أحمد التايب

مشروع البحث للطلاب .. والإجابة المطلوبة

الأحد، 03 مايو 2020 12:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فرضت أزمة كورونا، طريقة جديدة فى عملية التقييم والتعليم لأبنائنا، وهذه الطريقة تتمثل فى المشروع البحثى، الذى يهدف إلى تعليم الطلاب مهارات جديدة، وهى العمل الجماعى بين الطلاب، وكذلك الاعتماد على الذات من خلال البحث والتحليل، وربط الموضوعات، وطريقة صياغة الأفكار، وغيرها من المهارات الضرورية التي تثقل إدراك الطلاب، لكن للأسف  بعض أولياء الأمور لجأوا إلى عدة أمور لكتابة البحث لأبنائهم، أبرزها شرائه من المكتبات، متناسين أن هذا يعد نوعا من أنواع الغش كظاهرة سلوكية مشينة تخل بالهدف الرئيسى منها وهى تقويم السلوك والشخصية، ومتناسين أيضا أن هذا يعد  صورة من صور الانحراف الأخلاقي القائم على خيانة الأمانة.

والغريب، أن بعض أولياء الأمور، تعاقدوا مع مدرسين خصوصيين، لعمل البحث لأبنائهم، غير عابئين بخطورة هذا فى المستقبل، رغم أن العالم أجمع يتجه الآن إلى "التعليم عن بُعد" وخاصة بعد أزمة كورونا التى ستحتم تطبيق هذا فى المستقبل كنتيجة طبيعية للمعايشة مع الفيروس القاتل، وأن منظومة التعليم الكلاسيكية مصيرها إلى الزوال، وهذا ما ذهبت إليه الدولة المصرية، خلال السنوات السابقة بتطبيق منظومة التعليم الجديد، الداعية والقائمة على منهج البحث والإطلاع لا سياسة الحفظ والتلقين، ولذلك نقول لهؤلاء الآباء، انتبهوا لأنكم لو ساعدتم أبناءكم هذا العام، فماذا تفعلون في الأعوام القادمة؟، وهل تريدون صناعة مواطنا صالحا أم تصرون بجهل صناعة غشاشا فاسدا.

وللأمانة كان هناك تساؤل مهم لوزير التعليم، الدكتور طارق شوقى، وهو، هل الوزارة تعطي شهادة بالكذب؟، سؤال يحتاج إلى الوقوف أمامه كثيرا، وخاصة إذا كنا نتحدث عن تكافؤ الفرص، ليأتى سؤال أخر ، لماذا نوازي المجتهد بمن غش، ومن اجتهد بمن سرق؟

وهنا يجب أن نعلم أن الغش في الامتحانات بشكل عام، من أخطر الظواهر السلبية والمشكلات التربوية التي تهدد سلامة النظام التعليمي بوصفها ظاهرة خطيرة تؤثر في المجتمع ومؤسساته وتؤدي إلى آثار سلبية عديدة لا تنسجم والثوابت الأخلاقية في المجتمع، وأهمها مبدأ تكافؤ الفرص بين أفراد هذا المجتمع.

وأخيرا.. فإن "الحق" جل شأنه، فرض الأمانة على عباده في سائر الأعمال والأقوال، وحثنا أيضاً عليها نبينا الكريم الذي قال أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك: حفظ أمانة، صدق حديث، عفة طُعمة، وحسن خليقة"، والأمانة ضدها الغش والخيانة والتزوير، ولهذا فإن من أبشع صور الخيانة ذلك الغش الذي يستخدمه بعض الطلاب في المدارس والجامعات، من خلال توظيف الأدوات والوسائط التكنولوجية المعقدة في الغش واستغلال إمكاناتها العديدة في تسهيل الحصول على المعلومة «الإجابة المطلوبة» بشكل غير شرعى.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة