تشن مواقع التواصل الاجتماعى هجوما لاذعا على الرئيس البرازيلى، جايير بولسونارو، بسبب انتهاكه للقواعد ومخالفته للضوابط المتعلقة بفيروس كورونا، وذلك فى الوقت الذى قررت الشبكات الاجتماعية الوفاء بوعود قطعتها على نفسها منذ بداية تفشى الوباء قبل أشهر، بأن تعاقب كل من ينشر معلومات غير دقيقة عن الوباء عبر منصاتها.
وحذف موقع "إنستجرام" للتواصل الاجتماعي منشورا لبولسونارو، محملا إياه المسئولية عن ترويج معلومات مضللة عن حصيلة الوفيات بفيروس كورونا فى البرازيل، حيث إنه نشر أن عدد الوفيات بسبب أمراض الجهاز التنفسى فى مدينة سيارا انخفض هذا العام مقارنة بالعام الماضى، وهو أمر غير صحيح.
انستجرام تحذف منشور لرئيس البرازيل
وقالت صحيفة "أو جلوبو" البرازيلية إن إدارة انستجرام قررت تعليق هذا المنشور لبولسونارو، بعد أن أكد خبراء أنه يضم معلومات خاطئة، حيث أن بيانات إنستجران أكدت أن هذا المعدل فى الواقع شهد ارتفاعا ب33% مقارنة بالعام الماضى.
وجاء هذا القرار على خلفية خطوات مماثلة اتخذها في الأسابيع الماضية موقعا "فيسبوك" و"تويتر" للتواصل الاجتماعي.
وحذف "تويتر" بالفعل تغريتين للرئيس البرازيلى شكك فيهما بجدوى إجراءات الحجر الصحى والتى تهدف إلى احتواء فيروس كورونا واعتبرت الشبكة الاجتماعية أن فيهما انتهاكا لقواعدها، وفقا لصحيفة "جلوبال" البرازيلية.
بولسونارو
ونشر الزعيم اليمينى مقاطع فيديو تظهره يختلط مع مؤيدين فى برازيليا وهو بذلك خرق إجراءاا التباعد الاجتماعى الذى فرضته وزارة الصحة فى ذلك الوقت للحد من انتشار فيروس كورونا، واستبدل تويتر التغريدتين بتنويه يوضح سبب حذفهما، أوضحت الشبكة الاجتماعية في بيان أنها وسعت قواعدها المتعلقة بإدارة المحتوى لتطال المعلومات الصحية التي تتعارض مع معلومات المصادر الرسمية والتي قد تعرض الأشخاص لخطر عدوى وباء كوفيد 19.
في أحد المقطعين المحذوفين، كان بولسونارو يقول لبائع في الشارع "ما سمعته من الناس هو أنهم يريدون العمل"، مضيفاً "ما قلته منذ البداية هو أننا سنكون حذرين وعلى من يبلغ أكثر 65 عاماً البقاء في المنزل".
بدوره، قال البائع لبولسونارو "لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي هناك خوف من أنك إذا لم تمت من المرض فستجوع"، ليرد عليه الرئيس "لن تموت".
وفي المقطع الثاني، يدعو الرئيس البرازيلي الناس "للعودة إلى الحياة الطبيعية"، مشككاً بتدابير الحجر الصحي التي فرضها بعض رؤساء البلديات في البلاد لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد.
وعن اجراءات العزل أردف الرئيس البرازيلي أنه "إذا استمرت على هذا النحو مع حجم البطالة الذي سنعيشه، سنواجه لاحقاً مشكلة خطيرة جداً ستستغرق سنوات لحلها".
وكان وزير الصحة البرازيلى المستقيل لويز هنريك مانديتا قد سلط الضوء بداية مارس الماضى، على أهمية العزل كوسيلة لمكافحة فيروس كورونا الذي أصاب 3990 شخصاً في البرازيل وتسبب بوفاة 114 شخصاً، وفقاً لأحدث الأرقام الرسمية.
كما أشار بولسونارو إلى أن "بعض الناس يريدون مني أن أصمت واتبع البروتوكولات، كم مرة لا يتبع الطبيب البروتوكول؟ دعونا نواجه الفيروس بالواقع. إنها الحياة، سنموت جميعاً يوماً ما".
كما قام مارك زوكربيرج ، الرئيس التنفيذى ومؤسس فيسبوك ، بحذف معلومات كاذبة نشرها الرئيس البرازيلى بأن العلماء البرازيليين توصلوا إلى علاج للوباء فى محاولة منه لعودة الحياة إلى طبيعتها ونزول العمال إلى اعمالهم لعدم تأثر الاقتصاد.
وقال زوكربيرج في مقابلة مع إذاعة بي بي سي "من الواضح أن هذا غير صحيح ولهذا السبب قمنا بحذفها بغض النظر عمن يقولها"، وأضاف "فيسبوك" سيزيل أى محتوى يتسبب فى ضرر فورى لأى مستخدم من المنصة".
ويؤيد بولسونارو بشدة إلغاء القيود المفروضة في البلاد ، والحجر الصحى ، فى مواجهة فيروس كورونا، ويرى أن العمل والاقتصاد طوق النجاة الوحيد للبرازيل، كما أن بولسونارو يعيش فى الأيام الحالية معركة لإسقاط قرار قضائى ألزمه بنشر نتائج فحص كورونا الذى خضع له مرتين ، بعد تشخيص الفيروس لدى عشرات الأعضاء ضمن وفد رسمى رافقه أثناء الزيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى وقت سابق.
وسجلت البرازيل أكثر من 26417 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا ، طبقا لما أعلنت وزارة الصحة أمس الخميس وهي أعلى حصيلة منذ بدء التفشي، وارتفع إجمالي عدد الإصابات إلى 438238، وهي ثاني أعلى حصيلة من الإصابات عالميا، بعد الولايات المتحدة.
وتوفي إجمالي 26754 شخصا، جراء الإصابة بالفيروس، وهي سادس أعلى حصيلة وفيات عالميا، طبقا لبيانات جمعتها جامعة "جونز هوبكنز".
وعدد حالات الإصابة والوفيات التي لم يتم رصدها ربما تكون أعلى بكثير بسبب نقص الاختبارات والتأخر في التعامل مع نتائج المعامل.
وسجلت ولاية "ساو باولو" وهي الأعلى كثافة سكانية في البرازيل، حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من 40 مليون نسمة أكثر من 6382 حالة إصابة جديدة بالفيروس أمس الخميس، مما يمثل رقما قياسيا جديدا يثير قلقا.
كان حاكم الولاية، جواو دوريا قد أعلن في وقت سابق عن تمديد إجراءات تقيد الحياة اليومية، بينما أعلن أيضا عن فتح تدريجي للانشطة الاقتصادية