لقد أولت القيادة السياسية اهتماما كبيرا للمرأة حريصة فى كل مؤسساتها على تمثيل المرأة فى المناصب القيادية والتنفيذية وما أكد هذا جليا حرص مصر على اتباع نظام الكوتا لضمان تمثيل مناسب للمرأة.
وفى الغالب سوف تكون المرأة المهتمة بالعمل السياسي تكون هى ذاتها المنخرطة بالعمل الحزبي. ولكن هل الأحزاب السياسية حريصة هى الأخرى على تمكين المرأة مواكبة توجهات القيادة السياسية؟ أم أن الدولة تعمل فى منحى والأحزاب السياسية إلا ما رحم ربي فى منحى مغاير تماما. فى الحقيقة لا أجد تفسيرا ملائما لما يحدث داخل الأحزاب المصرية أو على الاقل الأحزاب الكبيرة والعريقة الأصل أى منهم وجدنا فيه المرأة تحتل منصب رئيس حزب أو أمين عام أو حتى سكرتير عام أو على الأقل متحدثا رسميا.
فى الغالب يحتل الرجال مثل هذه المناصب وكأنها خلقت خصيصا لهم وتنحصر المرأة أغلب الأحيان فى لجان المرأة أو فى الأعمال الخدمية أو الإجتماعية التى تقوم بها الأحزاب أو تنحصر فى الدور التنظيمى لتنظيم الفعاليات وترتيب الندوات والمؤتمرات على غرار الدور الوظيفى اللصيق بالمرأة وهو ترتيب المنزل, وقد فسر البعض أن هذا يعود لكثرة عدد الرجال المنخرطين بالعمل السياسي مقارنة بأعداد النساء المهتمات بالعمل السياسي ولكن هل هذا مبرر؟ اذا كان هذا منطق فلابد أن نتسائل لماذا حتى هذه القلة القليلة من النساء المنضمات للأحزاب السياسية لا تشغل مناصب قيادية هامة داخل أحزابها.
الأحزاب تحرص على وجود المرأة للحفاظ على الشكل العام فقط ولكن الحقيقة الغائبة هو الدور الحقيقي الذى لا تلعبه المرأة داخل الأحزاب, وهو المشاركة الحقيقية والدور الفعال والايجايبي والذى يبدأ بتمكين المرأة تمكينا حقيقيا وليس صوريا, والتمكين لابد أن يكون بمفهومه الواسع أى لا يقتصر على تولى المناصب لمجرد ملىء فراغات المناصب الحزبية غير الهامة لتتولاها المرأة.
بل التمكين المقصود هو إعادة تأهيل المرأة وإعدادها لتكون كادر سياسي حقيقي قادر على قيادة العمل السياسي وذلك من خلال الدورات والندوات والمؤتمرات التى تعقد داخل الأحزاب وتساهم فى اعداد وتكوين بل وتقوية النساء ليكن قادرات على القيادة والتنظيم والعمل الاجتماعي والحزبي وقادرات على الخوض فى منافسات انتخابية حزبية وغير حزبية خاصة اننا على أعتاب انتخابات برلمانية ومحلية قريبة.
فمن الأولى ان تكون المرأة الحزبية هى الأقدر على المنافسة من غيرها بل وتكون الأولى فى قيادة باقى النساء غير الحزبيات فتصبح هى الشعلة المنيرة فى درب الكثيرين وتقوم بتدريب وتوعية اخرين غيرها وحثهم على المشاركة فى العملية الانتخابية والادلاء بأصواتهم وتشجيعهم على خوض المنافسات الانتخابية فى مواقعهم السكنية, فالمرأة الحزبية الواعية الممكنة داخل حزبها سوف يجنى منها المجتمع الكثير من النجاحات . لذا تحتاج المرأة الدعم والتمكين داخل أحزابها أولا وتفعيل دورها واعطائها الفرص الحقيقية وليست الشكلية لاثبات قدراتها فهي ليست بروش فى جاكيت الأحزاب السياسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة