الجيش الأبيض لقب استحقه العاملون فى الخدمات الطبية تقديرًا لجهودهم وتضحياتهم فى مواجهة تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، الذى راح ضحيته مئات آلاف الأشخاص بين قتيل ومصاب، وفى إطار الجهود العظيمة لأبطال البالطو الأبيض حول العالم، أنقذت ممرضة رئيسية عملت سابقًا فى أزمة أنفلونزا الخنازير، أرواح 13 مريضاً بالخرف من فيروس كورونا المستجد.
تدير ماريا سبولين مزرعة الكنيسة فى Skylarks فى West Bridgford فى نوتنجهام، حيث ساعدت 13 من السكان بدار رعاية مرضى الخرف، على التعافى من فيروس كورونا، وكان 5 من أصل 50 مقيما إيجابيا للفيروس فى 22 مارس، ثم أظهر ثمانية آخرون أعراض الإصابة بالفيروس التاجى، وعملت ماريا، لمدة 20 عامًا فى مستشفى جلينفيلد، فى ليستر، خلال وباء أنفلونزا الخنازير لعام 2009، لذا استخدمت تلك التجارب من الماضى لمساعدة مرضى الخرف.
وقالت ماريا: "لقد كان قرارًا صعبًا للغاية، تقييم العواقب إذا لم يكن هناك شخص مصاب بالفيروس، لكن تم احتواؤه مع الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس، فمن المحتمل أن أعرّضهم للخطر"، وأضافت أنها مرتاحة من تصرفاتها التى أنقذت المرضى وكانت فخورة بفريقها، وذلك وفقًا لما نقلته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
وظهرت الممرضة الشجاعة، فى برنامج "بريطانيا صباح الخير"، وتحدثت عن خطتها لإنشاء منطقة للمقيمين الذين ظهرت عليهم أعراض الوباء القاتل وما حدث فى اليوم الذى كان فيه عدد من المرضى يعانون من الأعراض، وقالت: "لقد كان يومًا صعبًا جدًا فى ذلك اليوم.. قدم العديد من السكان بسرعة كبيرة، واحدة تلو الأخرى مع أعراض قد تكون مرتبطة بالفيروس التاجى.. كنت أعلم أننى بحاجة إلى التصرف بسرعة، لأنه إذا كان الفيروس التاجى، فقد أردنا الحد من انتشاره قدر الإمكان".
وأضافت "وإذا لم أفعل شيئًا سريعًا، فقد خاطرنا بزيادة عدد السكان والموظفين الذين يعانون من نفس الأعراض.. لذا كان علينا العمل بسرعة كبيرة لاحتواء الفيروس.. ونظرًا لأننا دار رعاية متخصص للخرف، فلا يفهم الجميع التعليمات التى كنا نعطيها لهم، حتى أنهم لم يفهموا أهمية الابتعاد عن زملائهم المقيمين الذين عاشوا معهم".
وتابعت لذا قمنا بتطوير جناح يمكننا فيه الحفاظ على الأشخاص الذين كانوا يعانون من نفس الأعراض للحفاظ على سلامتهم ومراقبتهم ورعايتهم بفعالية مع حماية بقية السكان فى المنزل، وبينما من المعروف أن كبار السن هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس التاجى، لكن حتى 23 أبريل الماضى، تم شفاء الثلاثة عشر مريضًا بالكامل، وتم الإعلان عن أن دار الرعاية خالٍ من الفيروسات.
ويقول تقرير "ديلى ميل"، إنه خلال فترة وجودها فى مستشفى جلينفيلد أصبحت ماريا متخصصة فى الأشكال المتقدمة لدعم الحياة، وباستخدام معرفتها التى تم جمعها خلال أزمة أنفلونزا الخنازير، استخدمت المناطق فى المنزل، وهذا يعنى، بإذن من العائلات، عزل الأشخاص المصابين بالفيروس وتحويل المنطقة المشتركة فى المنزل إلى عنبر مؤقت.
من جهتها، قالت هيلين والتون، مديرة تشرش فارم سكايلارك: "مع وجود دار رعاية، تعلم أن هناك فرصة لتصل الفيروسات التاجية.. لقد ناقشت ماريا معنا ما يجب علينا القيام به حتى نكون مستعدين بشكل جيد.. وعندما تبين أن خمسة من السكان كانوا إيجابيين، تم عزلهم على الفور فى صالة مشتركة كنا قد حولناها إلى جناح مؤقت مع أسرة.. ولقد شرحنا للعائلات مسبقًا ما ننوى فعله وكانوا جميعًا سعداء بذلك".
ولفت التقرير إلى أنه "كان يعمل أربعة موظفين على مدار الساعة لرعاية المرضى، وتم عزل هؤلاء الموظفين عن زملائهم فى العمل وغيرهم من المقيمين للمساعدة فى منع انتشار الفيروس، ولقد عملوا بجد، وقاموا بتغيير الملابس والفراش والتأكد من النظافة على أعلى مستوى.. وكانت احترافيتهم رائعة".
وقالت ابنته جوليا ميرفى: "أبى، كان يقترب من عمر الـ86 عامًا، ولم يكن جيدًا على الإطلاق العام الماضى عندما أصيب بنوبة قلبية من العدم.. وكنت أفكر وأقول (يارب، لا يمكننى حتى رؤيته ليودعنا)"، وأضافت "نحن محظوظون للغاية بوجود مثل هذا الفريق الرائع هنا.. أنا مرتاحة جدا لدرجة أن الجميع يتحسن"، فيما تم تنظيف الجناح المؤقت فى المنزل بإتقان، وأبقى جاهزًا حال عودة الفيروس.