كتبت مقالا مع بدء أزمة وباء كورونا فى مصر، تضمن إشادة وتقدير بدور الأطباء والممرضين، ونُشر فى نفس هذه المساحة، يوم 29 مارس الماضى، تحت عنوان "تحية لكتيبة الأطباء والممرضين.. والعار للخونة والدجالين والمحتكرين والمستغلين".. وأكدت فيه أن كتيبة الأطباء والممرضين، يلعبون دور البطولة فى معركة مواجهة فيروس كورونا، بثبات وتفانٍ غير مسبوقين، الجميع يسارع لمقدمة الصفوف لإنقاذ المصابين، ويواصلون العمل ليل نهار فى المستشفيات، ويعيدوا الألقاب التى كانت تطلق عليهم فى الماضى، مثل الحكيم، وملاك الرحمة، للأذهان من جديد."
وذكرت في المقال أيضا أن أطباء مصر وممرضيها، بجانب رجال الجيش والشرطة، يشكلون مثلث إنقاذ حياة الناس من أخطر فيروس يواجه العباد ويهدد حياتهم للخطر الداهم، لذلك وجب علينا جميعا أن نضع هؤلاء الأبطال فوق الرؤوس، وبين شفرات العيون.
لكن فوجئنا خلال الساعات القليلة الماضية بقلة من الأطباء يخرجون في تنسيق يرصده المواطن المصرى البسيط قبل المثقف، بتقديم استقالاتهم، احتجاجا على ما أسموه الإهمال الذى يعانى منه طاقم الأطباء من وزارة الصحة، وبالبحث والتنقيب عن أفكار وتوجهات بعض هؤلاء الأطباء، تبين أنهم ينتمون لجماعة الإخوان، وهو أمر معلن على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك وتويتر"، بوضوح ودون أية لبس.
ومن المعلوم بالضرورة، أن القيادات البارزة التي تدير جماعة الإخوان الإرهابية، هم أطباء، من عينة عبدالمنعم أبوالفتوح، والذى كان ناشطا بارزا في نقابة الأطباء، وشغل منصب الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، ومحمود عزت، أستاذ الفيروسات بكلية طب الزقازيق، وأهم قيادة إخوانية قبل 25 يناير وبعدها، وحسن هويدى، رغم إنه سورى الجنسية وكان يشغل نائب مرشد الجماعة في الخارج، إلا أنه كان طبيبا أيضا، وعصام العريان، وكان يشغل الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، ومصطفى الغنيمى، والذى كان يشغل الأمين العام لنقابة أطباء الغربية، ومحمد البلتاجى، طبيب الإذن والأنف والحنجرة، ومحيى حامد، أخصائى الأنف والأذن.
بل محمد بديع المرشد العام للجماعة، نفسه، طبيب بيطرى، ومن ثم فإنه يمكن التأكيد وبضمير مستريح، بعد حالة المزايدات والمن من القلة الإخوانية، أن هؤلاء الذين يؤلبون الأطباء والممرضين، ويلوحون بالاستقالات، ينفذون خطة محكمة، وضعتها الجماعة في تركيا، وبالتزامن مع ظهور اللص الهلفوت، المقاول الفاشل، فجأة، وهى أمور يمكن ادراكها بسهولة، ولا تحتاج لقريحة العباقرة..!!
تلويح القلة من الأطباء معلومى التوجه والأفكار والانتماء، لجماعات، بالاستقالة، والهروب من مواجهة معركة كورونا، يدفعنا دفعا للمقارنة بينهم، وبين ضباط الجيش والشرطة، الذين يذهبون رغبة وطواعية لسيناء، لتطهيرها من دنس الإرهاب، وهم يعلمون إنهم يذهبون للشهادة، بكل شجاعة وإباء.
أعلم أن الإجماع من أطباء مصر، يرفضون تصرفات القلة "الإخوانية" ويستنكرون مزايداتهم، ومحاولة المتاجرة بصحة وحياة الناس، فلا يمكن لطبيب مهما كان انتمائه، أن يتاجر بأرواح الناس لخدمة مصالح وأهداف سياسية، لكن، الأمر واضح وضوح الشمس أن هؤلاء ينفذون خطة الجماعة للاستثمار السياسى في أزمة كورونا، وهو أردأ وأحط أنواع المتاجرة..!!
أزمة كورونا ستنتهى، ومصر ستعبر الأزمة لا محالة، ولكن تبقى عملية الفرز قائمة، ولا تموت بالتقادم، ولا يمكن أن ينسى الشعب المصرى، من تقدم صفوف المعركة، ومن هرب من الميدان، ومن يحاول الاستثمار الأسود في أرواح الناس، ومن وقف بشجاعة يؤدى دوره بكل تفان لإنقاذ أرواح المرضى والمصابين..!!