كلنا تابعنا أفلاما وأعمالا كبرى تؤرخ لمعارك كبرى فى الحرب العالمية الأولى أو الثانية، خاصة المعارك التى تتعلق بمراحل فاصلة من ستالينجراد أو القناص الروسى أو غيره، وقد عرفت السينما المصرية أفلاما تعاملت مع المعارك والحروب، وكانت أكثر الأفلام عن حرب أكتوبر 1973 مثل الرصاصة لاتزال فى جيبى أو غيره، وهى أفلام تعتبر فقيرة حتى بمعايير استخدام اللقطات التسجيلية. وهناك طبعا أعمال مرت على المعارك أو تجاوزتها. لكن أهم ما يقدمه مسلسل الاختيار من وجهة نظرى أنه يقدم توثيقا مهما لمعارك تقدم فيها أبطال الصاعقة بطولات أسطورية وليس فى الأمر أى مبالغة. ولعل معركة كمين البرث واحدة من أهم الأعمال الفنية فيما يتعلق بالدقة والصدق والاحترافية.
أول ما يقدمه الاختيار حول كمين البرث هو أنه يقدم المكان فقد كان هناك تصورات أن المكان مثل باقى الأكمنة والأماكن المعروفة، أو أن الهجوم تم على الكتيبة نفسها لكن مربع البرث هو أقرب مكان للحدود فضلا عن كونه يسيطر على منطقة استراتيجية فضلا عن حساسيات مختلفة وكانت تمثل خنقا لتحركات التنظيمات الإرهابية ولهذا حشد الإرهابيون أعدادا كبيرة لمهاجمة الكمين فى محاولة لرفع الرايات السوداء والتقاط صور وفيديوهات أو اختطاف جندى أو ضابط أو حتى جثمان وتصويره بعد التمثيل به.
لم تكن معركة بسيطة لا فى المكان ولا الوضع كما بدا لدى البعض ممن اعتادوا الفتى الاستراتيجى تكتيكيتا بشكل دائم، هذه المعلومات غالبا تغيب عمن تابعوا ما جرى أو استمعوا لملخصات لم توضح كيف تمسكت قوات الصاعقة المصرية بـ«كمين البرث» رغم قوة الهجوم وأعداد الإرهابيين وحجم العتاد والسلاح والمتفجرات التى احتوتها السيارة المفخخة المدرعة والتى تصل إلى طن من المتفجرات الحديثة وليست مجرد ديناميت عادى وإنما «c4» وغيرها من المتفجرات التى يحصل عليها الإرهابيون من خلال مموليهم ومتابعيهم بالخارج.
لقد كان انفجار السيارة المفخخة واحدا من أهم أسباب تزايد الشهداء، لأن باقى الأبطال صمدوا وواجهوا الإرهابيين ومنعوا دخولهم أو زحفهم وبالتالى فشلت الأهداف الأساسية من المهمة الصورة والراية السوداء.
المعركة بالفعل لا تختلف عن الكثير من المعارك التى وثقتها السينما العالمية، بل انها يمكن ان تكون بداية لإنتاج اعمال تتعلق بأحداث كبرى وحروب، وكنا نشكو من ضعف وفقر الاعمال التى تتعلق بمثل هذه الأحداث. ولدينا نماذج لا تختلف بل ربما تتفوق على بطولات أسطورية عالمية، وفى حالة كمين البرث فإن البطولة الأسطورية لمنسى أنه صنع فريقا قادرا على العمل بقلب رجل واحد، وقدرة هائلة على التماسك والصمود.
نموذج الجندى الذى ظل يقاوم، وهو مصاب وتلقى 39 رصاصة سكنت جسده، وقاوم هو وزملائه ومنعوا اقتحام الإرهابيين للكمين أو رفع علم أسود أو التقاط صورة باستثناء صورة السيارة المفخخة. وهى بطولات نجح العمل فى توثيقها وتفاعل الجمهور مع صدقها وتأثيرها الدرامى والإنسانى، ومن الواضح أن الروابط الإنسانية بين الأبطال، ظهرت فى قدرتهم على المواجهة مع أعداد كبيرة من الإرهابيين المدربين ومسلحين بشكل كبير، ومع هذا فشل الهدف الرئيسى أمام بطولة أسطورية.
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى اصيل
ياريت تكون سلسلة سباعيات عن الشهداء و بطولاتهم ليتذكر الناس من ضحوا بدمائهم عن عقيدة
ننتظر سباعيات عن الشهداء تحكى و تذكر الناس و تزرع عقيدة الجيش و الوطنية و روح الانتماء للوطن ليشب الاطفال محبين لمصر لا يفارقوها و يحسنوا ظروف المعيشة ليظلوا فى بلدهم روح الدفاع عن مصر و تصفية كل خاين او عدو غدار بتظل ارضننا طاهرة