تنتظر محافظة الأقصر فى ظل أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، عودة الحياة لقطاع السياحة خلال الفترة المقبلة وذلك عبر وضع ضوابط وخطوات مشددة من قبل وزارة السياحة والآثار بقيادة الدكتور خالد العنانى، وذلك لتحقيق أفضل خدمات سياحية بجانب رفع درجات الإجراءات الإحترازية لحماية الجميع من إنتشار العدوى بالفيروس، وفى هذا الصدد صرح الخبير السياحى محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر، بأن اللجنة أعدت دراسة لوزارة السياحة والآثار، لبحث أزمة القطاع السياحى بعد جائحة كورونا التي انتشرت بدول العالم وأوقفت السياحة وزادت من مشكلات العاملين في القطاع السياحى، وتقرر تقديم عدد من الحلول لمواجهة الازمة بعد كورونا وكيفية مواجهتها وتحقيق مكاسب للدولة والقطاع بعد عودة الرحلات الخارجية المقرر عودتها مستقبلاً، وفق الإجراءات الإحترازية التي ستضعها الدولة للزائرين والقادمين اليها، حيث إن 80% من الحجوزات التي كانت قائمة قبل كورونا تم تأجيلها ولم يتم إلغاؤها، وهو ما يبشر بأن الشركات مهتمة ببرامجها السياحية في مصر.
وقال الخبير السياحى، محمد عثمان، رئيس لجنة التسويق السياحى بالأقصر لـ"اليوم السابع"، أن هذه الدراسة الهدف منها مواجهة الإنخفاض المتوقع في أسعار الرحلات السياحية وزيادة الإنفاق اليومى للسائح بجانب مراعاة البعد الاجتماعى لجميع العاملين بمنظومة السياحة، موضحاً أن ذلك سيساهم في الإهتمام بسياحة الكيف وليس الكم التي نحتاجها في المرحلة القادمة لزيادة معدل الإنفاق اليومى للسائح، لافتاً إلى ان معدل الصرف اليومى للسائح خلال السنوات الثلاث الأخيرة ارتفع من 30 دولار إلى 100 دولار في الليلة الواحدة، مؤكداً أن طرح الأفكار الجديدة مع وزارة السياحة والاثار، ومنها إستغلال المناطق الآثرية والمقابر التي تم إكتشافها خلال العامين الآخرين بالأقصر والمنيا وسوهاج، ووضعها على خريطة المزارات السياحية، بحيث يتم زيارتها ضمن البرنامج المحدد بأسعار رمزية.
وأضاف محمد عثمان، أن الدراسة تناولت ضرورة فتح المناطق الآثرية بالبر الغربى ليلاً لتعظيم المنتج السياحى، لزيادة معدل إنفاق السائح حيث أن الأقصر وأسوان لهما شخصية مستقلة في السياحة الثقافية، وهو ما ظهر واضحاً في مشروع الهوية البصرية لمدينة الاقصر، مؤكداً أن الفترة الأخيرة شهدت تدريب عدد من العاملين في المناطق الاثرية والمطاعم والفنادق بالبر الغربى، بالتعاون مع إتحاد الشركات والتى تهدف إلى خلق نوع جديد من التعامل مع السياح ورفع الوعى لدى العمال في التعامل مع السياح عقب عودتها، بجانب أن المحافظات ستشهد مجموعات سياحية صغيرة من 8 إلى 15 فرد وهى السياحة الآمنة لمراقبة الجودة والصحة فيها، كما أن الدراسة شددت على ضرورة الإستفادة من وجود 700 فنان بالبر الغربى، يصنعون أعمالاً فنية ومنحوتات بمصانع الألباستر من خلال إقامة معارض في المنطقة يزورها السياح لشراء الهدايا مما تزيد من الإنفاق اليومى، بجانب إستغلال المناطق الجديدة في السياحة الثقافية ومنها معبد دندرة بمدينة قنا، ووضعه ضمن مخطط الشركات السياحية، بالاضافة إلى وضع مدينة إسنا في برنامج الزيارات للرحلات النيلية بعد التطوير ورفع كفاءة المبانى التاريخية فيها ومنها وكالة الجداوى وحى القيصرية وأقدم معصرة زيوت والتى يقارب عمرها على 600 عام بجانب معبد إسنا، موضحاً أن هذه الاطروحات التي ضمتها الدراسة الهدف الرئيسي منها مواجهة كورونا وزيادة معدلات الإنفاق اليومى بعد التوجه العالمى في التعامل مع هذه الجائحة.
وأوضح رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر، أنه من ضمن المشروعات العامة على قائمة رجال تسويق السياحة الثقافية بالأقصر لدى عودة حركة السياحة، مشروع إحياء التراث التاريخى بمدينة إسنا الذى يضع مدينة إسنا فى موقعها التاريخى الذى تستحقه، حيث أنه سيتم بالمشروع توجيه جزء من زيارة الأفواج السياحية، إلى معبد إسنا وشارع القيسارية ومعصرة الزيوت التراثية بإسنا خلال الفترة المقبلة، مؤكداً على أنه تم الإتفاق مع المسئولين عن هذا البرنامج الرائع لتطوير إسنا، بأن يتم وضع هذه الأماكن الثلاثة إلى خريطة السياحة لدى عودة الأفواج السياحية بعد انتهاء أزمة كورونا قريباً.
