ناشد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، المواطنين بضرورة التزام تعليمات إجراءات السلامة والوقاية من فيروس كورونا وتحقيق معنى التوكل على الله سبحانه وتعالى وليس التواكل قائلاً:"ارتد الكمامة وتوكل، تجنب المصافحة وتوكل، حقق التباعد وتوكل".
وأضاف جمعة في تصريحات له اليوم:"إذا حققنا ذلك نكون قد فهمنا وطبقنا معنى اعقلها وتوكل".
وكان الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أكد أن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان ، وأن الحفاظ على الوطن من أهم المقاصد العامة للتشريع، وهو أحد الكليات الست التي يجب الحفاظ عليها ، كما أن الوطنية الحقيقية هي عطاء وانتماء وليست مجرد ادعاء ، وقد تحدث الأدباء على مر التاريخ عن الوطنية الحقيقية ، وتناول الأدباء والشعراء هذا الجانب بمخزون وافر من الولاء والانتماء ، يقول شوقي :
بِلادٌ ماتَ فِتيَتُها لِتَحيا
وَزالوا دونَ قَومِهِمُ لِيَبقوا
كما بين جمعة أنه يجب أن نفرق بوضوح بين الجيوش الوطنية كجيشنا الوطني الباسل الذي هو من قلب هذا الشعب ، فهو ابني وابنك ، وأخي وأخيك ، وابن أخي ، وابن أخيك ، هو من قلب هذا الشعب ، وهو من الشعب والشعب منه ، فجيش مصر وشعبها شيء واحد ، بخلاف الجيوش التي تقوم على المأجورين والمرتزقة ممن لا عقيدة لهم ولا دين ولا وطنية فيتساقطون في هزيمة نفسية ، لأن الإرهابي لا دين له ، ولا وطنية ولا خلق له ولا انتماء ، فشتان بين أبناء الوطن الحقيقيين وبين المرتزقة المأجورين من الإرهابيين الذين تستخدمهم الدول لخدمة أهدافها ، ثم يقول أحمد محرم :
لَيسَ الكَريم بِمَن يَرى أَوطانَهُ
نَهبَ العَوادي ثُمَّ لا يَحميها
فالكريم الأصيل الشريف في أي مكان و ميدان لا يمكن أبدًا أن يتخلى عن واجبه الوطني.
كان الشاعر يقول:
إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِـي
عُنِيْـتُ فَلَمْ أَكْسَـلْ وَلَمْ أتردد
ليس الكريم بمن يرى أوطانه نهب العوادي ثم لا يحميها ، يجد وطنه في حاجة إليه ثم لا يتقدم الصفوف .
ترجو بِنَجدَتِهِ اِنقِضاءَ شَقائِها
وَهوَ الَّذي بِقُعودِهِ ( بتخلفه ونكوصه عن أداء الواجب) يُشقيها
وَتَوَدُّ جاهِدَةً بِهِ دَفعَ الأَذى
عَن نَفسِها وَهوَ الَّذي يُؤذيها
كما أكد وزير الأوقاف، أن الخونة والعملاء والمأجورين الذين وقعوا فريسة لأعداء الوطن فأصبحوا لا تشغلهم ولا يشغلهم سوى ما يتقاضون نتيجة خيانتهم وعمالتهم ، على حد تعبير الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري ، حيث يقول :
ولقد رأى المستعمِرونَ فرائسًا
منَّا ، وألفَوْا كلبَ صيدٍ سائبا
فتعهَّدوهُ ، (بالأموال ، والمتابعة ، وبالتشجيع وبالدعم الفيسبوكي ، وبالدعم الإعلامي العالمي ).
فتعهَّدوهُ فراحَ طوعَ بَنانِهمْ
يَبْرُونَ أنيابًا له ومَخالبا ( يكبرون الصغير ، ويصنعون منه هالة )
مستأجَرِينَ ( من العملاء والخونة ) يُخرِّبونَ بلادهم
ويُكافئونَ على الخرابِ رواتبا
يا آلَ مِصرَ وَما يُؤَدّي حَقَّها
إِلّا فَتىً يَكفي الَّذي يَعنيها
أَيَضنُّ مِنكُم بالمعونة موسرٌ ( وقت العطاء )
يسعى ويسعد كلَّ آنٍ فيها ( ثم انظر إلى الختام الرائع ، وأجمل بيتين في الشعر العربي :
هي أمُّكُم لا كانَ مِن أَبنائِها
مَن لا يُواسيها وَلا يُرضيها
وَهَبَتكُمُ الخَيرَ الجَزيلَ فَهَل فَتىً
مِنكُم بِحُسنِ صَنيعِها يَجزيها