تستند الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان إلى الآيات القرآنية من أجل الوصول لأغراضهم الدنيئة والبعيدة عن التعاليم الصحيحة، وبررت لنفسها من خلال تفسيرات خاطئة للدين القتل والسلب باسم الدين الإسلامى، وطوال تاريخهم استخدموا بعض الأدبيات القديمة، مستخدمين مصطلح مثل "الزبانية" ليرموا به رجال الأمن ومعارضيهم ومحاربيهم من الأبطال فى جنود الجيوش العربية.
لكن يبدو أن جهل قادة هؤلاء الجماعات التفكيرية بأمور الدين، واللغة، جعلهم يطلقون العديد من المصطلحات دون أن يعرفوا معناها، فاصبحوا يطلقون كلمات أصلها تمجيد على إنها تقليل، ويطلقون أسماء أخرى لعلها من الأفضل أن تطلق عليهم لكنهم يرمون بها رجال الجيوش العربية.
وبحسب المعجم اللغوى، مصطلح "زَّبَانية" جمع زِّبْنِيّ، والزَّبانِيَةُ : الشُرَطة، حفَظة الأمن فى البلاد مفرد زِبْنِيّ: وهم ملائكة العذاب الغلاظ الشِّداد الموكَّلون بدفع أهل النار إليها.
ووفقاً لعدد من المصادر الإسلامية، كان مستعملاً فى معنى ملائكة العذاب، ولكنه أعم من ذلك، فهو يشمل الشًرط والمتمردين، قال ابن الجوزى فى زاد المسير: قال قتادة: الزبانية فى كلام العرب الشرط، قال الفراء: كان الكسائى يقول: لم أسمع للزبانية بواحد، ثم قال بأخرة واحد الزبانية زبنى، فلا أدرى أقياسا منه أو سماعا، وقال أبو عبيدة: واحد الزبانية زبنية، وهو كل متمرد من إنس أو جان، يقال فلان زبنية عفرية، قال ابن قتيبة: وهو مأخوذ من الزبن وهو الدفع كأنهم يدفعون أهل النار إليها، قال ابن دريد: الزبن الدفع يقال ناقة زبون إذا زبنت حالبها ودفعته برجلها، وتزابن القوم تدارؤوا، واشتقاق الزبانية من الزبن.
وجاء فى القرآن الكريم قوله تعالى: "فليدع ناديه سندع الزبانية" وتم تفسيرها عند أغلب المفسرين، فليدع ناديه أى أهل مجلسه وعشيرته، فليستنصر بهم سندع الزبانية أى الملائكة الغلاظ الشداد.
ويذكر الباحث على أحمد فى دراسة بعنوان "الزبانية فى القرآن" أنه وردت فى القرآن آية "فليدع ناديه سندع الزبانية" وغلب على المفسرين قولهم أن الزبانية هم الملائكة، وأما أوصافهم كما يرد أن أرجلهم فى الأرض، ورؤوسهم فى السماء وهم يدفعون الكفار فى جهنم، وقيل: إنهم أعظم الملائكة خلقا، وأشدهم بطشا.
وتابع أن "الزِّبْنِيَةُ" هى: كل متمرّد من الجن والإِنس، الزَّبانِية عند العرب الشُّرَطُ، وكله من الدَّفْع، وسمى بذلك بعض الملائكة لدفعهم أَهل النار إليها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة