كانت حياته موزعة بين القضاء والإقراء والتأليف، غير أن الذى أذاع شهرته، وخلَّد ذكره هو مصنفاته التى بوَّأَتْه مكانة رفيعة بين كبار الأئمة فى تاريخ الإسلام، وحسبك مؤلفاته التى تشهد على سعة العلم وإتقان الحفظ، وجودة الفكر، والتبحر فى فنون مختلفة من العلم.
بعد مجيء الإسلام، وبعد أن مكن الله لهذا الدين، كان لازما وحتما أن يكون لهذا الدين نظام اجتماعى عادل يحتكم إليه المجتمع، ويحتمى به من بطش الظالمين والمعتدين، فكان ثمرة الإسلام غلغل العدل فى نفوسهم فأظهروه فى أحكامهم، وفقهوا واقع الناس وملابسات الحوادث فأسهموا فى إعادة الحقوق إلى أصحابها فى أقرب وقت، فهم نماذج مضيئة لقضاة اليوم من أبناء الإسلام فى أى مكان، وعليهم الأخذ بسننهم والاقتداء بأحكامهم، ليتحقق العدل على أيديهم، ويسود الأمن والأمان للناس فى وجودهم، وتسعد الدنيا بهم.
من بين هؤلاء القاضى الجليل والإمام " عياض بن موسى بن عياض عياض بن موسى بن عياض بن عمر بن موسى القاضى أبو الفضل اليحصبى البستى المُرّاكِشى " بضم الميم وكسر الكاف وتشديد الراء "المحدث المالكى".
نشأ بمدينة "سبتة" وتعلم بها وتتلمذ على شيوخها، ثم رحل إلى الأندلس عام (507 هجري) ، فأخذ عن أعلام قرطبة ومرسية وفى عام (531 هجري) ، انتقل إلى غرناطة ليتولى قضاءها وعاد إلى سبتة وتولى قضاءها عام (539 هجري).
اكتفى عياض بما حصله فى رحلته إلى الأندلس، ولم يلبث أن رحل إلى المشرق مثلما يفعل غيره من طلاب العلم، وفى هذا إشارة إلى ازدهار الحركة العلمية فى الأندلس وظهور عدد كبير من علمائها فى ميادين الثقافة العربية والإسلامية، يناظرون فى سعة علمهم ونبوغهم علماء المشرق المعروفين.
عاد عياض إلى "سبتة" غزير العلم، جامعًا معارف واسعة؛ فاتجهت إليه الأنظار، والتفَّ حوله طلاب العلم وطلاب الفتوى، وكانت عودته فى (7 من جمادى الآخرة 508هـ، وجلس للتدريس وهو فى الثانية والثلاثين من عمره، ثم تقلد منصب القضاء فى "سبتة" سنة (515 هـ وظل فى منصبه ستة عشر عامًا، كان موضع تقدير الناس وإجلالهم له، ثم تولى قضاء "غرناطة" سنة (531هـ = 1136م) وأقام بها مدة، ثم عاد إلى "سبتة" مرة أخرى ليتولى قضاءها سنة (539هـ،1144م).
اكتفى عياض بما حصله فى رحلته إلى الأندلس، ولم يلبث أن رحل إلى المشرق مثلما يفعل غيره من طلاب العلم، وفى هذا إشارة إلى ازدهار الحركة العلمية فى الأندلس وظهور عدد كبير من علمائها فى ميادين الثقافة العربية والإسلامية، يناظرون فى سعة علمهم ونبوغهم علماء المشرق المعروفين.
عاد عياض إلى "سبتة" غزير العلم، جامعًا معارف واسعة؛ فاتجهت إليه الأنظار، والتفَّ حوله طلاب العلم وطلاب الفتوى، وكانت عودته فى (7 من جمادى الآخرة 508هـ = 9 من أكتوبر 1114م)، وجلس للتدريس وهو فى الثانية والثلاثين من عمره، ثم تقلد منصب القضاء فى "سبتة" سنة (515 هـ، 1121م) وظل فى منصبه ستة عشر عامًا، كان موضع تقدير الناس وإجلالهم له، ثم تولى قضاء "غرناطة" سنة (531هـ = 1136م) وأقام بها مدة، ثم عاد إلى "سبتة" مرة أخرى ليتولى قضاءها سنة (539ه،1144م).
كان "القاضى عياض" رحمه الله متبحرًا فى العلوم الشرعية على درايةٍ عظيمةٍ بها ولم يقتصر على نوع واحد منها بل أحاط بمعظمها، فقد كان رحمه الله محدثًا فقيهًا مؤرخًا أديبًا.
شرع فى الترجمة للإمام مالك وأصحابه وتلاميذه، وهو يعتمد فى كتابه على نظام الطبقات دون اعتبار للترتيب الألفبائي؛ حيث أورد بعد ترجمة الإمام مالك ترجمة أصحابه، ثم أتباعهم طبقة طبقة حتى وصل إلى شيوخه الذين عاصرهم وتلقى على أيديهم.
والتزم فى طبقاته التوزيع الجغرافى لمن يترجم لهم، وخصص لكل بلد عنوانًا يدرج تحته علماءه من المالكية؛ فخصص للمدينة ومصر والشام والعراق عناوين خاصة بها، وإن كان ملتزما بنظام الطبقات.
وكان القاضى أديبًا كبيرًا إلى جانب كونه محدثًا فقيهًا، له بيان قوى وأسلوب بليغ، يشف عن ثقافة لغوية متمكنة وبصر بالعربية وفنونها، ولم يكن ذلك غريبًا عليه، فقد كان حريصًا على دراسة كتب اللغة والأدب حرصه على تلقى الحديث والفقه، فقرأ أمهات كتب الأدب، ورواها بالإسناد عن شيوخه مثلما فعل مع كتب الحديث والآثار.
توفى فى "مراكش" وقيل فى "سبتة" سنة 544 هـ فى جمادى الآخرة، وقيل فى رمضان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة