يعود تنظيم داعش الإرهابى مجددا إلى الساحة بتهديدات باعتداءات وعمليات انتحارية ، مستغلا الأزمة الصحية التى يواجهها العالم من وباء كورونا ومن النزاعات الموجودة بين الحكومات والشعوب.
وقالت قناة "ار تى فى" الإسبانية فى تقرير لها، إنه لا يبدو أن كورونا دفع داعش إلى نسيان القارة العجوز، حيث فككت خلايا إرهابية ونُفذت هجمات جديدة على نسق "الذئاب المنفردة"، وأن ما يحدث دليل على أن الجماعة الإرهابية تستغل الحكومات المنشغلة بمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، والانزلاق الاقتصادي الذي تلاه، ويضاعف الفيروس مخاوف طويلة الأمد بين خبراء أمنيين والأمم المتحدة بأن التنظيم سيعاود الظهور بعد إسقاط "دولتهم المزعومة"، التي كانت تضم في السابق ثلث العراق وسوريا.
وأشار التقرير إلى أن رجال الأمن يعتبرون من أهم اهداف داعش فى الفترة المقبلة بسبب انشغالهم بمواجهة فيروس كورونا، مشيرا إلى أن الأزمة جعلت ارهابى داعش يقضون ساعات أمام شاشات الكمبيوتر واستغلال الانترنت بشكل أوسع لتجنيد شباب وأتباع جدد، ووفقا لبيانات مكافحة الإرهاب من الحرس المدنى والشرطة الوطنية الإسبانية فإنهم يقضون أكثر من 18 ساعة يوميا على الانترنت فى محاولة للتجنيد والتخطيط لهجمات جديدة فى اوروبا.
وأوضح التقرير أن فقدان وظائف وحالة البطالة ادت خُلقت بسبب أزمة كورونا تثير المخاوف فى أوروبا من محاولة استغلال التنظيم الارهابى لها، وتجنيد الشباب بشكل متزايد، خاصة فى ظل شعور العديد من الاوروبيين بنقص الحماية.
وقال موسى بوريكبة ، الباحث فى مركز برشلونة للشئون الدولية، إن "هناك تشابه كبيرا بين وباء كورونا والارهاب، حيث أن كلاهما عدو خفى ، يهدد البلاد من الداخل والخارج، وتضطر الحكومات الأوروبية لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمحاربتهما ".
وأوضح الخبير فى دراسة أجراها أن "الجماعات الإرهابية تستغل انشغال الحكومات الأوروبية وانشغال الجيوش فى أوروبا لمكافحة فيروس كورونا ، للتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية فى أوروبا، خاصة وأن اقتصاد الغرب أصبح هش للغاية وتركز الحكومات الغربية على إعادة بناء اقتصادها فى ظل طوارئ كورونا"، مؤكدا أن "الإرهابيون يستغلون أي علامة للاستفادة من مصائب أعدائهم، وداعش طالب متميز لأنه يشير دائمًا إلى "إرادة الله".
وتقول وحدة الإرهاب الدولى بالحرس المدنى بإسبانيا "التنظيم الارهابى يشجع على الخروج إلى الشوارع يوميا لاثارة الفوضى".
وأشار عدد من الخبراء ، إلى أنه من المتوقع حدوث هجمات متزايدة وتجنيد العديد من الشباب فى الفترة المقبلة، وعلى سبيل المثال الاعتقالات التى حدثت فى برشلونة منذ 10 أيام، وكيف استغل التنظيم الارهابى الازمة الصحية واثناء العزل الاجتماعى، الذى ضاعف الاتصال بالارهابيين الذين كانوا فى بلدان أخرى ثلاث مرات، وأيضا ما حدث فى فرنسا من خروج أحد الإرهابيين بسكين مما اثار الرعب فى البلد الاوروبى.
وحذر منسق مكافحة الإرهاب جيل دي كيرشوف، في إحاطة سرية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مفاده أن إرهابيي داعش قد يرون أن الهجمات على الطواقم الطبية والمنشآت فعالة للغاية، لأنها ستولد صدمة هائلة في المجتمع، بحسب تعبيره.
وأضاف أن التجارب السابقة أظهرت أن الإرهابيين والمتطرفين العنيفين، الذين يهدفون إلى تغيير المجتمعات والأنظمة الحكومية من خلال العنف، يسعون إلى استغلال الأزمات الكبرى لتحقيق أهدافهم، متابعا أنه في الوقت الحالي، يستخدم معظم الإرهابيين الأزمة لأغراض الدعاية، مستغلين حقيقة أن الناس يقضون وقتا على الإنترنت أكثر من المعتاد، مع إجراءات الإغلاق.
وطلبت داعش من الممثلين الوحيدين على الأراضي الأوروبية الاستفادة من رؤية القوات الأمنية والعسكرية والصحية. نظرًا لقلة الأماكن المزدحمة ، يتم وضعها كهدف ذي أولوية في الوقت الحالي، و يقول مكتب وحدة التحقيقات الارهابية في الشرطة الوطنية ، إن مستشفى أو فندق حيث يُحتجز فيه الأشخاص يمكن استهدافهم أيضا.
وأكد التقرير أنه منذ بداية العام الجارى وحتى الآن ،تم اعتقال تسعة أشخاص في عمليات مكافحة الإرهاب ، خمسة منهم يثيرون قلق واسعا،و يوضح الخبراء أنه على الرغم من أن المزيد من الاعتقالات لم تتحقق ، إلا أنهم يركزون على المزيد من الأشخاص.
وقامت الشرطة الإسبانية باعتقال مجموعة إرهابية تطلق على نفسها "أجناد داعش غير المرئيين" وزعيمهم "بدر البقالى" مغربى الأصل ، وذلك بعد نشر عدد من مقاطع الفيديو الداعية لشن هجمات إرهابية فى اوروبا، مثل التى ارتكبت ضد المجلة الفرنسية "شارلى إبدو".
وأشارت صحيفة "البيريوديكو" الإسبانية إلى أن الشرطة الوطنية عثرت على زعيم الخلية الارهابية فى مدينة بولانيوس دى كالاترافيا، وهو مواطن مغربى فر إلى إسبانيا فى عام 2017 وخطط لهجمات فى المغرب والامارات العربية.
وأوضحت الشرطة خلال التحقيقات أن بدر البقالى قام بتجنيد العديد من الشباب لتشكيل مجموعة إرهابية أطلقت على نفسها "جنود داعش غير المرئيين"، والذى تابعته الشرطة منذ أكثر من عام ، وتم القاء القبض عليه فى عملية مشتركة بين أجهزة الأمن المغربية ومفوضية المعلومات العامة للشرطة الوطنية الإسبانية.
كما كشفت الشرطة الوطنية الإسبانية أن بدر البقالى من أتباع ابو محمد العدنانى، الذى يعتبر رئيس العمليات الخارجية لداعش، وهو المتحدث باسمه،وقتل مواطنى الدول التى كانت جزءا من التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة الامريكية.
وقام بدر البقالى بتجنيد شباب من المغرب من خلال الشبكات الإجتماعية باستغلال مستواهم المادى الضعيف، كما أنه قام بشن رسائل كراهية ضد قوات الأمن والأجهزة الامنية فى المغرب وإسبانيا، وأظهر رغبته فى مهاجمتهم للقيام بواجبه.