كانت أشهر الأغنيات في وداع شهر رمضان الفضيل ، أغنية شريفة فاضل « تم البدرى بدرى والأيام بتجرى..والله لسه بدرىيا شهر الصيام" وبقيت منذ الستينيات –عام 65 تحديدا-وحتى الآن وربما لاعوام كثيرة قادمة هى الأشهر والأقرب إلى المزاج المصرى الذى اعتبرها اعلان ختام الشهر . والأغنية من كلمات الشاعر عبد الفتاح مصطفى وألحان الموسيقار عبد العظيم محمد
وموسيقارنا الجميل عبد العظيم محمد من مظاليم الخمسينيات وما بعدها.. فقد لحن لكبار مطربى عصره عبده السروجى وسعاد مكاوى وعائشة حسن ونازك وهدى سلطان وليلى مراد ومحمد رشدى وعبدالحليم حافظ أيضًا.
ومن أغنياته التى نسمعها كل يوم على مدار نصف قرن ولا نعرف من صنعها، التتر المميز للبرنامج الصباحى «المرور»، والتى تغنيها نجاح سلام من كلمات الأبنودى «بالسلامة يا حبيبى بالسلامة».. والغريب أنه كان يعمل بالهندسة مدرسًا بجامعة عين شمس.. هو صعيدى الأصل بالتحديد من محافظة المنيا.. أبدى اهتماما خاصا بالغناء الشعبى ، فبدا بذلك بوضوح فى تجلياته الشعبية «يا ليلة ما جانى الغالى» لمحمد رشدى.. وأيضا سلاسل فضة.. وماشى كلامك ماشى لمحمد قنديل.. و"فى قلبى غرام" لمحمد عبدالمطلب.
فى أغنية "تم البدر بدرى" تخطفك المقدمة الموسيقية التى يتلوها صوت الكورال القلوب وتشعرك أنك تودع حبيبًا غاليا عليك وعلى قلبك ووجدانك ..هذه البساطة التى يدخلك بها عبدالعظيم محمد إلى ما كتبه عبدالفتاح مصطفى الذى يعلن أنه «قمر ١٤»، وقد تم اكتماله استعدادًا للرحيل، تؤكد أنه رجل صوفى بامتياز يعرف مفاتيح لغة الموسيقى الفذة بامتياز..
ولم تحصل شريفة فاضل على مقابل نظير غنائها، لأنها كانت نادراً ما تقدم أغنيات للإذاعة، وكانت ترى أن وجود أغنية لها في شهر رمضان على الخريطة الإذاعية أمر يسعدها.
وتتوقف شريفة فاضل عند ذكرياتها مع الأغنية، وتقول: لم يكن مخططاً أن أغني هذه الأغنية، حيث إنه في وقت غنائها كانت الإذاعة توزع الأغاني على المطربين، وأنا كنت مطربة جديدة، وجاءت الأغنية من نصيبي بالصدفة، حيث لم نكن نسعى لأغنية محددة، فالله هو الذي يوزع ويعطي الرزق لمن يشاء، ولم تكن هذه الأغاني الدينية ينفق عليها من حساب أحد، ولذلك كانت الإذاعة تقوم بإنتاجها وتحدد الموسيقيين، ونذهب نحن لتسجيلها وتدفع لنا حق الإلقاء، والحمد لله أنه حتى الآن لا يوجد هناك ما ينافس هذه الأغنية في وداع رمضان"
وقال الشاعر عبد الفتاح مصطفي أنه طالما كنا نفرح جميعا بقدوم شهر رمضان ونحزن ونصاب بالشجن لوداعه وانتهاء طقوسه المحببة الي نفوسنا، قائلا: جلست يوما وكتبت تلك الكلمات ثم قدمتها للإعلامي وجدي الحكيم وكان آنذاك يشغل منصب مراقبا للموسيقي والغناء بالإذاعة واعجب بها الحكيم وعرض كلماتها علي المطربة شريفة فاضل لتتحمس بها وقدمتها للموسيقار عبد العظيم محمد الذي لحنها في يومين فقط بشقته بالعباسية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة