تستخدم تركيا المنظمات الإسلامية والمؤسسات العامة للتجسس على معارضيها في ألمانيا والبرلمان الألماني، حسبما أشارت جريدة آراب ويكلي، نقلا عن دراسة المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، حيث أشار التقرير إلى أن أنقرة ترى بعض مواطنيها الذين يعيشون في ألمانيا باعتبارهم معارضين وخصوم، وتتهم السلطات الألمانية بالتغاضى عن أنشطتهم.
يعيش في ألمانيا حوالي 3 ملايين شخص من أصل تركي. وقد توترت العلاقات بين برلين وأنقرة بعد محاولة انقلاب عام 2016 في تركيا، عندما زادت الحكومة التركية أنشطتها الاستخباراتية - الأجنبية والمحلية - ضد المعارضين الذين يُعتقد أنهم يهددون النظام . على نحو خاص، استهدفت السلطات التركية حركة جولن، التي اتهمتها الحكومة بأنها مسؤولة عن الانقلاب المزعوم، مما أدى إلى طرد حوالي 150 ألف موظف حكومي وسجن 77 ألف شخص بسبب علاقات مزعومة مع المنظمة.
وقالت وكالة المخابرات الفيدرالية الألمانية (BND) في وثيقة يعود تاريخها إلى مارس 2017 أن الحكومة التركية فشلت في إقناع برلين بتورط الحركة في محاولة الانقلاب، مضيفة أن رئيس المخابرات الألمانية برونو كال وصف حركة جولن بأنها تمثل "التيار القومي" وليست جماعة متطرفة.
وأشار تقرير آراب ويكلي أن "تركيا قلقة من الدعم الذي تتمتع به الحركة بين شرائح الجمهور ووسائل الإعلام الألمانية، وتعتبر ذلك مبررا لعملياتها الاستخباراتية".
في هذا الإطار اتهمت السلطات الألمانية الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية (DITIB)، وهو واحد من أكبر المنظمات الإسلامية في ألمانيا التي يشتبه في أن لها صلات مع مديرية الشؤون الدينية التركية (ديانت)، بتنفيذ أعمال استخباراتية نيابة عن وكالة المخابرات الوطنية التركية (MIT) وتلقي "أموال مشبوهة" من أنقرة.
وأشار التقرير: "أكدت وكالة المخابرات المركزية أن تركيا تتجسس على أعضاء البوندستاج (البرلمان الألماني) وتقوم بجمع معلومات عنهم".
وأوصت المحكمة الجنائية المركزية لألمانيا بأن تتخذ ألمانيا خطوات أكثر صرامة لمواجهة أنشطة المخابرات التركية وتوفير الحماية لأولئك الذين تستهدفهم.
وأضاف: "أوصت الدراسة أيضا بأن تتلقى برلين ضمانات من أنقرة بعدم انتهاك حقوق المواطنين الألمان من أصل تركي الذين يعيشون في ألمانيا، بما في ذلك هؤلاء الذين يزورون تركيا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة