كل عام وفى مثل هذه الأيام تجد المنازل فى حالة رفع الطوارئ، سواء لشراء ملابس العيد للأطفال أو لصناعة البسكويت والكحك، والذى يشغل المنزل بأكمله خاصة فى القرى التى تستعد استعدادا خاصا له، رغم وجود مخابز الخبز الفينو، إلا أن سيدات القرية يرفضن ذلك ويفضلون صناعته فى منازلهم، بمشاركة الجيران والأسرة والأقارب وتشعر أن سيدات وأطفال الشارع جميعهم فى منزلك أثناء صناعة حلويات العيد.
تقول أم محمد البالغة من العمر 58 عاما ، من قرية بنى محمد ، سلطان التابعة لمركز المنيا ، أننا تعودنا دائما على صناعة كحك العيد والبسكويت فى المنزل ، وذلك يكون له استعدادات خاصة منها الاستعدادات المادية فنحن كسيدات نقوم بالادخار منذ شهر رجب، وحتى تلك الأيام تحسبا ألا يكون الزوج معه المال، وعند وصول شهر رمضان ليومه العشرين تبدأ جميع السيدات بشراء الدقيق والخميرة وكل مستلزمات الصناعة وعلى رأسها " السرفيز" الكبير ، وكذلك ماكينة صناعة البسكويت، وإضافة يوجد محلات صناعة الخبز والكحك ولكننا نفضل صناعته فى المنزل ، أولا لأنه يضفى سعادة علينا وعلى المنزل وخاصة الأطفال ، وثانيا هو أوفر بكثير من صناعته فى المخبز، وقالت رغم إن البلاد تمر بوباء كبير لا يعلمه إلا الله إلا أن ذلك لم يقطع فرحتنا وبدأنا نجتمع ونصنع الكحك مع بعض الإجراءات الخفيفة على قدر المستطاع .
وقالت: من بين الأشياء الجميلة فى صناعة الكحك غى المنزل أنك تشعر بالتكافل الاجتماعى والمشاركة المجتمعية، فجميع سيدات الشارع يشاركن فى صناعة الكحك بمنزلك، فإحداهن تأخذ منها السرفيز وأخرى تأتى لتخلط لك العجين حتى يختمر، وأخرى تساعدك فى الجلوس أمام الفرن، وثالثة تقطع لك الكحك بعد تسويته على النار .
وقالت هذا إلى جانب شيء مهم جدا وهو توزيع الألبان على من ترغب فى صناعة الكحك فكل ما علينا فعله أننا نخطر أصحاب المواشى وهم يحضرون لنا الالبان.
ولفتت أم محمد، إلى أنه لا يوجد فى ذلك فرق بين مسلم ومسيحي، ففى شارعنا توجد سيدة تدعى فوقيه وهى تبلغ حولى 50 عاما تقوم بتوزيع البان ماشيتها التى لا تملك سواها على جميع المسلمين فى الشارع سواء فى عيد الفطر أو عيد الأضحى، وتقوم بتوصيله حتى باب المنزل.
وأضافت أن صناعة الكحك تبدأ بعد الفطار مباشرة وتستغرق وقتا طويلا حسب الكمية المصنعة، ولفتت إلى أنها قررت صناعة 30 كيلو، وبدأت عقب الفطار عمل متواصل حتى اليوم الثانى بعد الفطار لان الصناعة تمر بمراحل.
كما أكدت أم عمر بنفس منزل أم محمد، أن المرحلة الأولى لصناعة الكحك هو " العجين " وهذا غير متوافر فى كثير من السيدات لذا اضطررنا لطلب احدى اقاربنا لعمل ذلك العجين، ثم بعد ذلك ننظر حتى يختمر العجين، ثم يتم تقطيعه فى سرفيز كبيرة ومتوسطة حسب سعة الفرن، وتقوم إحدى السيدات المشاركات فى عمل الكحك بمتابعة ذلك ويتم تبديلنا حسب العدد.
وقالت: بعد ذلك نقوم بتقطيعه إلى أشكال ووضعه من جديد فى الفرن لتحميصه حتى لا يصاب بالسوس او العطب والاحتفاظ به داخل مراتين صغيره، مضيفة: نقوم بتوزيع جزء منه على الجيران والأقارب محبة منا وكما يقال انه عيد ونفرح معا.
وعن فرحة الاطفال بصناعة الكحك تقول الطفلة جنى أول عيد اشاهد فيه واشارك فى صناعة الكحك فانا وصلت لعمر 5 سنوات واليوم أمسكت بسرفيز الكحك وقدمته إلى الفرن وانا كنت سعيدة جدا، ومع جدتى ووالدتى وأبناء أعمامى جميعنا نجلس حول جدتنا نشاهدها وهى تصنع الكحك ونضحك ونلعب ونسمع اغنية " لسه بدرى يا شهر الصيام " وأضافت جنى: " اليومين الماضيين كانوا حرا شديدا وكنت أشفق على جدتى من جلستها أمام الفرن وهو مشتعل ولكنها تقول انها اعتادت على ذلك الأمر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة