فى عالم الجريمة كل شىء مباح، فجرائم "القتل، السرقة، والنصب"، وغيرها التى اعتدنا على سماعها بشكل دورى، يصاحبها أشياء أخرى لا يكشف عنها إلا نادراً، وهذا ما يجعل بعضها من أغرب القصص والأحاديث، التى قد لا يصدقها عقل ولا تستوعبها النفس.
"اليوم السابع" يقدم فى سلسلة " أغرب القضايا" قصص ليست دربا من الخيال ولا فكراً مجردا لمبدع، ولا صورة خيالية لفنان عن الواقع، وإنما هى قصص إنسانية صادقة وعميقة من داخل المحاكم خلال سنوات طويلة من الزمن.
الحلقة التاسعة و العشرون.. "فيكي الزوجة الخائنة القاتلة"
يتشدق الكثيرون بخيانة الرجال، وأنهم لا أمل فيهم إلى الأبد إذا ما أملنا منهم الإخلاص، ولكن ماذا إن خانت المرأة؟ هل يمكن أن نشعر نحوها بمثل شعورنا، إذا ما خان الرجل؟ هل يمكنها أن ترفع رأسها مرة أخرى في وجه العالم، بعدما تُكتشف خيانتها، مثلما يفعل الرجال؟ أم أنها سوف تعيش ذليلة خيانتها ولن تقوى على المواجهة أو النظر في وجوه من حولها، مرة أخرى؟ أما أنها سوف تتمسك بما فعلت ظنًا منها أنها حريتها؟ لعل فيكي اليونانية قدمت لنا مثالاً حيًا على هذا الأمر .
تزوج كريس وفيكي منذ ثلاثة عشر عامًا، وعاشا حياة سعيدة كما بدا أمام الجميع فكريس رجلاً ثريًا، وقد أنجبت منه فيكي ثلاثة أبناء، ويعيشان في رغد وينتقلان سويًا من مكان لآخر، بالإضافة إلى أن كريس رجل مخلص للغاية، فماذا تريد المرأة أكثر من هذا ؟
في عيد ميلاده الرابع والأربعين ، قدمت فيكي هدية في علبة فضية مغلفة بعناية، وأخبرته أنه تحبه للغاية، وأنها لا تستطيع تخيل الحياة بدونه، مما دفع كريس لمبادلتها كلمات أشد حبًا، وتعبر عما يجول بقلبه وخاطره وعقله نحوها، في مشهد حسدهما عليه جميع من حضروا حفل عيد الميلاد .
وعقب إنتهاء الحفل احتضن الزوجان بعضهما البعض، وتوجها لاستقلال سيارتهما التي كانت فيكي قد ركنتها، بإحدى الزقاق المظلمة إلى جوار الحانة، ولكن كريس وأثناء سيرهما معًا لمح ظلاً ما في أحد الأركان بالزقاق، فتراجع بقلق واضح وأخبر أن يغيرا طريقهما، ولكن فيكي جذبته برقة وأخبرته أن لا شيء هناك، ودفعته للمضي قدمًا حتى يغادرا المكان، وعقب أن تجاوزا المكان الذي لمح فيه كريس الظل .
فوجيء بشيء معدني على رقبته، ولم يدر ما حدث بعدها سوى أنه ظل، يتخبط في دمائه أرضًا ولمع المكان فجأة أمام عينيه، ليوصي زوجته بأن تهرب بسرعة، وأن تعتني جيدًا بالأطفال، ليغيب بعدها عن وعيه تمامًا .
استفاق كريس ليجد زوجته فيكي، جالسة إلى جواره وتبكي بحرقة عما ألم بزوجها، ليقبل يدها بحنان بالغ ويشكرها عما تفعله من أجله، وسأل عما حدث فأخبره شقيقه أن أحد الأشخاص قد حاول ذبحه، ولكن الأطباء استطاعوا إسعافه بسرعة وأعدّوا نجاته، من هذا الحادث أعجوبة وبحق .
كانت فيكي تستأذن من زوجها لتعود إلى المنزل، من أجل الاطمئنان على الأبناء، ثم تعود مرة أخرى لزوجها بالمشفى، وكانت في كل مرة تظهر بمظهر الزوجة العطوف الحنون، التي لا تنفك تساعد زوجها على الشفاء واستعادة صحته مرة أخرى، ولا تهمل في واجباتها بشأن الأبناء بالمنزل، بالإضافة إلى اتصالها الدائم برجال التحقيقات، والاطمئنان على سير التحقيق ومحاولاتهم القبض على المجرم، فيا لها من زوجة مخلصة .
وفي أحد الأيام عندما عادت فيكي للمشفى، فوجئت بشقيق زوجها يخبرها بأن رجال الشرطة، قد ألقوا القبض على المتهم، ليكفهر وجهها فجأة وتعتذر لتذهب إلى المنزل، مما جعل شقيق كريس يشتبه بأن لها يدًا بالأمر .
لم تمض عدة ساعات كان كريس يحاول فيها، التواصل مع زوجته إلا أنها لم ترد على اتصالاته أو يرها أحدهم، وبمجرد أن شاهد رجال الشرطة أمامه حتى شعر بأن هناك خبر سيء، بشأن زوجته فبدأ يقلق وظن أن بها مكروه ما، لينصدم بما أخبره إياه رجال التحقيقات، حيث أقروا بأن زوجته هي من دبرت حادث اغتياله، في محاولة منها للتخلص منه بواسطة عشيقها، تلك الكلمات هبطت على رأس كريس كالصاعقة وهو لا يدري شيئًا عما يحدث .
اعترفت فيكي بكل ما حدث، عندما علمت بشأن القبض على الفاعل، فقد باتت أقدامها قريبة للغاية من السجن، لتذهب إلى الشرطة وتقر بما فعلت، خاصة وأن عشيقها قد اعترف أيضًا بكل ما حدث، فور إلقاء القبض عليه .
منذ عدة أعوام تعرفت فيكي إلى شاب يوناني، يدعى آري ديمتراكس وذلك إبان عيد ميلادها الأربعين، حيث اكتشفت أنه يوناني الأصل مثلها ومتزوج ويعمل سائق لشاحنة، وسرعان ما وقعت فيكي في عشقه وطفقا يتقابلان سويًا، بعيدًا عن الأعين ومن شدة اشتعال حبهما، بدأت فيكي تفكر في التخلص من زوجها والحصول على ماله، فقد كانت الأموال لديهما باسمهما سويًا، بالإضافة إلى بعض بوليصات التأمين على حياتها وحياة كريس، وقد نوت أن تحصل على كافة الأموال عقب وفاة كريس، حيث كان عشيقها فقيرًا معدمًا لا يملك منزلاً، ويعيش هو وزوجته وأبنائه في قبو خاص بوالدته .
تم توقيف فيكي وعشيقها قبل أعوام من الجريمة، في أحد الشوارع الجانبية وهما عاريان تمامًا على المقعد الخلفي لسيارة فيكي، وبعدها بدأت تفكر جديًا في التخلص من زوجها، إلى أن خططت ودبرت الحادث جيدًا، وطلبت من ديمتراكس التنفيذ ففعل .
لم تبد فيكي أي ندم عما فعلت، وقالت أنها تعشق ديمتراكس وترغب في أن تتزوج منه، عقب خروجها من محبسها، ليغادر قاعة المحاكمة ابنتها المراهقة وطفليها التوءم وهم غير نادمين على فقدان والدتهم الخائنة القاتلة، وتم الحكم عليها باثني عشر عامًا، ولا يحق لها الإفراج المشروط سوى عقب مرور تسعة أعوام، أما ديمتراكس فقد حكم عليه بسبعة أعوام فقط نظرًا لأنه اعترف بتفاصيل الواقعة .