عادل السنهورى

الشيخ المسلوب .. الأزهرى نقيب الموسيقيين

الثلاثاء، 26 مايو 2020 11:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

محمد عبد الرحيم المسلوب، الموسيقي المعمر، الشيخ الأزهري، رأس الغناء المصري ، وأستاذ أعلام هذا الفن، ورائدهم الأكبر..عاش ما يقرب من 130 عاما، تخللت ثلاثة قرون، فقد ولد قبيل الحملة الفرنسية على مصر، وعاش القرن التاسع عشر كاملا، والعقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين.. كان عمره يقترب من الستين حين ولد محمد عثمان، وفي العام الذي ولد فيه سيد دوريش كان المسلوب قد تجاوز التسعين، لكنه عاش بعد درويش أربع أو خمس سنوات.

تلقى المسلوب تعليمه الأولي في الأزهر، واشتغل منشدا في الموالد، ثم وجد في نفسه قدرة وميلا إلى التلحين، فاتجه بقوة إلى تحصيل علوم المقامات والإيقاعات، وحفظ الموشحات حتى صار راوية كبيرا لها.

عاش الشيخ المسلوب حياة طويلة، وإن كان لا يعرف عام ميلاده على وجه الدقة، فبعض الكتابات تقول أن الشيخ ولد أواخر عهد المماليك، وتحديدا في إمارة المملوك ”البرديسي بك“.. وأنه عاش إلى عام 1928 ..وحدد بعضها عام ميلاد الشيخ بـ 1794 ، وتاريخ وفاته في 13 يوليو 1927 ..وبالطبع فإن بعض الباحثين يشككون في دقة هذه التواريخ، لاسيما تاريخ الميلاد، لكنهم متفقون جميعا على طول عمر الرجل، وأنه عاش قرنا من الزمان على التقدير الأقل.

انتقل الشيخ المسلوب من محل ولادته بمحافظة قنا بصعيد مصر إلى العاصمة القاهرة والتحق بالأزهر الشريف وتخرج فيه، ثم اتجه بعد تخرجه إلى دراسة الموسيقى.كانت حياة المسلوب حافلة بالفن والاستاذية فى اللحن والغناء بل وفى العلوم الدينية وكذلك خفة الدم والدعابة البريئة الى جانب تجارته فى بيع الاسماك ، اشتهر الشيخ عبد الرحيم بتلحين الأغاني على طريقته اللي ابتكرها لتكون نواة لأسلوب مختلف يمكن أن يكون نموذجا لإبداع فن جديد. انتشرت ألحانه وسطع نجمه وأصبح بالفعل صاحب مدرسة جديدة في التلحين والغناء، اعتمدت على الألحان المصرية المحلية اللي استمدها من الفن الشعبي. كانت هذه المدرسة هي الأساس الذي سار عليه عبده الحامولى ومحمد عثمان لاحقا في أواخر القرن التاسع عشر حيث قاما بتطوير قالب الدور القديم إلى شكله الحديث الذي ظهر في أدوار الشيخ سيد درويش واستمر حتى سنة 1938 حين لحن الشيخ زكريا أحمد آخر أدواره لأم كلثوم "عادت ليالي الهنا".

أصبح الشيخ عبد الرحيم أستاذ عصره وعلامته في الألحان والطرب وأتقن فنون الدور والموشح والأغنية الخفيفة بالإضافة إلى الإنشاد الديني وغنى من ألحانه مطرب القرن التاسع عشر الشهير محمد سالم.

يعد الشيخ أول من ابتكر موسيقي مصرية اصيلة لها طابعها الشرقي والغربي المتأثرة بالبيئة المصرية خاصة في بدايات القرن19 .كانت الميول الموسيقية السائدة في عصره هي الموسيقى اليونانية والتركية والاندلسية كان امله ان يأتي بموسيقي مصرية وعربية جديدة ذات لون شرقي ومن بيئتها واسس اول مدرسة غنائية مصرية الطابع والاداء وضع لبناتها وتفاصيلها لايجاد نفح من تراب مصر لشعب مصر ومن جوانب تجديده وعبقريته الموسيقية تطويره في غناء الطقطوقة حيث عمد إلي تغير ملامحها الفنية وإضفاء بصمته الخاصة فيما يعرف باسم "الدور "اللي جعل اعماله تغني بواسطة المطرب والمجموعة معا واسماه بالمطلع.

وشهدت مصر على يد المسلوب في اواخر القرن 18 ومع بدايات القرن 19، بزوغ اول مدرسة موسيقية وغنائية في العصر الحديث كانت متأثرة بروحها ومورثها الحضاري الفني استطاعت هذه المدرسة ان توائم بين جماليات الانشاد الديني والابتهالات والتواشيح وبين انطلاقة الغناء وحيويته وعذوبته مستحدثة مجموعة من التجديدات في الاداء والموسيقي كالدور مثلا بدلا من الطقطوقة وإيثار الحس الحي وروح البيئة من الموسيقات اليونانية والتركية .

مكانة الشيخ المسلوب بين رواد الغناء فى عصره  يرويها المؤرخ الموسيقى الكبير الراحل كمال النجمى ، فقد غضب المطرب والملحن الكبير الرائد محمد عثمان، بعد أن بلغه أن منافسه العملاق عبده الحامولي، يغني دور عشنا وشفنا، الذي لحنه عثمان وغناه، فكان له دوي في الأوساط الفنية المصرية كلها.. كان الحامولي يلحن الأدوار ويغنيها فيخلب الألباب، لكنه كان يغني أيضا أدوارا من تلحين محمد عثمان، وكان الأخير يسعد كثيرا بجريان ألحانه على أوتار الحامولي، فهو مطرب العصر الذي لا ينازع ولا يبارى.. أرسل الحامولي بعض أفراد بطانته إلى المحافل التي يحييها عثمان، ليحفظوا اللحن وينقلوه له، حتى إذا أتقنه أخذ يغنيه في محافله، فاضطر صاحب اللحن إلى رفع شكوى إلى ”شيخ أرباب المغاني“ محمد عبد الرحيم، الشهير بالمسلوب، وكان في مقام ما يعرف اليوم بنقيب الموسيقيين، وكان من سلطته أن يمنح الإذن بالغناء لمن يراه قد امتلك القدره، أو أن يمنع الدخلاء على الفن ممن أرادوا إقحام أنفسهم فيما لم يتأهلوا له.. هذه الواقعة، يرويها كمال النجمي، ويذكر أنه سمعها بنفسه من المطرب الكبير صالح عبد الحي عام 1943 ،في كازينو بديعة مصابني بميدان الأوبرا.

ويكمل النجمي: أراد المسلوب أن يوفق بين العلمين الموسيقيين، فجمعهما في مجلسه، وبادر قائلا: ”ماذا أغضبك يا سي محمد من سي عبده في غنائه لدور عشنا وشفنا؟.. أليس بينكما اتفاق على أن يغني أدوارك في أي وقت يشاء؟.. فقال عثمان: لا أعتب عليه في غناء أدواري، فأنا أسعد الناس بهذا، لكني أعترض على ما فعله بهذا الدور تحديدا، فقد وضعت نغماته من مقام الراست، فغناه الحامولي من مقام الدلنشين... ولأن المسلوب خبير بمقامات النغم، فقد أدرك على الفور التغيير الدقيق الذي قام به الحامولي في لحن عثمان، ودار بين الرجلين حوار طويل، حاول الحامولي خلاله أن يؤكد أن التغيير طفيف، لأن الدلنشين من فروع الراست، وأن ما فعله لا

يعد تحريفا للحن الأصلي“.

كانت مكانة الشيخ المسلوب ترفعه إلى مقام الحكم بين الحامولي وعثمان، وهما العلمان الكبيران، وقطبا الغناء والتلحين بلا منازع.

والمسلوب يكاد أن يكون مؤسس قالب الدور في الغناء المصري، فلم تُعرف قبله أدوار.. والدور من أهم قوالب الغناء العربي وأصعبها، وظل نحو 70 عاما الوعاء الرئيسى لروائع الغناء، والمجال الأرحب للتنافس بين عمالقة التلحين، خاصة بعد أن بلغ ذروة عليا بألحان الحامولي ومحمد عثمان، ومن جاء بعدهم، كإبراهيم القباني وكامل الخلعي، وصولا إلى داوود حسني، وسيد درويش، وزكريا أحمد.

فتحت جهود هذا الرائد الكبير، أبواب النهضة والتجديد واسعة للغناء المصري، وزادت مساحة الاحترام لمحترفي الغناء العباقرة، ولما بلغ الفن ذروته على يد الحامولي، بدأ بعض علماء الأزهر في كتابة النصوص الغنائية من قوالب مختلفة على رأسها الدور والقصيدة، ومن هؤلاء العلماء الشيخ علي الليثي، والشيخ عبد الرحمن قراعة مفتي الديار المصرية، والشيخ علي أبو النصر، والشيخ أحمد وهبة، والشيخ محمد الدرويش.. ثم انضم إليهم علمان كبيران هما محمود باشا سامي البارودي، وإسماعيل باشا صبري.

يمكننا أن نعتبر المسلوب واضع الأساس ورافع القواعد لقالب الدور، ثم جاء محمد عثمان فصعد بالقالب إلى الذروة، لتنفتح الأبواب أمام الملحنين، الذين وجدوا في الدور ميدانا رحبا للإبداع، والتفكير الموسيقي، وبلوغ الغاية في فنون الطرب.. وعرفت العقود التالية أسماء: سلامة حجازي، ومحمود الخضراوي، وعلي القصبجي، وإسكندر شلفون، وإبراهيم القباني، وداود حسني، وسيد درويش، وزكريا أحمد، وغيرهم من أساطين هذا الميدان الصعب.

ومن المؤكد أن الشيخ المسلوب لم يوف حقه في حركة التأريخ الموسيقي، بسبب حالة الانقطاع والتجهيل التي مورست ضد موسيقى عصر النهضة، وأيضا بسبب توقف المطربين عن أداء الأدوار بعد أن توقفت عنها أم كلثوم وعبد الوهاب منتصف الثلاثينات، مما حول "الدور“ إلى قالب تراثي تؤديه فرق الموسيقى العربية جماعيا، بطريقة لا تظهر جمالياته ولا توضح مساحة الارتجال الكبيرة فيه.. لكن كل رصد جاد لمسيرة الغناء وتطوره لا يمكنه أن يغفل دور المسلوب باعتباره الرائد الأكبر، والأب المعلم لأعلام هذا الفن.

كان المسلوب راوية للموشحات، وعنه تلقاها عدد من أعلام الفن، وقد عاصر الشيخ شهاب الدين محمد إسماعيل، صاحب كتاب "سفينة الملك ونفيسة الفلك"، وهو أهم مرجع في الموشحات.. لكن المسلوب لم يكن من أرباب تلحين الموشح، فلم يضع من هذا القالب، إلا موشحين، ذكرهما العالم الموسيقي الفذ كامل الخلعي، في كتابه المرجع ”الموسيقي الشرقي“، هما: رشيق القد، من مقام النوا أثر، وجل منشي حسنك، مقام جهاركاه.

الباحث الموسيقى وجيه ندا يرى ان المؤرخ الموسيقي الكبير الراحل كمال النجمي جانبته الدقة ، عندما جزم بنسبة موشح ”لما بدا يتثنى“ إلى المسلوب، وهذا الموشح -على شهرته التي لم ينلها موشح غيره- مازال مجهول الملحن.. والغالب أن الأستاذ النجمي وقع في الارتباك، بسبب أن الخلعي ذكر ”لما بدا يتثني“ ضمن قائمة موشحات مقام النهاوند وفروعه بعد أن ذكر موشح ”رشيق القد“ للمسلوب، فظن النجمي أنه له.. والتأمل الدقيق للترجمة التي وضعها الخلعي للشيخ، تثبت له التفوق في تلحين الأدوار، ولا تثبت له في الموشحات إلا الرواية والأداء المتقن، ونص الترجمة يقول: ”الشيخ محمد عبد الرحيم، الشهير بالمسلوب.. هو المنشد الشهير، والملحن المصري الكبير، وشيخ مشايخ منشدي الأذكار الصوفية، وهبه الله مزية الإتقان في إلقاء الموشحات والألحان.. كما له الباع الطويل والذوق السليم في صياغة الأدوار العربية، على الطريقة الشجية المصرية.. حفظه الله وأبقاه“.

تكاد كلمات المؤرخين والنقاد والباحثين تتطابق، عندما يتحدثون عن جهود المسلوب التلحينية، ولاسيما في فن الدور، فيرى الموسيقي والباحث السوري الراحل محمود عجان، أن المسلوب ”يعتبر زعيم المدرسة القديمة للدور، وإليه يعود الفضل الأول في ترقيته، فقد كان رئيس منشدي الأذكار الصوفية والموشحات في تلك الحقبة من الزمن، كما إنه يعتبر من أئمة ملحني الدور في عصره الذهبي، وقد لحن ما يقرب من المائة دور، ووصل فيه إلى مرحلة الإبداع والتجديد“.

ويقرر المؤرخ الموسيقى الكبير الراحل  كمال النجمي أن المسلوب ”هو الذي ارتاد طريق الدور لزملائه الملحنين قبل مئة عام، وتلقفه منه عبده الحامولي فغناه ونسج على منواله، ثم تقدم محمد عثمان فزاد فيه كثيرا حتى استكمله واستبحر في صناعته“.

وصحيح أن عثمان أدخل على الدور من التطوير والجماليات ما جعل كثيرا من المؤرخين يعتبرونه مؤسس هذا القالب، لكن التطوير لم يبنى على عدم، ولابد لها أن تكون واقعة على محل، بل على هيكل قوي واضح، وكان المسلوب هو واضع والتجديد والإضافة.. وقد بدأ محمد عثمان نفسه حياته الفنية بغناء أدوار المسلوب، كما جاء في كتاب إبراهيم شفيق ومحمود كامل عن حياة محمد عثمان.

كان الشيخ المسلوب عالما بالمقامات العربية والإيقاعات الشرقية، واتسمت ألحانه للأدوار بالتنوع والثراء، فطرق فيما لحنه مقامات عدة، وقد حصر المؤرخ الموسيقى  محمود عجان 23 دورا للمسلوب من مقام الراست، و3 من النهاوند، و4 من النوا أثر، و11 من البياتي، و2 من الحسيني، ودورا واحدا من القارجهار ”الشوري“، وواحد من الصبا، وخمسة من الحجاز، ودورين من العشاق، و5 من العراق والأوج، و3 من السيكاه، و3 من الجهاركاه.

وشاعت أدوار المسلوب عبر أصوات كبار مطربي عصر النهضة الموسيقية، وعلى رأسهم الحامولي وعثمان، ثم استمرت مع الجيل التالي، لاسيما مع دخول شركات الاسطوانات مصر، فسجل فطاحل أهل المغنى أدوار الشيخ، ويأتي في مقدمة هؤلاء المطربين: الشيخ يوسف المنيلاوي، وعبد الحي حلمي، وسليمان أبو داود، والشيخ سلامة حجازي، وزكي مراد، والشيخ أبو العلا محمد، وداود

حسني، وعلي عبد الباري، ومحمد سالم الكبير، ومحمد السبع، وصالح عبد الحي، وإبراهيم شفيق.

ومع اندثار عصر الاسطوانة، وبزوغ عهد الإذاعة وبدء عصر جديد للغناء يختلف تماما في تفاصيله وملامحه عن غناء الحقبة الحامولية، سجل بعض المطربين الإذاعيين أدوارا للمسلوب، ومنهم بديعة صادق، وكارم محمود، وعائشة حسن، وسيد مكاوي، كما سجلت الفرقة القومية للموسيقى العربية بقيادة عبد الحليم نويرة بعض أدوار الشيخ.

من أهم الأسباب التي دفعت كل من يتابع تاريخ الفن الغنائي المصري لأن يجعل المسلوب هو الرأس، والمنتهى، وشيخ الشيوخ، أن لم يصلنا لحن يعرف صاحبه، قبل المسلوب.. بالطبع هناك ألحان أقدم، لكنها مجهولة الملحن.فصار بهذا رأس الغناء المصري المدرك، وشيخه الأول، الذي حظي بالتقدير والإجلال من كل من عاصره وأخذ عنه علوم المقامات

من أدوراه "العفو يا سيد الملاح"، "البدر لاح في سماه"، "في رياض الجلنار"، "أنعم وزار زاهي الجبين"، و"أسيل خدك يتعاجب بخاله ويسحر العين"، و"جميل زمانك لك صفا"، وترك ثروة هائلة ضخمة من الألحان أصبحت مادة تراثية لأجيال من الفنانين.

أحد أشهر ألحان الشيخ المسلوب لحن أغنية "يا حليوة يا مسلينى" اللي غناها عشرات بل مئات من المطربين، والأغنية عمرها أكثر من 160 سنه حيث عرفت سنة 1850 تقريبا، لكنها حظيت بنفس الإعجاب عبر الأجيال ومازالت تغني إلى اليوم، وكثيرا ما ينسب لحنها إلى غير الشيخ عبد الرحيم مع الأسف. ويكفي لبيان تأثير لحنها الأصيل اقتباس الشيخ زكريا احمد للحن المميز في أشهر ألحانه لأم كلثوم في أغنية "حبيبي يسعد أوقاته" أو " الليلة عيد" كما اشتهرت، واللحن مقتبس كما هو تقريبا في مقدمة المذهب.

وإذا كان الشيخ المسلوب قد اهتم بالقوالب الغنائية في إطار زعامته للمدرسة المصرية الغنائية والموسيقية الحديثة فإنه يرجع إليه الفضل ايضا في انه قرب من الشعب موسيقاه وجعل للمصريين غنائهم وموسيقاهم الالية حيث اثبت البحث العلمي والتوثيقي ان اول موسيقي مصرية صميمة قدمها الشيخ المسلوب ودونها قائد الموسيقات العسكرية الاميرلاى "عميد "محمد ذاكر بك لكي تعزفها موسيقا الحرس الخديوي. ومن اهم المناسبات والاحداث الفنية التي استمع فيها شعب مصر لموسيقي الشيخ المسلوب بصوته واصوات تلاميذه المشايخ محمد الشلشموني وعبده الحامولي ومحمد عثمان ،احتفال الخديوي إسماعيل بعرس اولاده الذي استمر اربعين ليلة حتي ان بعض المؤرخين وصف هذه الاحتفالات قائلا :إنها فاقت اساطير الف ليلة وليلة وقد اشترك في إحيائها جميع مطربي العصر وتباري رجال الموسيقي والغناء في وضع المقطوعات الموسيقية الخاصة بتلك الحادثة وابدع الشيخ المسلوب في تلحين مجموعة من الادوار الفذة

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة