خبر تصدر صفحات الحوادث والمواقع الخبرية، تحت عنوان :"ضبط 17 طن كبدة فاسدة في كرداسة"، "سطر واحد" كشف أزمة ضمير، وعدم مراعاة حرمة الشهر الكريم، وثقافة الطمع لدى بعض التجار، ويقظة ورصد من الأجهزة الرقابية.
الخبر يقودنا للحديث عن ما يعرف بـ"بيزنس الأغذية الفاسدة"، التي يقف ورائها هؤلاء الأشخاص الذين يحلمون بتكوين ثروات طائلة، مهما كانت الوسائل، حتى لو كانت على حساب صحة المواطنين.
المفارقة الغريبة، أننا نكافح المرض، ونواجه فيروس غامض، ونتضرع إلى الله بالعفو، ونبحث عن علاج لهذا الوباء، في الوقت الذي يظهر فيه بعض التجار عديمي الضمائر، يعرضون سلعهم الفاسدة ومجهولة المصدر على المواطنين، لتدخل الأمراض الأجساد وتنهشها من جديد، فيزداد الأمر سوءً.
"شوية بُهرات..وما حدش هياخد باله"، ثقافة سادة لدى بعض التجار والبائعين من عديمي الضمائر، يقدمون للمواطنين والصائمين، ما يضرهم، ويبيعون المرض للأبرياء بالمال، غير عابئين بالشهر الكريم، ولا مفكرين في أن الدائرة ربما تدور عليهم، فيفقدون عزيز أو حبيب، ويندمون في وقت لا يفيد فيه الندم.
ما تضبطه شرطة التموين والجهات الرقابية يومياً، من أغذية فاسدة ومجهولة المصدر، يؤكد أننا أمام أزمة ضمير، يجب أن تتغير، وأننا نعاني من أناس فسدة ضمائرهم وقلوبهم، فباعوا سلعهم الفاسدة للأبرياء، بحثاً عن تجارة سوف تبور.
هذه الضبطيات الضخمة، تؤكد أيضاً على جهود احترافية لرجال شرطة التموين، الذين يتصدون للسلع الفاسدة ومجهولة المصدر، ويحمون "قوت الناس" من الغش والتدليس، ويحافظون على صحة المواطنين.
هذه الجهود الرقابية التي تقوم بها الشرطة، يجب أن يوازيها جهود شعبية، بالابلاغ عن بائعي الأغذية الفاسدة، وعدم التكاسل أو التراجع في التصدي لهم، حتى نقي المجتمع شرورهم.