كشف باحثون أن تشريح الجثث الدقيق لعشرة ضحايا أمريكيين من أصل أفريقى لفيروس كورونا أظهر أن رئتيهم كانت مسدودة بجلطات دموية، وقال فريق البحث فى كلية الطب بجامعة نيو أورليانز للطب والصحة بأمريكا إن جميع المرضى العشرة كان لديهم أيضاً أمراض مزمنة كامنة ثبت أنها تفاقم العدوى، بما فى ذلك ارتفاع ضغط الدم والسكرى والسمنة.
وبحسب موقع "CNN" الأمريكى، قال الباحثون إن النتائج التى نشرت فى دورية لانسيت لأمراض الجهاز التنفسى قد تساعد فى تفسير سبب معاناة ذوى البشرة الداكنة أكثر بكثير من مرض كوفيد 19 فى الولايات المتحدة وفى بعض الدول الأخرى مثل بريطانيا.
وقال الدكتور ريتشارد فاندر هايدى، رئيس قسم علم الأمراض فى كلية الطب بجامعة نيو أورليانز: "وجدنا أن الأوعية الصغيرة والشعيرات الدموية فى الرئتين تعرقلها جلطات الدم والنزيف المرتبط بها ما ساهم بشكل كبير فى وفاة هؤلاء المرضى".
ووجدوا أيضًا علامات للدم تسمى D-dimers، وهى علامات على أن الجسم يعمل على تكسير جلطات الدم.
وقال فاندر هايدى: "السمنة كانت عاملاً مشتركاً بين ضحايا كورونا، حيث تعمل الأنسجة الدهنية على تنشيط المواد الكيميائية الالتهابية - وهي إحدى الآليات التي تكمن وراء ارتباط السمنة بمجموعة متنوعة من الأمراض.
وتولد عدوى كورونا المزيد من الالتهابات، والتى يعتقد الأطباء أنها متورطة فى الضرر الذى تسببه Covid-19، وربما فى توليد جلطات الدم.
وفى جميع أنحاء الولايات المتحدة أبلغ الأطباء الذين يعالجون مرضى كورونا أن أجسادهم مليئة بـ جلطات دموية وأظهرت بعض الدراسات المبكرة أن علاج المرضى بمضادات التخثر يمكن أن يساعد ويحسن الحالة.
وكان جميع المرضى العشرة قد جاءوا إلى المستشفى بعد 3 إلى 7 أيام من السعال وحمى خفيفة وانهارت حالتهم الصحية فجأة أو واجهوا صعوبة مفاجئة فى التنفس.
قال فاندر هايدى "أحد الأشياء التى يراها الناس مع فيروس كورونا الآن هو عاصفة السيتوكين التى يولدها الفيروس".
وعاصفة السيتوكين هى فيضان جهاز المناعة الالتهابى الذى ينتجه بعض الناس استجابة للعدوى.
وأضاف "يمكننا رؤية التأثيرات الفيروسية فى الخلايا فى الرئتين".
كورونا و البشرة السمراء
وقال فاندر هايدى إن الفيروس التاجى نفسه قد يسبب التأثير، أو قد يكون لدى المرضى المتأثرين استعدادهم الخاص لعواصف السيتوكين وتخثر الدم، مضيفا "يمكن أن تكون هناك جميع أنواع العوامل الوراثية".
وما لم يره علماء الأمراض هو التهاب القلب، نتيجة لفيروس كورونا، فى حين قال الأطباء فى الصين إنهم رأوه فى مرضاهم.
كما أنهم لم يروا أى دليل على ما يعرف بالعدوى الثانوية عند المرضى، حيث لم تقفز أى بكتيريا أو فطريات على الجسم وقت وجود الفيروسات.
وكتب الباحثون "نلاحظ أيضا أن اثنين من مرضانا تتراوح أعمارهم بين 40 و50 عاما، أصغر من أولئك الذين يعتقد أنهم عموما عرضة لخطر الوفاة بسبب كورونا".
وكتب دنيس مكجوناجل من جامعة ليدز ببريطانيا وزملاؤه فى تعليق مرتبط أن النتائج قد تلقى الضوء على سبب معاناة ذوى البشرة السمراء بشكل عام من مرض كوفيد 19 فى المملكة المتحدة.
وكتبوا: "من سمات وباء فيروس كورونا زيادة معدل الوفيات بين الجماعات العرقية السوداء والآسيوية والأقليات في المملكة المتحدة ، ما أدى إلى قيام حكومة المملكة المتحدة بتشكيل فرقة عمل للتحقيق في حالات الطوارئ".
وفي الولايات المتحدة ، كانت نسبة الوفيات الناجمة عن كورونا مرتفعة بشكل خاص في المجتمعات الأمريكية الأفريقية في المدن الكبيرة.
كورونا
ووجدت دراسة أخرى من نيو أورلينز نشرت في مجلة نيو إنجلاند الطبية أن عددًا كبيرا من مرضى كوفيد 19 في المستشفيات كانوا من أصل أفريقي أمريكي.
وأفاد الباحثون أنه في حين أن 31% من المرضى المعتادين هم من ذوي البشرة الداكنة، فإن 77% ممن عولجوا من الفيروس التاجي كانوا من ذوي البشرة الداكنة و70% ممن ماتوا كانوا من ذوى البشرة الداكنة.
وكتب الدكتور إيبوني برايس هايوود وزملاؤه: "كان لدى المرضى السود معدل أعلى من البدانة والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى المزمنة مقارنة بالمرضى البيض"، لكنهم قالوا إن هناك عوامل كثيرة تكمن وراء الاختلافات العرقية.
وكتبوا "قد تعكس الاختلافات العرقية الكامنة في أنواع الوظائف التي قد يكون لها خطر متزايد من تعرض المجتمع على سبيل المثال، مهنة الخدمة.
والاختلافات العرقية التي لوحظت قد تعكس أيضًا الاختلافات في انتشار الحالات المزمنة التي يبدو أنها تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات شديدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة