نشاهد في هذه الأيام مسلسل "الاختيار" الذي يوثق بشكل احترافي تاريخ مصر الحديث في مواجهه الإرهاب، الذي يستهدف تدمير الدولة المصرية والنيل من إرادة شعبها، بل أيضا محاوله تقسيم أرضها والاستيلاء علي جزء غالي الثمن منها وهي الأرض التي امتلأت بدماء الشهداء، حيث دفع المصريون ثمنا باهظا في استرجاعها عن طريق ارواح أولادها.
مثل هذا التوثيق التاريخي مهم جدا لعدة أسباب أهمها، التوثيق التاريخي لعدم محاوله التضليل في وقت لاحق لما حدث، وأيضا بث روح الوطنية بين أفراد الشعب وسرد القصة الحقيقية للبطل أحمد المنسي الذي آثر بسيرته قلوب المصريين سواء داخل مصر او خارجها.
من وجهه نظري أن أهم سبب لعرض هذه الأحداث في هذا التوقيت الحساس هو محاربه الفكر الإرهابي، ليس فقط بالسلاح بل بالفكر و انتشار الوعي، وقد أوضحت أحداث المسلسل كيفية السيطرة علي عقول التكفيرين من قبل قياداتهم، وأهميه المبايعة للقيادات وتنفيذ رغباتهم بدون نقاش، وأيضا استخدام الدين بشكل خاطئ من قبل القيادات الإرهابية لتحفيز التكفيرين لتنفيذ أجنداتهم السياسية، التي ليس لها أي علاقه عن قرب او بعد بالدين، لكن الدين هو أحد أهم الأدوات الحصينة لتنفيذ الأجندات السياسية، التي تصب بشكل مباشر في مصلحة دول خارجية لتنفيذ أهدافها تجاه اراضينا وسيادتنا في المنطقة.
اعتقد أيضا أن المسلسل نجح في سرد مراحل تجنيد المجاهدين، بدايه من التفسير الخاطئ للنصوص الدينية ونهاية بالهجمات الإرهابية، رغم الإنذارات الضميرية التي تترجم في حالات التشكك التي تصبب التكفيرين في بداية الطريق لأنه "من ليس لهم ناموس فهم ناموس لأنفسهم"، اي من لا يعرف الدستور فإن ضميره هو دستوره الحقيقي، بمعني أن الله اعطي الإنسان نعمه التمييز بين الخطأ والصواب ومعرفه الخير من الشهر، فوجدنا مشاهد عديدة لهشام عشماوي في بداية مشواره التكفيري، وخوفه من قتل المؤمنين بالخطأ " كما استشهد في حديثه"، من وجهه نظره مرة مع صديقه عماد، ومرة أخري مع أمير الجماعة، الذي قوبل في المرتين بالتأكيد أن قتله المؤمنين بالخطأ قد يودي إلي دخولهم الجنة فبهذا هو يقدم لهم خدمه الشهادة.
اعتقد أيضا أن أهم ما أراد العمل الدرامي توضيحه يتمثل في اسم المسلسل، وهو التأكيد أن الجميع لديه الاختيار وليس أحد مصير او مضطر لاتخاذ طريق او اخر، ففي الوقت الذي اتخذ فيه عشماوي طريق التكفير والقتل والنيل من مؤسسات الدولة كان المقاتل الرائد أحمد منسي يدافع عن أرض مصر، ويذرع حب مصر في قلوب أفراد كتيبته ويرفع وعي الجنود لأهمية دورهم في حماية بلادهم واهلهم.
نعم أنه الاختيار، فلابد أن تحدد موقفك، وأن تختار اما أن تكون وطني وعاشق لبلدك وأهلك، او تكون خائن وقاتل ومجرم ومخرب ومطلوب للعدالة.
وأخيرا اعتقد أن أهم رسالة، هي نقل الصورة المشرفة والقوية ليس فقط للمؤسسة العسكرية، بل بالأحرى الجندي المصري المقاتل الذي يلقى بالرعب في قلوب أعداء مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة