حذر عالم بريطاني بارز من أن واحداً من بين كل 3 من مرضى المضاعفات الشديدة بفيروس كورونا يصاب بجلطات دموية خطيرة قد تساهم في وفاته، حيث يمكن أن تصبح الجلطات، المعروفة أيضًا باسم تجلط الدم، مميتة إذا هاجرت إلى أعضاء رئيسية في الجسم وقطعت إمدادها بالدم، وفقاً لموقع جريدة "دايلي ميل" البريطانية.
وقال روبن آريا، أستاذ الجلطات الدموية في كلية لندن الجامعية، أن الجلطات يمكن أن تؤدي لانسداد وصول الدم وهو ما يؤدي إلى نوبات قلبية وسكتات دماغية وفشل في الأعضاء وانسداد رئوي مميت.
وأضاف أن الالتهاب الشديد - وهو رد فعل مفرط من قبل الجهاز المناعي لعدوى COVID-19 - هو سبب جلطات الدم.
دكتور روبن اريا
وقال روبن آريا، إنه في حين أن الالتهاب الرئوي لا يزال السبب الرئيسي للوفاة في مرضى كورونا، أصبح الأطباء الآن أكثر وعيًا بالمشكلة وأصبحت الجلطات مشكلة كبيرة وواضحة وفقاً للبيانات خلال الأسابيع الماضية.
وقال لبرنامج راديو 4 اليوم: ''الجلطة أصبحت مشكلة كبيرة خاصة في مرضى كورونا المتأثرين بشدة في الرعاية الحرجة، حيث تظهر بعض الدراسات الحديثة أن ما يقرب من نصف المرضى لديهم انسداد رئوي أو جلطة دموية على الرئتين."
يمكن للجلطات التي تبدأ في الجزء السفلي من الجسم أن تهاجر إلى الرئتين، مما يسبب انسدادًا مميتًا يسمى الانسداد الرئوي- وهو قاتل شائع لمرضى كورونا.
يمكن أن يؤدي الانسداد بالقرب من القلب إلى نوبة قلبية، وهو سبب شائع آخر للوفاة بين الأشخاص المصابين ويمكن للجلطات الموجودة فوق الصدر أن تسبب السكتات الدماغية.
والعلماء ليسوا متأكدين من سبب تكون الجلطات لكنهم يعتقدون أنها يمكن أن تكون نتيجة رد فعل مفرط مناعي يسمى "عاصفة السيتوكين''.
وقال الدكتور جيمي جارفيلد من مستشفى تيمبل الجامعي في فيلادلفيا بأمريكا أن السيتوكينات هي جزيئات ذات إشارات كيميائية توجه استجابة مناعية صحية، يخبرون الخلايا المناعية لمهاجمة الجزيئات الفيروسية في الجسم.
ولكن في بعض المرضى، تنتقل هذه العملية إلى فرط السوائل وتبدأ الخلايا المناعية في تدمير الأنسجة السليمة.
يمكن أن يؤدي ذلك إلى تلف الأوعية الدموية التي تتسرب وتتسبب في انخفاض ضغط الدم، مما يزيد من فرصة تشكل الجلطات.
يقول علماء آخرون أن الجلطات تكون نتاجًا ثانويًا لطريقة غزو فيروس كورونا لجسم الإنسان.
قال البروفيسور إيان جونز، عالم الفيروسات في جامعة ريدينج "يرتبط كورونا بإنزيم يسمى ACE2 الموجود على سطح الخلية، إنه يستخدمه ببساطة كوسيلة لربط نفسه ولكن من خلال ذلك يتم تقليل وظيفة الإنزيم لـ ACE2.
وأضاف أنه نتيجة ذلك يحدث خلل في هرمونات Angiotensin I و Angiotensin II التي تنظم معا ضغط الدم، قد يكون مرتبطًا بزيادة السكتات الدماغية المبلغ عنها.