وأوضح الخبير السياحى محمد عثمان، أنه تم مؤخراً تدريب عدد لا بأس به من شباب مدينة إسنا ليكونوا سفراء مدينتهم لمقابلة المراكب عندما تتوقف فى المراسى بالمدينة، ولكن توقف المشروع للأسف بسبب ظهور جائحة فيروس كورونا، متمنياً أن يتم استكمال الفكرة بعد انكشاف هذه الغمة، قائلاً: "إسنا كنز سياحى رائع يجب استغلاله خاصة فى وجود مجموعة رائعة الجمال فى المدينة، ومن الممكن أن تستخدم فنادق صغيرة ويطلق عليها بوتيك هوتيل وهى التى أصبحت ملحوظة ومنتشرة فى مختلف دول أوروبا، وما زلت أرى أن إسنا بحق لم تأخذ نصيبها من صناعه السياحة، وأهلنا هناك فى أمس الحاجة لمن يمد لهم يد العون وكان لى شرف تدريب عدد من طلاب المدارس هناك من أجل رفع وعيهم السياحى العام الماضي".
وفى نفس السياق يقول أسامة عبد الغنى مدير بإحدى شركات السياحة بالأقصر، أنه يجرى العمل على قدم وساق لتقديم المقتراحات اللازمة لخدمة عودة حركة السياحة بالأقصر وأسوان بصورة آمنة فى ظل إستمرار أزمة فيروس كورونا بمصر وحول العالم، موضحاً أن الموسم السياحى الشتوى الماضى 2019/2020 كان من أفضل المواسم التى مرت على مدينة الأقصر التاريخية منذ أحداث 2011، حيث ارتفعت نسب الإشغال السياحى بالفنادق مابين 80 لـ90% بصورة مميزة أدت إلى موسم سياحى مميز، حيث إن غالبية الفنادق كانت محجوزة حتى نهاية الموسم الشتوى وسط أجواء مميزة وتوافد السائحين من مختلف دول العالم، موضحاً أنه خلال احتفالات رأس السنة وأعياد الميلاد وصلت غالبية الفنادق لأكثر من 90% بمشهد يليق بعاصمة الحضارة الفرعونية التى كانت ومازلت حلم كافة السائحين الأجانب للإستمتاع بالحضارة المصرية القديمة بالمعابد والمقابر التاريخية، مؤكداً على أن الإكتشافات الأخيرة ساهمت بصورة كبيرة فى الدعاية لمصر فى مختلف دول العالم.
ويؤكد أسامة عبد الغنى، لـ"اليوم السابع"، أن مدينة الأقصر شهدت خلال الأيام التى سبقت فترة أزمة كورونا حالة من الإنتعاشة السياحية تعتبر الأفضل منذ عام 2010، وذلك يؤكد عودة الرحلات النيلية بصورة مميزة بين الأقصر وأسوان، حيث تم فى الموسم الشتوى تسيير بين محافظتى الأقصر وأسوان ما يزيد عن 125 رحلة نيلية بالفنادق العائمة، وسط إقبال سياحى كبير على تلك الرحلات المبهجة التى تقدم خلالها البواخر السياحية عروض فنية مبهجة ورقصات بالتنورة وغيرها، مضيفاً أنه خلال الموسم السياحى الشتوى إرتفعت معدلات زيارات السياح من مختلف العواصم الأوروبية، بجانب السائحين من دول أسيا عشاق الحضارة الفرعونية وهم أبناء الصين واليابان وكوريا وغيرها من الدول المهتمة بالحضارة الفرعونية، مؤكداً على أن السائح أصبح أكثر وعياً ويعلم جيداً طبيعة المدينة السياحية التى يزورها فى الأجازة الشتوية، وجميعهم يعشقون مصر وخصوصاً الطقس فى الجنوب بالأقصر وأسوان.
وشدد أسامة عبد الغنى مدير بإحدى شركات السياحة بالأقصر، على ضرورة رفع التوعية بأهمية السياحة وحسن معاملة الأجانب، بين المصريين من أول سائق التاكسى والقائمين على الأماكن السياحية وحتى المواطنين العاديين، من أجل تصدير صورة ايجابية تدفع السائح للعودة مرة ثانية إلى مصر، وتشجيع أصدقائه وذويه على زيارة مصر، لافتًا إلى أن ذلك الأمر يمثل أفضل أنواع الدعاية لمصر، مؤكداً على ضرورة تحسين ثقافة المصريين فى التعامل مع السياح والأجانب من خلال التوعية المجتمعية ووسائل الإعلام، إضافة إلى ضرورة العناية بالنشء الجديد وتغير المناهج الابتدائية التى تدعو إلى احترام الاخر والاعتناء به.