قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن صناعة الطيران تستعد لتغييرات كاسحة للسفر الجوى فى فترة ما بعد الوباء، مشيرة إلى أن تجربة التحليق ستكون مختلفة تماما، فى الوقت الذى يحذر فيه القائمون على الصناعة من الأسعار المرتفعة والطوابير الطويلة.
وتحدثت عن مخاوف بعض المسافرين، بينهم تينا التى وقفت فى مطار شارل ديجول فى فرنسا مع ابنتها التى تبلغ من العمر عام ونصف فى انتظار رحلتها للعودة إلى منزلها بلندن. وكان الرحلة ممتلئة دون مقاعد بينها وبين الآخرين، مضيفة أنهم لم يقوموا بإجراء تصوير حرارى وهو ما أقلقها.
لكن هذا سيتغير قريبا لأن شركة ADP التى تدير المطار، وضعت فحوصات حرارية هذا الشهر لمسح الركاب فى الوقت الذى تسارع فيه صناعة السفر الجوى لاستعادة الثقة بين المسافرين وإعادة تشغيل قطاع تدمر بسبب الوباء.
وأظهر الوباء الإشارات الجسدية لما أصبح سريعا العادة الجديدة. وظهرت علامات المسافة الاجتماعية على الأرض أمام مكاتب الفحص، بينما تحمل المقاعد فى صالات المغادرة ملصقات تحذيرية بضرورة الحفاظ على مسافة، وسيتم توفير الماسكات والمعقم فى كل المداخل لمن يطلعون إلى السفر.
وقال شاشنك نيجام، الرئيس التنفيذى لشركة استشارات فى مجال الطيرات "سيمبليفلاينج" إنه تماما مثل بعد 11 سبتمبر، عندما احتاج المسافرون للتأكد من عدم وجود أسلحة على متن الطائرة، سيحتاجون إلى طمأنة شركات الطيران والمطارات بعدم وجود فيروسات على متنها.
وتصر أغلب شركات الخطوط الجوية والمطارات على ارتداء كل الركاب والعاملين الكمامات وأيضا تقدم مطهرات الأيدى وتجرى تعقيم كبير لقمرة القيادة. حيث أن الصناعة حريصة على طمأنة الركاب بأن السفر الجوى آمن.
ويقول جيم هاس، مدير تسويق المنتجات فى شركة بوينج إن الهواء على متن الطائرة خالى من الفيروس بفض فلاتر هيبا على كل الطائرات الحديثة، والتى تنقى الهواء حتى جودة مكان العمليات بإحدى المستشفيات.
وبعض المطارات فى هونج كونج ذهب خطوة أبعد بإجراء اختبار كوفيد 19 فى صالات الوصول، وفى المستقبل يمكن أن تكون جوازات سفر المناعة مدرجة كأحد إجراءات الأمن الحيوى.
وقال أندرو تشارلتون، المستشار فى شئون الطيران إن الشهادة الصحية ستكون بقدر أهمية التأشيرة.
وسيبدو الرحلات الجوية أكثر اختلافا، فبعض الخطوط الجوية لن تقدم الغذاء، أو ستقدم معلبات فى أفضل الأحوال، وسيتم إزالة المجلات. كما سيمنع على عملاء بعض الشركات من الاصطفاف أمام المراحيض، وبعض الشركات مثل إيرفرانس قدمت فحص حرارى قبل الصعود على متن الطائرة.
يأتى هذا فى الوقت الذى يأمل فيه الكثير من شركات الخطوط الجوية بالتعافى مع بداية يوليو وإنهاء الإغلاق المستمر منذ ثلاثة أشهر، والذى أدى إلى تركها بلا عائدات تقريبا وفقدان عشرات الآلاف من الوظائف.
وقد نشرت المفوضية الأوروبية خطة هذا الشهر تتوخى الرفع التدريجى المنسق للقيود الحدودية حيث تفتح البلدان والمناطق ممرات آمنة فيها الظروف الوبائية.