بين الجدل والهزل تدور أحاديث العلماء حول فيروس كورونا ومستقبله خلال الأسابيع وربما الشهور القادمة، وحتى العلماء والمتخصصين يختلفون حول فيروس كورونا ومستقبله، وهل سيرحل وينتهى أم أنه باق ومستمر وسوف يتوطن؟ الاختلافات واضحة حتى بين علماء البلد الواحد، ففى فرنسا اتفق علماء مع رأى منظمة الصحة أن فيروس كورونا مستمر ولن ينتهى، بينما العالم الفرنسى دييديه راوول ومعه علماء من إيطاليا وألمانيا أكدوا أن الفيروس سوف ينتهى ولا توجد موجات أخرى أعنف، وأن البشر سوف يقدرون بمناعتهم مقاومته والذى يفقد جزءا من مناعته كلما دخل أو خرج من خلايا بنى آدم.
الشاهد فى هذا أن العلماء أنفسهم يختلفون فيما بينهم ولا توجد تصورات نهائية، بل إن العالم الأمريكى فوتشى أكد أمام مجلس الشيوخ الأمريكى أن العلماء لم يتعرفوا على كل مواصفات الفيروس، وأن الإنسان والعلماء هم فى مرحلة ابتدائية فيما يتعلق بالمعرفة حول الفيروس.
وحتى الإعلان عن علاج حاسم مازال فى طور التجارب، وبالرغم من أن شركة أمريكية أعلنت أنها فى سبيلها لإنتاج دواء يقضى على فيروس كورونا خلال أربعة أيام فقط وبكفاءة، فى حين تجرب اليابان دوارا وفرنسا وألمانيا لكن ميزة الدواء الأمريكى أنه يقوم على فكرة البلازما من المتعافين، وهى تقريبا نفس نظريات إنتاج الأمصال، حيث يتم حقن الفيروس فى الخيول أو الحيوانات الأخرى، ثم يستخرج الدم ويتم فصل الأجسام المضادة مع البلازما.
العلاج الأمريكى لا يزال فى طور التجريب، ولم يحصل على موافقة هيئة الدواء والغذاء الأمريكية FDA، لكن فى حال نجاحه سوف يكون هناك علاج قوى خلال مدة، لكن الأخبار الخاصة بالدواء تراجعت قليلا بعد الإعلان عنها، وفى نفس السياق، فإن ألمانيا وإيطاليا وكل دول أوروبا، فضلا عن الصين واليابان، تحاول تطوير أدوية موجودة أو البحث عن علاجات أحدث، لكن كلها تبقى فى سياق التجارب، ولم يتم الإعلان عن موعد محدد يمكن فيه طرح الدواء أو المصل أو اللقاح المضاد لفيروس كورونا.
طبعا بجانب الجدية، أعلن رئيس مدغشقر عن توصل بلاده لعلاج يشفى من كورونا وهو من مستخلصات الشيح، وأعلن رئيس مدغشقر أندريه راجولينا فى العشرين من إبريل الماضى، التوصل إلى علاج عشبى يشفى من كورونا ويقى منه، وقال أندريه راجولينا للوزراء والدبلوماسيين والصحفيين فى معهد مدغشقر للأبحاث التطبيقية:“هذا الشاى العشبى يعطى نتائج فى 7 أيام، موضحا وهو يرتشف جرعة منه: سأكون أول من يشرب هذا العلاج اليوم، أمامكم، لأثبت لكم أن هذا المنتج يشفى ولا يقتل.
والعلاج أو الشراب، الذى أطلق عليه اسم «كوفيد العضوى»، مشتق من «الشيح»، وهو نبات يستعمل من قديم الزمن لعلاج ديدان البطن والملاريا، ومضاف إليه أعشاب أخرى، حسب ما أعلنه معهد مدغشقر للأبحاث.
علميا لم يتم تقييم سلامة هذا العلاج وفعاليته، وبعض العلماء حذروا من المخاطر المحتملة من المشروبات العشبية غير المختبرة، لكن راجولينا نفى أية تحفظات من هذا القبيل، وقال: سيتم تقديمه لأطفال المدارس، حيث إن من واجبه حماية شعب مدغشقر،
ثم فجر مفاجأة مؤخرا عندما اتهم منظمة الصحة العالمية بمحاولة سرقة العلاج العشبى وتسميمه للإضرار بالأفارقة والفقراء فى العالم، حسب اتهامات رئيس مدغشقر الذى قال: إن منظمة الصحة العالمية عرضت عليه 20 مليون دولار مقابل التلاعب فى العلاج الذى اخترعه معهد مدغشقر.
والواقع أنه لم تحدث أى اختبارات عالمية على الدواء المعلن عنه فى مدغشقر، لكنه يقترب من أبحاث عشبية أخرى، منها بحث فرنسى عن فوائد التدخين والنيكوتين فى الوقاية من فيروس كورونا، وأبحاث كندية عن استعمال الحشيش والقنب الهندى فى إنتاج أدوية تعالج وتقى من كورونا، فضلا عن مزاعم أخرى انتشرت عبر العالم ولم تثبت الأبحاث فاعليتها بعد.
وبالرغم من هذه الأبحاث وتنوعها، لا توجد أية أدلة على فاعليتها، وكلها فى طور التجريب، وتتنوع لكنها تجد سوقا رائجة لدى قطاعات تعتمد على فكرة إذا لم تنفع فلن تضر، خاصة مع عدم وجود أفق للإعلان عن علاج أو لقاح للفيروس.