مع الاتجاه المثير من بعض الدول، خاصة الأوروبية وبعض الولايات الأمريكة، بإعادة فتح البلاد بعد قرار الإغلاق بعد الانحصار الجزئى لفيروس كورونا، حذّر مسئول بارز بمنظمة الصحة العالمية من أن أوروبا قد تواجه "موجة ثانية قاتلة" من تفشى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) فى الشتاء المقبل، مشددا على أن الجائحة لم تنته بعد.
تصريحات هانز كلوج، المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية فى أوروبا، جاءت بعد أن بدأت الدول الأوروبية فى تخفيف قيود الإغلاق، وحذر من أن تلك الدول يجب أن تتأهب لموجة ثانية فتاكة لتفشى (كوفيد-19) فى الشتاء، مضيفا أن الآن "هو وقت الاستعداد، وليس الاحتفال".
الإنفلونزا الإسبانية وهى أكبر وباء شهدته البشرية، حدث معها نفس سيناريو موجات الفيروس، فكيف حدث ذلك؟
الإنفلونزا الإسبانية
الموجة الثانية من الإنفلونزا الإسبانية
ظهر الفيروس المسبب للإنفلونزا الإسبانية في ولاية كانساس الأمريكية فى مارس 1918، وكانت هناك 3 موجات للفيروس، ويعتقد أن الثانية هى الأكثر فتكًا وهى التى ساعدت على الانتشار في جميع أنحاء العالم.
كانت الموجة الثانية من الإنفلونزا الإسبانية السيئة السمعة أكثر فتكًا من الأولى، وذلك وفقا لما عرضه الموقع البريطاني "dailystar"، وحذر الخبراء من أن الأمر نفسه قد يحدث مع جائحة الفيروس التاجي.
الإنفلونزا الإسبانية
بداية ظهور الفيروس
لأول مرة في مارس 1918 في قاعدة عسكرية في كانساس وبحلول نهاية الشهر توفي 38 جنديًا وتم نقل 1100 شخص إلى المستشفى. كانت الحرب المستمرة تعنى شحن الجنود في جميع أنحاء العالم، مما ساعد على انتشار الفيروس في السنوات التي سبقت السفر بالطائرة، واستمرت الإنفلونزا فى قتل ما بين 50 مليونًا و100 مليون شخص بثلاث موجات وأصابت حوالي ثلث سكان العالم.
هناك مخاوف الآن مع ظهور فيروس كورونا المستجد من احتمال وجود موجة ثانية من الفيروس، مع بدء البلدان في الخروج من التأمين على الرغم من استمرار ارتفاع عدد الحالات.
من جانبه قال جيمس هاريس، مؤرخ الأمراض المعدية والحرب العالمية الأولى: "كانت الحركة السريعة للجنود في جميع أنحاء العالم هي الموزع الرئيسي للمرض، وبعد أن بدأ الفاشية الأولى في حصد أرواح الآلاف في أغسطس من ذلك العام، سرعان ما عادت وقتلت أكثر في الموجة الثانية.
الموجة الثانية من الإنفلونزا الإسبانية
فى الفترة ما بين سبتمبر ونوفمبر من ذلك العام أودت الإنفلونزا الإسبانية بأرواح أكبر عدد، فقد شهد شهر أكتوبر من عام 1918 وفاة 195000 شخص في الولايات المتحدة وحدها، وكان الأطباء في حيرة حول مدى سرعة وفاة الشباب والأصحاء.
وقال الكابتن جيفري كينز من فيلق الجيش الملكي الطبي: "كانت هناك صفوف من الجثث تماما ومئات منهم يموتون من شيء مختلف تماما"، مشيرا إلى أنه كان مشهدًا مروعًا.
الإنفلونزا الإسبانية
وبدون لقاح اندلعت موجة ثالثة في أستراليا في يناير 1919. ومرة أخرى اكتسحت الولايات المتحدة وأوروبا، ولكن بدون الحركة الجماعية للقوات لم تكن العدوى قادرة على الانتشار بسرعة.
ووفقا للخبراء فإن أحد أشكال التباعد الاجتماعي ساعد على "تسطيح المنحنى" قبل أكثر من قرن من الزمان، وقال إن ذلك درس مهم من التاريخ، وهو درس مهم جدًا لتعلم أنه إذا ذهبنا مبكرًا جدًا نحو إطلاق هذه الإجراءات، فقد يكون ذلك مكلفًا للغاية. كان ذلك بالتأكيد في عام 1918.