فى عالم الجريمة كل شىء مباح، فجرائم "القتل، السرقة، والنصب"، وغيرها التى اعتدنا على سماعها بشكل دورى، يصاحبها أشياء أخرى لا يكشف عنها إلا نادراً، وهذا ما يجعل بعضها من أغرب القصص والأحاديث، التى قد لا يصدقها عقل ولا تستوعبها النفس.
"اليوم السابع" يقدم فى سلسلة " أغرب القضايا" قصص ليست دربا من الخيال ولا فكراً مجردا لمبدع، ولا صورة خيالية لفنان عن الواقع، وإنما هى قصص إنسانية صادقة وعميقة من داخل المحاكم خلال سنوات طويلة من الزمن.
الحلقة السابعة العشرون.. "أكل لحوم البشر"..
نعرف جميعًا أن هناك من بيننا، من يأكلون لحوم البشر ويتلذذون بها أيضًا، هذا الأمر ليس بجديد، فهناك قبائل كاملة تتغذى على لحوم البشر، ويصطادون فرائسهم عبر الغابات، والقوافل التي تضل طريقها إليهم وهكذا .
وأكل لحوم البشر مشتق من كلمة إسبانية، تدعى Cannibalism وهي مقصود بها، قبائل الكاريب الهندية، وقد استخدمت الكلمة لوصفهم، حيث سكنت تلك القبائل جبال الإنديز، وتغذت على لحوم البشر لفترات طويلة، ومن بين من قتلوا ليأكلوا لحوم البشر، السفاح جيفري دامر، وتلك هي قصته.
عاش جيفري طفولة سيئة، حيث ولد عام 1960 لأسرة مكونة من أربعة أفراد، كان هو الأبن الأكبر لوالديه، وكان له شقيق يصغره، عانى دامر من المعاملة السيئة بين والديه، ولاحظ معلموه بأنه يعاني اضطرابات شديدة، وانعدام للتركيز والانتباه، بسبب تلك الأحداث والوسط الذي يعيش فيه، وتفاقم الأمر عندما لجأت والدته للانتحار، بتناول جرعة زائدة من أحد الأدوية، فقام الوالد بتطليقها والزواج من أخرى.
عند بلوغ دامر سن المراهقة تم فصله من المدرسة، لسوء سلوكه وإدمانه على الكحول والمخدرات، فقام والده بإدخاله إلى الجيش عنوة، فظل فيه واعترف أحد زملائه بعنف دامر الشديد، وأنه قد ألحق به الأذى فتم فصله من الجيش وطرده، لسوء سلوكه وإدمانه على الكحول.
عقب خروجه من الجيش ذهب دامر، ليعيش برفقة جدته وحتى لا يرى والده، ولكنها طردته من المنزل، بعدما وجدته قد أحضر دمية عرض ملابس (مانيكان)، ليخرج شهوته عليها ثم قام بالتعرى، في الشارع أمام المارة في أحد الأيام، هنا قرر دامر الانتقال ليعيش في شقة خاصة به، وكان في هذا الوقت قد وجد عملاً ، في مصنع للشيكولاته.
كان دامر يذهب إلى الملاهي الليلية، وينتقي ضحاياه من بين المراهقين أو الشباب اليافعين، ممن لا يلاحظ أحدًا وجودهم، أو تغيبهم وخاصة من يفرون من منازلهم، ليغيرهم دامر بالمال أو الحصول على المخدرات والكحول، وبعد أن يذهبوا معه إلى شقته، يقوم بخنقهم حتى الموت، ثم يمارس معهم النيكروفيليا، أي العلاقة الحميمة مع الجثث، ثم يقوم بتقطيع الجثة إلى أشلاء، ويأخذ ما يكفيه من اللحم منهم، ثم يحتفظ لنفسه بجزء من الهيكل، ويقوم بفصل العظام عن اللحم من باقي الجثة، ويحتفظ بباقي الجثة داخل ثلاجته.
كانت تلك بداية جرائم دامر، التي ما انفك عن ارتكابها برفقة الشباب المثليين، أو المراهقين الصغار عقب إغرائهم بالمال والمخدرات، ليقوم باختطاف الشاب وتخديره، ثم ممارسة الجنس معه عنوة، ليبدأ بعدها في خنقه وتقطيع الجثة كيفما فعل مرات ومرات .
بالطبع نهاية هذا السفاح محتومة مثل غيره، ففي إحدى الليالي حاول دامر إغراء ثلاثة رجال، بالذهاب معه إلى المنزل وممارسة الجنس الجماعي، وتعاطي المخدرات، فلم يوافق منهم أحد سوى واحد فقط.
وكان يبلغ من العمر اثنين وثلاثون عامًا، ذهبا معًا إلى منزل دامر وقاما بممارسة الجنس، واستلقى بعدها الشاب لينام، وقد قاوم مهاجمة دامر له عدة مرات، ليخرج بعدها ويجلس إلى جوار دامر وهو يشاهد التلفاز، وقال له دامر سوف ألتهم قلبك الليلة، انتظر الشاب قليلاً ثم نهض بحجة الذهاب للحمام، وقام بالركض فجأة نحو الباب الأمامي، ليكون بذلك أولى ضحايا دامر الذي يفر هاربًا، من مصير محتوم بالموت.
انطلق الشاب راكضًا إلى الشارع، ليواجه سيارة رجال الشرطة ويروي لهم ما حدث، فاندفعت دورية الشرطة إلى منزل دامر، وقادهم السلم داخل المنزل إلى القبو، الذي يقوم فيه دامر بتقطيع ضحاياه وطهيهم، وفتحوا الثلاجة ليجدوا بها بقايا الجثث، وأعضائهم الداخلية والتناسلية وبعض الجماجم، فقاموا باعتقال دامر بعد مقاومة عنيفة منه، وقال لهم أنها نهايته المحتومة .
تم وضع دامر في زنزانة منفردة، حتى لا يتعرض لأذى من زملائه، خاصة أنه كان يحب التلامس، وبعد فترة طلب دامر الكتاب المقدس، وبدأت شخصيته تتحول إلى إنسان أكثر هدوء، ومضت فترة أخرى ليعمل فيها دامر عاملاً لتنظيف المراحيض، لمدة ساعتين باليوم، وفي أحد الأيام وُجد دامر على الأرض وقد ضربه أحدهم على رأسه من الخلف، ولكن تم إنقاذه، ولم يلبث قليلاً حتى ضربه أحدهم بشفرة حلاقه، في عنقه ونزف بشدة وتم نقله للمشفى، لتعلن وفاته بعد ذلك بساعات قليلة فقط .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة