سيكون لخط أنابيب الغاز تركستريم الذي تم تشغيله مؤخرا تأثير محدود على السوق بسبب المنافسة الصعبة التي تواجه روسيا في كل من تركيا وجنوب شرق أوروبا، والصعوبات الاقتصادية وزيادة واردات الغاز الطبيعي المسال (LNG)، كما أشار ديميتار بيشيف، زميل باحث في جامعة نورث كارولينا، في تحليل على موقع أبحاث (الشرق للأبحاث الاستراتيجية) وافتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان خط أنابيب تركستريم الذي يبلغ طوله 930 كم في 8 يناير، وبدأ الخط في ضخ الغاز في بداية العام بطاقة سنوية متوقعة تبلغ 31 مليار متر مكعب، ويُنظر إلى خط الأنابيب كرمز للعلاقات المزدهرة بين روسيا وتركيا.
وقال بيشيف إن تركستريم - النسخة المصغرة من سلفه ساوث ستريم المجمد - يهدف إلى منح روسيا وتركيا مزايا معينة، بما في ذلك قدرة شركة الغاز العملاقة الروسية جازبروم على الوصول مباشرة إلى السوق التركية دون الاضطرار إلى التعامل مع الدول المجاورة، وأضاف أنه يمنح تركيا أيضا القدرة على استقبال ونقل الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي.
وأضاف بيشيف أن مشروع خط الأنابيب المزدوج يواجه العديد من التحديات، وحسب المقال فإنه في حين تأخرت المرحلة الثانية من المشروع، المعروفة باسم تيار البلقان، عن موعدها المحدد، فإن سوق الغاز التنافسي على نحو متزايد في تركيا وجوارها في جنوب شرق أوروبا يتسبب في تقلص حصة غازبروم، كان هناك انخفاض في الواردات من روسيا من إيران وأذربيجان واليونان وجنوب شرق أوروبا على مدى السنوات القليلة الماضية. وأرجع بيشيف فقدان روسيا لقبضتها على الأسواق المحلية إلى تقلص الطلب في تركيا، أكبر سوق في المنطقة.
وكتب بيشيف: '' منذ مارس عندما ضربت جائحة فيروس كورونا تركيا وجيرانها، شهد الاستهلاك انخفاضا حادا، وقال إن جمعية منتجي الكهرباء في تركيا، على سبيل المثال، أبلغت عن انخفاض بنسبة 20 % في إنتاج الكهرباء في محطات الطاقة التي تعمل بالغاز الطبيعي في أبريل ".
وأضاف المقال أن ظهور أذربيجان كمورد منافس لشركة جازبروم داخل الأسواق في تركيا وجنوب شرق أوروبا هو عامل آخر من المحتمل أن يؤثر على مستقبل خط الأنابيب، وكتب بيشيف: "على المدى القصير، سيبقى تركستريم غير مستخدم بشكل كامل. إن تركيا ليست في وضع يمكنها من الاستفادة من السعة الكاملة لسلسلة خط الأنابيب الأولى بسبب الركود الذي يلوح في الأفق والبدائل الرخيصة".