليفعل".

 

وروى أبو داود منه، « فمن استطاع إلى آخره » عن أحمد بن أبي سريج، عن أبي أحمد، محمد بن عبد الله بن محمد بن الزبير به.

 

وقال البخاري: حدثنا محمود، حدثنا شبابة، حدثنا شعبة عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ أنه صلى صلاة، فقال:

"إن الشيطان عرض لي، فسدَّ عليَّ لقطع الصلاة علي، فأمكنني الله منه" فذكر الحديث.

و قد رواه مسلم، و النسائي، من حديث شعبة به، مطولًا.

ولفظ البخاري، عند تفسير قوله تعالى، إخبارًا عن سليمان عليه السلام أنه قال:

"قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ" [ص: 35] .







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة