"من نشأ على حب القرآن عاش في كنفه".. أجيال جديدة في دولة التلاوة الحديثة، نشأوا وتربوا على آداب القرآن الكريم، فحرصت أسرهم على أن ينهلوا من القرآن، وأن يتخذوه أنيسا لهم، وتميزت هذه الأشبال الجديدة بالصوت العذب الصافي، ليحصلوا على مكانة لهم ويبدأوا في تأسيسها خلال الفترة المقبلة، لتواصل مصر الحفاظ على مكانتها بين دول العالم الإسلامي بأنها المورد الأول لقراء العالم، ومقصد الجميع لتعليم آداب القرآن الكريم.
خلال تلاوة القرآن الكريم
ففي أسرة بسيطة بشبرا الخيمة في القليوبية مكونة من أب وأم وأربعة أبناء، حرص فيها الوالدين على تربية أبنائهم تربية حسنة قامت على أسس القرآن الكريم، ليخرج من بينهم طفل عذب الصوت حلو المنطق، صمم على أن يستخدم هذا النقاء من الصوت في تلاوة آيات القرآن الكريم، والابتهالات الخاشعة، ونشر فيديوهات له على مواقع التواصل الاجتماعي لتنال آلاف المشاهدات واستحسان الجميع، ولم يقف عند هذا بل حرص على حفظ القرآن بأحكامه وقراءاته العشر، ةتنمية الموهبة بمدرسة الإنشاد الحديثة، لينال ثناء لجنة الابتهالات بإذاعة القرآن الكريم ويكون أصغر طفل مبتهل معتمد من الإذاعة.
القارئ محمد عادل الأعسر داخل مسجد الفتاح العليم
محمد عادل الأعسر، صاحب الـ 13 عاما، وابن مؤسسة الأزهر الشريف منارة العلم والعلماء، يؤكد أن والدته اكتشفت موهبته منذ صغره والتي تمثلت في نقاء صوته وجماله وهو ابن 7 سنوات، وتابعت معه شيئا فشيئا، حيث أن إذاعة القرآن الكريم لا ينقطع بثها بالمنزل فكان يستمع إلى كبار القراء بالإذاعة مثل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ثم يقلدهم، وكذلك كبار المنشدين كالشيخ النقشبندى، وطه الفشني، ونصر الدين طوبار، ومحمد الفيومي.
القارئ محمد عادل الأعصر مع الشيخ عبد الفتاح الطاروطي
وأكد "محمد" لـ "اليوم السابع"، أنه حفظ القرآن الكريم كاملا الآن، تحت قيادة الشيخ عمرو مطر أحد شيوخ وزارة الأوقاف، مشيرا إلى أنه يسعي لختم حفظ القرآن الكريم بتلاواته العشر والحصول على إجازة القرآن الكريم، موضحا أنه بعد اكتشاف موهبته كان يحرص والده على إمداده بتسجيلات كبار قراء مصر للقرآن الكريم والإنشاد الديني وتربي على أيديهم.
القارئ محمد عادل الأعسر
وتابع، أنه التحق بمدرسة الإنشاد الديني وتخرج منها بعد عام في مارس العام الماضي، تحت إشراف الشيخ محمود التهامي، والشيخ طه الاسكندراني، موضحا أن المنشد لابد وأن يكون على درجة من الحفظ وان يمتلك هدفا يسعي لتحقيقه وهدفي هو استعادة مكانة الانشاد والتواشيح والابتهالات الأولي، كما كانت عليه في عهد كبار المنشدين.
خلال ختمة القرآن الكريم بمسجد الفتاح العليم 3
وأوضح، أن أسرته تدعمه بشتي السبل من أجل أن ينتقل صوته العذب إلى الجميع، إلى جانب تنمية موهبته ومساعدته من أجل الحصول على حصيلة كافية لأن يكون منشدا جيدا وذا مكانة عالية، مشيرا إلى أنه يقوم بتصوير فيديوهات له أثناء أداء الابتهالات والتواشيح وقراءة القرآن الكريم ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لتلقي استحسان ودعم الجميع من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
خلال ختمة القرآن الكريم بمسجد الفتاح العليم 2
وأوضح، أنه شارك بمسابقة الإنشاد الديني والأصوات الحسنة التي نظمتها إذاعة القرآن الكريم بالتنسيق مع بوابة الأهرام، بمشاركة 200 متابق وتم إجراء التصفيات ليتم ترشيح 6 أصوات ويكون هو بينهم، لتعلن لجنة اختبار المبتهلين بالإذاعة المصرية، اعتماد اثنين من المبتهلين الفائزين، والتي نظمتها علي مدار شهر رمضان الماضي برعاية وزارة الأوقاف، والتي جاء بها بأن يتم متابعة محمد عادل الأعسر حتي بنضج صوته، وذلك نظرا لصغر سنه مقارنة بالسن القانوني المسموح به للاعتماد، يكون أصغر مبتهل بإذاعة القرآن الكريم المصرية.
خلال أحد الحفلات
واستطرد "محمد"، أنه تم اختياره ليكون أصغر قارئ ضمن مجموعة من كبار قراء مصر والعالم العربي، على أحد القنوات الفضائية طوال شهر رمضان، حيث يتم طوال الشهر تقديم تلاوات بقراءاة مختلفة وختم القرآن الكريم، مع القراء أحمد عمر هاشم، وأحمد نعينع، وعبد الفتاح الطاروطي، والشيخ طه النعماني، وغيرهم من كبار القراء، مشيرا إلى أنه يوميا يعمل على أن ينهل من خبرات كبار القراء، ليملك محصلة كبيرة من الخبرة في هذا السن، بالإضافة إلى المراجعات الجورية التي يجريها على يد شيخه ومحفظه للقرآن الكريم.
خلال أحد الحفلات
خلال ختمة القرآن الكريم بمسجد الفتاح العليم
محمد عادل الأعسر مع رفاقه
محمد عادل الأعسر
مع الشيخ أحمد نعينع
مع القارئ طه النعماني