تهتم شركات التأمين العالمية بمراقبة الاتجاهات الكلية والقطاعية الأكثر الحاحا وتحريكا للسوق ، ومن هذه المخاطر تزايد عدد السكان وتغير المناخ والكوارث الطبيعية ، الامر الذى يتسبب في حدوث فجوة آخذة في الإتساع بين الحماية من المخاطر المطلوبة وغطاء التأمين ، وهذا يخلق فرصًا لنمو هذه الشركات، ومع ذلك فإن المنافسة أيضًا تتزايد، و هناك فائض في المعروض من رأس المال الذي يدخل في صناعة إعادة التأمين بحثًا عن العوائد في البيئة الحالية ذات أسعار الفائدة المنخفضة، وقد اختفت الخطوط الفاصلة بين التأمين الأساسي وإعادة التأمين، حيث تعمل المزيد والمزيد من الشركات في كلا المجالين، إلى جانب ذلك، تظهر تقنيات ومنافسون جدد، مما قد يؤدي إلى تعطيل سلسلة قيمة إعادة التأمين بالكامل.
وبحسب ما ورد في نشرة الاتحاد المصرى للتأمين ، نلقي نظرة على بعض اتجاهات السوق الرئيسية وكيف تم التعامل معها من خلال تجربة شركة Swiss Re، واولها تحدى البيئة الاقتصادية حيث انه من المتوقع أن يظل النمو العالمي ضعيفًا في عام 2020 بعد التباطؤ في عام 2019، بعد سنوات من انخفاض أسعار الفائدة، أصبحت بيئة الأموال الرخيصة (قروض بمعدلات فائدة منخفضة) هي المعيار الجديد بالنسبة لصناعة إعادة التأمين، مما يطرح هذا العديد من التحديات، ليس أقلها أن تدفق رأس المال إلى القطاع زاد من المنافسة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استمرار انخفاض أسعار الفائدة يشكل تحديا لعائدات الاستثمار، و تبقى العوائد على سندات الحكومة والشركات منخفضة للغاية أو سلبية في بعض الأسواق، و شكلت هذه الأصول وغيرها من الأوراق المالية ذات الدخل الثابت جزءًا كبيرًا من المحافظ الاستثمارية لمعيدي التأمين وكانت من المساهمين الرئيسيين في الربح، ولا تتأثر جميع مجالات العمل بالتساوي: فالعقود طويلة الأجل، على وجه الخصوص، تعاني من عوائد الاستثمار المنخفضة. بالنسبة لشركات التأمين على الحياة مع المنتجات المضمونة في المحفظة، أصبح من الصعب بشكل متزايد مطابقة العائدات المضمونة.
ومن ناحية الأصول، يعد تنويع المحافظ الاستثمارية واتباع نهج استثمار شديد الانضباط أمرًا بالغ الأهمية في بيئة معدلات الفائدة المنخفضة باستمرار، ولذلك في السنوات الأخيرة، قامت Swiss Re أيضًا بزيادة مخصصاتها لاستراتيجيات توليد العائد الأعلى، بما في ذلك إقراض الشركات والعقارات عالي الجودة، مما سمح باستمرار العائد القوي على الاستثمار والعائد الجاري المستقر.
وفيما يختص بخطر طول العمر والابتكار الطبي وبالنسبة لشركات التأمين، ينطوي ذلك على تحديات وعلى فرص في آن واحد بالنسبة لشركات التامين ، فمن ناحية، قد يكون للتضخم الطبي تأثير على العجز والمصروفات الطبية وتأمين الإصابات، ومن ناحية أخرى، تستطيع شركات التأمين أن توفر سبلاً جديدة لتوفير الأمن المالي للمسنين.
وقد قامت Swiss Re ببناء المعرفة الرائدة في المخاطر البيومترية (تغطي المخاطر البيومترية جميع المخاطر المتعلقة بالظروف المعيشية للإنسان، مثل الوفاة والولادة والعجز والسن وعدد من الأطفال)، باستخدام البيانات المتراكمة لإنشاء مخاطر فريدة ورؤى المحفظة، تضمن أنشطة البحث والتطوير المخصصة للبقاء على اطلاع على التغييرات الأساسية في الصناعة.
والاشتراك في صنع المنتجات والحلول هو في صميم فكر Swiss Re المتعلق بقيمة الحياة والصحة، وتهدف مع عملائها إلى سد الفجوة في حماية الحياة والصحة وجعل المجتمعات أكثر مرونة، وباستخدام قدراتها وخبراتها التقنية وتنويعها في إطار الحفاظ على الحياة والصحة، وتوفر لعملائها حلولا مخصصة لنقل المخاطر.
وبالنسبة لمخاطر الإنترنت فقد ظلت ظاهرة الخطر الالكترونى تشكل طيلة سنوات مركز اهتمام عامة الناس ،مدفوعة بالعناوين الرئيسية التي تتناول بالتفصيل انتهاكات البيانات البارزة والهجمات الواسعة النطاق على الشركات الكبيرة والصغيرة فضلاً عن المدن. وما زالت صناعة التأمين تحاول إيجاد سبل لدعم العملاء في الجهود التي يبذلونها لتخفيف المخاطر ونقلها باستخدام منتجات تأمينية جديدة ومبتكرة.
ومن أجل التصدي بنجاح لتلك المخاطر، فإن التعويض النقدي عن الخسائر المتكبدة لا يشكل إلا عنصراً واحداً من عناصر التغطية الحديثة، وتضمّن الوثائق بصورة متزايدة اقتراحا أوسع نطاقا بشأن الخدمات، بما في ذلك المشورة وخدمات الوقاية من الخسائر والتخفيف من حدتها، التي تدعم المرونة الإلكترونية العامة للشركات والمنظمات والأفراد المؤمَّن عليهم.
والجانب الإيجابي لهذا هو تطوير سوق جديدة ومتنامية – حيث يتوقع خبراء Swiss Re نمواً بالأقساط من 4.5مليار دولار في عام 2017 إلى 25 مليار دولار في عام 2023، وعلى الجانب السلبي، فإن العديد من المخاطر التي ينطوي عليها الأمر لم تفهم بعد فهما كاملا، وهي تشهد تغيرات مستمرة، وعلاوة على ذلك، يُطلب من شركات التأمين وضع أطر قوية لإدارة المخاطر لإدارة تعرضها للأخطار الإلكترونية
وتوفر Swiss Re للسوق الالكترونية العالمية قدرة كبيرة على المخاطرة وتستثمر بشكل كبير في البحث، بصفتها شركة ملمة بالمخاطر، تقوم باستمرار ببناء الخبرة والأدوات لتقييم وتقدير المخاطر ولكن أيضًا لفهم وتعزيز طرق التخفيف من المخاطر السليمة، وتواصل Swiss Re تطوير حلول الإنترنت التي تتيح للمنظمات والأفراد الوصول إلى أحدث خدمات التأمين وإدارة المخاطر. تضع معرفتها تحت تصرف عملائها لمساعدتهم على فهم وإدارة التعرض الإلكتروني بشكل أفضل وتوفير حلول مناسبة للغرض لعملائها.
وفيما يتعلق بمخاطر تغير المناخ توفر Swiss Re معارفها وخدماتها لعملائها من أجل تصميم وتطوير حلول رائدة في مجال نقل المخاطر، وما زالت تتخذ موقفا عاما بشأن تحديد تغير المناخ بوصفه مسألة حاسمة للقطاع وللمجتمع ككل، وباعتبارها من أوائل الداعين إلى الاستثمار المستدام، كانت من بين أوائل من اعتمدوا معايير صارمة في مجالات البيئة والاجتماعية والحوكمة فيما يتصل بحافظة أصولها، وفي عام 2018، توقفت عن توفير إعادة التأمين أو التأمين للأعمال التجارية التي يتعرّض فيها الفحم بنسبة تزيد على 30%.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة