تناول كتاب الخليج فى مقالاتهم، اليوم الخميس، عددا كبيرا من القضايا العربية والدولية وعلى رأسها مرحلة الوعى خلال الفترة المقبلة، مؤكدين أن فيروس كورونا القاتل لا يزال بيننا، المستشفيات فى العالم تستقبل كل يوم نحو 40 ألف مصاب، ويُدفن ألف شخص. ولأن المقاهى ستُفتح، والموظفون سيعودون للعمل، والشعور الآن، بأن العالم عاد معافى، هو فى الواقع مجرد وهم، وبإمكانكم مطالعة الإحصاءات اليومية، والأرقام، كما تعلمون، أبلغ من البيانات الإنشائية.
انتهى الحجر ولم ينته الخطر
عبد الرحمن الراشد
فى صحيفة الشرق الأوسط سلط عبد الرحمن الراشد الضوء على صعوبة المرحلة المقبلة، قائلا "للتذكير، فيروس كورونا القاتل لا يزال بيننا. المستشفيات في العالم تستقبل، كل يوم، نحو 40 ألف مصاب، ويُدفن ألف شخص. ولأن المقاهي ستُفتح، والموظفون سيعودون للعمل، والشعور الآن، بأن العالم عاد معافى، هو في الواقع مجرد وهم، وبإمكانكم مطالعة الإحصاءات اليومية، والأرقام، كما تعلمون، أبلغ من البيانات الإنشائية.
لكن ورغم أننا نعرف أن الخطر يترصدنا فى المكاتب والمساجد والمقاهى، فإن الحجْر ليس بالحل الدائم ولا المناسب بل مخاطرة لا تقل عن خطر كورونا.
صحيح أن الحجْر على الناس فى منازلهم لا يقلل فرص الإصابة بالوباء فقط، بل، أيضاً، قلل من الجرائم وحوادث السيارات وغيرها، مع هذا فهو ليس حلاً بل كان وسيلة لعبور المرحلة الانتقالية المؤقتة، وقد شرعت معظم الحكومات فى العالم هذا الشهر فى رفع القيود تدريجياً، وخلال شهرين ستعود الحياة طبيعية، إلى ما كانت عليه قبل الجائحة وإن كان الخطر على الناس لا يزال قائماً.
بعد التخلى عن الحجْر واستمرار الوباء فإن الذى يمكن أن يقلل من الخطر، هو الوعى بالخطر نفسه، والتعامل معه بالحذر المطلوب. مثل حوادث السيارات، لا يمكننا أن نتوقف عن القيادة أو عبور الشوارع، لكننا نربط حزام الأمان ونلتزم تعليمات السلامة، ونرجو أن يكون ذلك كافياً. تركز منظمة الصحة العالمية على القول إن السلاح الرئيسي هو غسل اليدين عشرين ثانية على الأقل. لماذا، كما لو أن الفيروس يفهم معنى عشر أو عشرين ثانية؟ النصائح وترديدها لا يكفي، لا بد من إقناع الناس مثلاً بغسل اليدين عشرين ثانية. وقد وجدت الرد العلمى المقنع:
لا بد من فرك اليدين بالماء الدافئ والصابون لفترة معينة، وهى: 20 ثانية، إليك لماذا:
يبدو فيروس (كورونا) مغطّى بأبراج مدببة، فيظهر كأنه محاط بتاج، وهو عبارة عن طبقة من الدهون.
من هنا تأتى أهمية الصابون، أو الكحول، بإذابة هذه الشحوم أو الطلاء الدهنى للفيروس، وبعدها لا يستطيع أن يلتصق بالخلايا البشرية. وقد تبيّن علمياً أن غسل اليدين أقل من 20 ثانية لا يكفى، وإنما غسلهما 20 ثانية كاملة مع فرك اليدين بالماء الدافئ والصابون جيداً، للقضاء على قدرة الفيروس.
غسل اليدين عملية يجب أن تتكرر مرات عديدة في اليوم وفي كل مرة يشعر المرء أنه ربما لامس الأشياء أو تعامل مع الآخرين.
منظمة الصحة العالمية أنفقت عشرة ملايين دولار من أجل إيصال هذه الرسالة إلى العالم عسى أن يدرك الجميع النصائح الخمس الذهبية: أولاها غسل اليدين، ثم استخدام المرفق أمام الفم، والثانية تحاشي استخدام اليدين في لمس الوجه، والثالثة المهمة جداً تجنب لمس الوجه وتحديداً الفم والأنف والعينين، والرابعة، حافظ على المسافة مع الآخرين؛ متر على الأقل، والرذاذ، وقد لا تراه، خير وسيلة نقل للفيروس، وأخيراً إن شعرت بحمى وارتفاع الحرارة وسعال فعليك أن تفحص أو تعزل نفسك. كل هذه الواجبات الطوعية علينا جميعاً أن نلتزم بها حتى يعلَن عن ظهور وتوفر علاج أو لقاح ينهي حالة الطوارئ العالمية.
إنما لا وعي من دون برنامج توعية فعال، فسنعرف عن فشل البرنامج، بعدم التفاعل إيجابياً مع الرسائل والإرشادات، من ارتفاع الإصابات والوفيات، وحينها ستضطر السلطات إلى العودة إلى الحجْر على الناس. الحكم هنا هو الأرقام التي تكشف أنهم غير ملتزمين بالقواعد البسيطة الضرورية للسلامة العامة.
تطبيقات مجانية
على العمودي
تحت عنوان : تطبيقات مجانية كتب على العمودى فى صحيفة الاتحاد الإماراتية عموده على السوشيال ميديا، قائلا شهدت أيام عيد الفطر المبارك إقبالاً واسعاً من الناس على التطبيقات المجانية للمحادثات الصوتية والمرئية، والمتاحة على المتاجر المعروفة، وذلك بسبب متطلبات التباعد الجسدي والتزاور عن بُعد، التزاماً بالإجراءات الاحترازية التي دعت لها الدولة في ظل الظروف السائدة جراء جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد- 19.
وكان مستخدمو هذه التطبيقات يعبرون عن سعادتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتوافر هذه التطبيقات المجانية التي أتاحت لهم الاطمئنان على أعزائهم وتبادل تهانى العيد معهم، ما خفف من وطأة الواقع الجديد الذى فرضته الجائحة. وبذات القدر أيضاً ثارت التساؤلات مجدداً عن سر إصرار هيئة تنظيم الاتصالات وموفرى الخدمات، على حجب مثل هذه الخدمات المتاحة مجاناً فى كل دول العالم.
كان متوقعاً من الجهتين، ومع الظروف السائدة المبادرة من باب المسئولية المجتمعية على أقل تقدير، الإعلان عن توفير التطبيقات المجانية دون أى مساومات، أو مناورات كما حصل مع باقات التعلم عن بُعد.
توسعت الأحاديث وتشعبت لتطرح دعوات قديمة متجددة بضرورة فتح الباب للمزيد من شركات الاتصالات لتكون هناك منافسة حقيقية تصب في مصلحة المستهلك بدلاً من الوضع الحالي، وما ترتب عليه من ممارسات احتكارية وأسعار تعد الأغلى قياساً بدول الجوار والعالم.
من أطرف التعليقات ما كانت تعقيباً على مقطع مصور لشخصية معروفة من الأعيان كان يشكو بطء النت فى دارته، وكذلك من صعوبة توافر خدمات "الواي فاي" بالشكل المطلوب في مختلف المناطق، وهي المتاحة مجاناً فى العديد من دول العالم، بل هناك مدن وعواصم وأحياناً بلدان، مثل لوكسمبورج، وكذلك ليختنشتاين كلها مشبوكة بـ"واى فاى" مجانى، وقالوا: إذا كان مثله يشكو، فماذا عن حال العامة مع بطء وضعف "النت" فى البيوت؟ ومواصلة رحلة "ترقية الباقات" المستمرة لعل وعسى أن تكون أفضل وأسرع.
الممارسات الجارية من قبل موفري خدمات الاتصالات لدينا دفعت بالناس للبحث عن بدائل، ومنها أحياناً غير قانوني، وبعضها يحمل مخاطر ارتياد مواقع ومنصات قد تكون شراكاً وفخاخاً لقراصنة المعلوماتية والمبتزين، والتي لا يميزها بسهولة الإنسان غير العارف بدهاليز هذا العالم الافتراضي.
نتمنى أن نسمع قريباً عن مبادرة من موفري خدمات الاتصالات لإتاحة الخدمات المرئية المجانية المرتبطة بمواقع التواصل، مبادرة تحسب لهم كجهد في مكافحة كورونا.
يوم.. مرحلة جديدة للوعي والمسؤولية
عبدالمجيد النهدي
أما الكاتب عبدالمجيد النهدي سلط الضوء على أهمية مرحلة الوعى الفترة المقبلة بصحفية الرياض السعودية، قائلا عكست الأزمة تلاحماً بين القيادة والشعب كان أنموذجا فريداً لفت أنظار العالم، كما كان حرص قيادتنا على سلامة كل من يعيش على أرض المملكة مثالاً لحكومات العالم.
اليوم الخميس 28 مايو.. ننتقل لمرحلة جديدة بإذن الله في التعامل مع جائحة كورونا وفق تقييم صحي دقيق يمنحنا السرعة في تعديل المنهج ومراجعة المسار متى ما دعت الحاجة.
لأنه أصبح من الضروري تهيئة الجميع لممارسة حياتهم الطبيعية أو حتى شبه الطبيعية في ظل وجود الفيروس، حيث التعايش مع الواقع أفضل من الحجر طويل الأمد، خاصة مع فرص احتواء الوباء وانخفاض متوسط العدوى الثانوية لانتشار الفيروس، وصولاً لزوال الأزمة بإذن الله.
هذه المرحلة الجديدة بدأت بها الدول الأوروبية قبل أسابيع وحان الوقت لمنطقتنا لتنفيذها، حيث ثبت عدم فاعلية الحظر الجزئي، فإما الحظر الكامل مع استحالة تنفيذه لفترات أطول، أو وضع سياسة للتعايش اعتماداً على الخبرات المكتسبة خلال الفترة الماضية.
ومع حصاد تجربة الشهور الثلاثة الماضية ونجاح الحظر في محاصرة الداء قدر الإمكان والتوسع في استكشاف الحالات المصابة، ورغم ما كلف ذلك حكومتنا من مليارات الريالات وجهودها وإجراءاتها الاستباقية التي حظيت بإشادات الجميع، أصبح كل فرد مسؤولاً عن نفسه ومحيطه في بيته وعمله وأي مكان يتردد عليه.
لقد بدأت المملكة القرارات الصارمة تجاه كورونا قبل معظم دول العالم، وها هي الآن تعلن عودة الحياة لطبيعتها بتاريخ 20 يونيو بمشيئة الله.
بالرغم من تجربة منع التجول والحجر قاسية بعض الشيء، لكنها مفيدة بالتأكيد، فقد علمتنا الالتزام والانضباط وكيفية التعايش مع تجارب جديدة طارئة وأسست لإعادة ترتيب أولوياتنا ولمزيد من التقارب الأسري، كما علمتنا التخلص من الكثير من الأشياء غير الضرورية.
وعكست الأزمة تلاحماً بين القيادة والشعب كان أنموذجا فريداً لفت أنظار العالم، كما كان حرص قيادتنا على سلامة كل من يعيش على أرض المملكة مثالاً لحكومات العالم.
وبنظرة سريعة على التجربة، نجد أنه إلى جانب التدابير الصحية الوقائية والعلاجية، فإن البعدين الاقتصادي والسياسي دخلا جدياً في كافة الحسابات، حيث واجهت دول عديدة الكثير من الصعاب وعاشت وقع ألم الفقد والحظر والتباعد القسري وتوقف الحياة بشكلها المعتاد وخسائر اقتصادية متتابعة وفقدان ملايين الوظائف خلال الأشهر الماضية.
جائحة كورونا القت بظلالها على العالم العربي والعالم أجمع وفشلت دول كبيرة في مواجهتها ونجحت المملكة بفضل من الله ثم قيادتنا الرشيدة بتجاوزها حيث انتهجت المملكة في إجراءاتها الاحترازية للتعامل مع فيروس كورونا، سياسة خاصة حرصاً على سلامة مواطنيها في الداخل والخارج حتى لا يكونوا سبباً في انتقال العدوى - لا قدر الله - إلى أسرهم والمخالطين لهم، وكذلك شملت جهودها حماية المقيمين على أراضيها من الإصابة بالفيروس.
وقد اتخذت القطاعات المعنية المختلفة في المملكة بمتابعة مباشرة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده حفظهما الله، المزيد من الإجراءات الوقائية والاحترازية، وذلك في إطار تطوير ومتابعة مستمرة لجهود منع انتقال العدوى بالفيروس ومحاصرته والقضاء عليه، في أجواء تتسم بالشفافية التامة والوضوح والتدرج.
بالطبع كانت هناك خسائر كبيرة شملت قطاعات كثيرة، وهذا أمر مفهوم، حيث علق العمل في معظم القطاعات وألغيت كافة الفعاليات وعلقت الدراسة وقيدت حركة الانتقال، وكان لكل هذه الإجراءات تداعيات وتكلفة مادية عالية، لكن حكومتنا أيدها الله أصرت على وضع سلامة المواطن والصالح العام كأولوية قصوى حتى انقشاع الغمة.
والآن انتقلنا إلى مرحلة جديدة ستكون أقرب للتعايش، بعد أن حاصرت جهود الدولة الوباء وخففت آثاره قدر الإمكان. وحيث لا يمكن الاستمرار بخطة الحظر لفترات زمنية أطول، لأن ذلك يسبب أضراراً لا يمكن إصلاحها ونزيفاً لا يمكن إيقافه. وقد كانت فترات الحظر السابقة مفيدة جداً في توقيتاتها، لأنها أتاحت للطواقم الطبية الاستعداد وزيادة كفاءة القدرة على المسح وعزل المصابين.
وقد تكون عبارة (التعايش مع كورونا) هي الأكثر واقعية من عبارة (العودة للحياة الطبيعية)، حيث المرحلة الجديدة ليست عودة للحياة الطبيعية القديمة على الإطلاق، وإنما هي انتقال "للحياة الطبيعية الجديدة"، ولأنه ليس من الممكن على مستوى العالم العودة للحياة الطبيعية القديمة إلا بعد اعتماد تطعيم أو عقار للفيروس.
وهذا التعايش مع كورونا يعني العودة لممارسة أنشطة الحياة في ظل وجود الجائحة ومشاركتنا الحكومة في تحمل جزء من المسؤولية للحد من انتشار الوباء، وبإذن الله نحن قادرون على ذلك من خلال اتباع كافة التدابير الوقائية والوعي بكيفية التعايش مع هذه الظروف.
من المؤكد أننا سعداء، وندعو الله أن يتمم هذه الفرحة بتجاوز كلي للأزمة، لكن من المهم معرفة أننا لسنا حالياً فى الوقت الذى يسمح لنا بعودة الحياة الطبيعية، فهذا مفهوم خاطئ قد يفاقم الوباء إذا لم نأخذ بالأسباب.
إننا فى فترة التعايش مع كورونا والوطن يراهن على وعينا لعبور هذه الأزمة بأقل الخسائر.