الكثير من الأبطال الأسطوريين ربما نراهم فى الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، وتكون هذه الشخصيات خيالية تمامًا من فكر المؤلف ومخرج العمل، لكن بعيدا عن الخيال كان هناك شخص يستحق أن يطلق عليه "البطل الخارق" هو الأسترالى جيمس هاريسون، أو كما يطلق عليه "الرجل ذو الذراع الذهبية".
دراع جيمس الذهبية، سجلت فى التاريخ بحروف ذهبية كواحد من الأشخاص الناشطين فى مجال التبرع بالدم، كما أنه صُنِّف كأحد أهم المتبرعين فى تاريخ البشرية حيث ساهم الأخير لوحده فى إنقاذ ما يزيد عن مليونى شخص.
بدأت قصة هاريسون، عندما كان فى الرابعة عشرة من عمره، حيث خضع لتدخل جراحى خطير على مستوى الصدر تطلب حصوله على 13 لترا من دماء متبرعين، ومع نجاح العملية واستعادته لوعيه، قضى 3 أشهر كاملة بالمستشفى أدرك خلالها دور دم المتبرعين فى إنقاذ حياته، وأمام هذا الوضع، وعد جيمس هاريسون بالتبرع بدمه بشكل دورى حال بلوغه الثامنة عشرة أى السن القانونية للتبرع.
وفى عام 1954، بدأ جيمس هاريسون فى تنفيذ وعده، لكن بعد عدة عمليات للتبرع، اكتشف الأطباء أمرا نادرا من نوعه، وهو احتواء دمه على العنصر المضاد Anti-D "مضاد دى"، الذى يعتبر عنصرا أساسيا لحدوث التوافق بين دم الأم ودم الجنين برحمها فى الحالة التى تكون فيها فصيلة دم الأم موجبة وفصيلة دم الجنين سالبة، أو العكس. وبسبب ذلك، صنّف دم جيمس هاريسون بالنادر والمميز فحصل على تأمين لحياته بلغت قيمته مليون دولار.
وساهم "دم" هاريسون فى إحداث ثورة فى مجال العلم، حيث قادت الأبحاث التى أجريت عليه لتطوير جلوبيولين مناعى، لتجنب داء انحلال الدم فى الجنين والأطفال حديثى الولادة، وقدّم هذا المنتج الذى احتوى على كميات كبيرة من المضاد Anti-D للنساء الحوامل لإنهاء معاناتهن مع داء ريسوس، الذى يعد أبرز أنواع الأمراض الانحلالية لدى حديثى الولادة، ويتميز بعدم تطابق عامل ريسوس بين الأم وجنينها، وبالتالى يلعب هذا الدواء دورا فاعلا فى إنهاء عدم التوافق من جهة الأم ليضع بذلك حدا للتهديدات التى قد تطال حياة جنينها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة