هل تحولت البرامج الرياضية إلى منصة للإثارة ونشر الفتنة؟.. هذا التساؤل يتصدر المشهد حالياً فى ظل توقف النشاط الرياضى خوفًا من تفشى فيروس كورونا المستجد واتجاه البرامج إلى استضافة نجوم الكرة بكثافة لتعويض غياب المباريات، فالإجابة هنا لا تحتاج إلى تردد، فقد تحولت هذه النوعية من البرامج إلى استهداف أكبر نسب مشاهدة وإثارة الجدل على ساحات "السوشيال ميديا"، فهى لا تفيد الناس بقدر ما تثير الجدل حولها، فمقدموها لا يتعاملون مع نجم الكرة على أنه قدوة وخاض تجارب كثيرة يجب التعلم منها ومن أخطائهم، لكن يتعاملون بهدف الإثارة وكشف المستور فى حياتهم وخلافاتهم مع الآخرين، كما أن النجم نفسه يتعامل بطريقة الجرى خلف الأموال حتى ولو حساب تاريخه.
الأمر تحول إلى أن بعض نجوم الكرة السابقين أو الحاليين الذين يظهرون فى البرامج حاليًا، على رأسهم النجوم المنتمين للأهلى والزمالك، يكون الهدف الأول من ظهورهم فى البرنامج جذب الانتباه فقط، فهم يستهدفون إثارة القيل والقال حولهم من أجل كسب بنط فى عالم الشهرة بعد الاختفاء عن الأضواء بسبب سنة الحياة وظهور نجوم آخرين أو توقف كورونا.
هنا يرى البعض أن أى شخص له مطلق الحرية فى قراراته وتصريحاته، لكنى أختلف مع هذا المنطق، فكل إنسان له حياته الخاصة ومشكلاته وأخطائه، وليس من حق أى شخص أن يتعرف عليها، حتى النجوم لديهم حياتهم الخاصة، وحب الشهرة ليس سببا لعرض حياتهم على الملأ، فهذه البرامج باعت أحلامهم وجراحهم وخبراتهم بلا هدف سوى الربح، فهى مثل الطبيب النفسى الذي يبوح له الفنان بكل أسراره ولكنه لا يحترم سيرته وخصوصيته ويعرضها على الملايين، كما أنها أصبحت تنتهج نفس منهج الصحافة الصفراء بالاعتماد في الترويج لها على الإثارة والخوض فى تفاصيل قد تسىء لصاحبها.
ما نراه على ملعب "السوشيال ميديا" والفضائيات اليوم بين نجوم الأهلى والزمالك يجعلنا نظل ندق ناقوس الخطر حتى نضع أيدينا على الأسباب الرئيسية وراء تفشى هذه الظاهرة السلبية، التي تساعد على نشر الفتن بين جماهير الكرة، مما يهدد مستقبل الكرة المصرية، خصوصاً بعض هذه البرامج تحول إلى بذرة للتعصب الكروي، لأن معظمها بات يلعب دوراً كبيرًا فى تقليب المشجعين ضد بعض وضد أندية وأشخاص بعينها حتى أصبح الجمهور هو الضحية.
الأدهي هنا أن بعض نجوم الكرة لا يهمهم الاهتمام بالمحتوى المقدم فى آرائهم وإن كانت قائمة على حقائق أم أكاذيب، بقدر ما يهمهم الدخول فى صراعات عبر "السوشيال ميديا"، من أجل البحث عن شهرة زائفة، فحينما تنحصر الشهرة عنهم وتتراجع الأضواء، يكون لديهم استعداد فى سبيل ذلك للتضحية وفعل أي شيء لجذب الانتباه والأضواء مرة أخرى، وهو ما يطلق عليه "جنون الشهرة".
المثير والعجيب فى الأمر هنا أيضًا هو التغير بنسبة 180 درجة فى وجهات نظر بعض مقدمى البرامج الرياضية فى التحدث عن هذه الأزمات أو احتوائها بقدر ما يسعون إلى بث الفضائح على الهواء مباشرة، فهذا إن دل على شيئاً يدل على عدم الوعى الثقافى والتقدير للأمور.
إذن نحن أمام معضلة كبيرة تحتاج إلى أصوات عاقلة لإنقاذ البقية الباقية من سمعة الكرة المصرية وإيقاف نزيف التعصب بين الجماهير الكروي بمختلف انتماءاتها، حتى لا نصحو على كوارث جديدة.. للحديث بقية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة